مواعيد مهمة على أجندة استادات المونديال
المشاريع العملاقة إرث قيم يجب الحفاظ عليه وعدم التسرع في تسليمه للأندية
الحفاظ على جودة الاستادات ضرورة حتمية من خلال الصيانة الدورية
متابعة- صابر الغراوي:
بعْدَ شهرٍ كاملٍ من الإشادات العالميَّة بروعة وجمال الاستادات القطرية التي احتضنت نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، وبعد أن كانت هذه الاستادات الاستثنائية محط أنظار عشَّاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم، أصبحت هذه الاستادات الآن محط أنظار أنديتنا المُختلفة في ظل الرغبة الواضحة من بعض الأندية للاستفادة من بعض الملاعب.
والحقيقة أن هناك بعض الاستادات التي لم يُفكر فيها أحد، ولن تسعى تلك الأندية لخوض مُبارياتها على أرضيتها مثل استاد لوسيل باعتبار أنه بات أيقونة الاستادات القطرية التي استضافت نهائيات كأس العالم، أو حتى استاد 974، الذي سيتم تفكيكه كاملًا كما هو مُخطط له والتبرع به لبعض البلدان الفقيرة، بخلاف بعض الاستادات الأخرى التي سيتم تفكيك أجزاء منها فقط والإبقاء على الباقي والتبرع بما تم تفكيكه أيضًا.
ترقب جماهيري
وفي المُقابل هناك استادات أخرى، تنتظر الأندية على أحر من الجمر صدور قرار رسمي بإقامة مُباريات فريقها الأول عليها، وتترقب الجماهير مُشاهدة النجوم وهم يصولون ويجولون على أرضية تلك الاستادات، في الوقت الذي تقوم فيه هذه الجماهير بدورها على الوجه الأكمل في التشجيع والدعم والمُساندة من داخل مُدرجات هذا الملعب أو ذاك.
وهذه الاستادات التي اتجهت الأنظار إليها عقب نهاية مُنافسات بطولة كأس العالم هي ملعب استاد الثمامة باعتبار أنه يتوقع استضافة مُباريات ناديين جماهيريين هما النادي العربي والنادي الأهلي، واستاد أحمد بن علي بمنطقة أم الأفاعي والذي سيستضيف مُباريات نادي الريان، واستاد الجنوب الذي ارتبط اسمه وشكله بقلعة الموج الأزرق، ثم استاد البيت المُرشح لاستضافة مُباريات نادي الخور.
بين المطرقة والسندان
وإذا كنا نتفق على أن هذه الأندية هي الأقرب بالطبع للحصول على تلك الاستادات وخوض مُبارياتها على أرضيتها بشكل رسمي خلال الفترات المُقبلة، فإن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن القائمين على الرياضة القطرية يعيشون حاليًا بين مطرقة تلبية رغبات تلك الأندية وجماهيرها، وسندان الحفاظ على الإرث الرياضي والاجتماعي والثقافي الذي من أجله بذلنا الغالي والنفيس.
وتكمن هذه المعضلة في أن القائمين على الرياضة القطرية يُريدون الحفاظ على هذه التحف المونديالية لأطول فترة ممكنة لاستغلالها في المُناسبات الكُبرى والبطولات التي تستعد قطر لاستضافتها سواء على المدى القريب أو البعيد، لكنها في الوقت نفسه تريد أن تُساعدَ هذه الأندية في إقامة مُبارياتها على تلك الاستادات الرائعة.
عمليات الصيانة
ويكمن الحل الأبرز في هذه القضية في الموافقة لتلك الأندية على خوض مُبارياتها على تلك الاستادات بشرط ألا يصلَ عدد هذه المُباريات للدرجة التي تصعب معها عمليات الصيانة والجوانب التشغيلية الأخرى التي تحفظ للملاعب رونقها وبريقها.
ويعلم الجميع أن قطر مُقبلة على استضافة العديد من الفعاليات والبطولات الكُبرى بداية من استضافة مُنافسات دوري أبطال آسيا، في فبراير المُقبل ومن بعدها تأتي نهائيات أمم آسيا 2023 التي اعتذرت عنها الصين مؤخرًا وتصدت بعض الدول الأخرى للعملية التنظيمية قبل أن يقعَ الاختيار على قطر في نهاية الأمر.
ولن يقتصرَ الأمر عند هذا الحد ولكنه يمتد ليشملَ أيضًا بطولة بحجم وقيمة دورة الألعاب الآسيوية 2030 التي نالت قطر شرف استضافتها منذ فترة طويلة، وغيرها من البطولات والتحديات الأخرى التي تحتاج فيها قطر لكل الاستادات.
ديربي الهلال
وزادت هذه التساؤلات بعد أن علم الجميع بأنَّ إدارتَي ناديَي العربي والأهلي ترغبان في نقل المُواجهة المُرتقبة بينهما يوم 5 يناير المُقبل في الجولة الثامنة لدوري نجوم QNB، إلى استاد الثمامة المونديالي، بدلًا من استاد حمد بن خليفة بالنادي الأهلي.
وتُقام مُباريات دوري النجوم على ملاعب الأندية مع استبعاد الاستادات المونديالية التي استضافت نهائيات كأس العالم، وهي: البيت، والجنوب، و974، وخليفة الدولي، ولوسيل، والمدينة التعليمية، وأحمد بن علي، والثمامة. ومن المُفترض أن يستفيدَ ناديا العربي والأهلي من إرث استاد الثمامة في خوض المُباريات على الملعب الذي احتضنَ نهائيات كأس العالم، لا سيما أن الاستاد سيكون مُخصصًا لناديَي ديربي الهلال.