قصة اية

(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) لمَّا كان يومُ فتح مكة أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بلالًا ليؤذن على ظهر الكعبة، فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيس: الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم.
وقال الحارث بن هشام : أما وجد محمد غير هذا الأسود مؤذنًا؟ ! وقال سهيل بن عمرو: إن يرد الله شيئًا يغيّره، وقال أبو سفيان: إني لا أقول شيئًا أخاف أن يخبر به رب السماء، فأتى جبريل عليه السلام النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بما قالوا، فدعاهم وسألهم عما قالوا، فأقرُّوا، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والإزراء بالفقراء. وذهب الإمام المفسّر فخر الدين الرّازي في تفسير هذه الآية: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، إلى عدة آفاقٍ منها: الوجه الأول: جعلناكم شعوبًا كالأعاجم لا يُعرف من يجمعهم، وجعلناكم أيضًا قبائل لكم أصلٌ معلومٌ يجمعكم، مثل: العرب، الوجه الثاني: جعلناكم شعوبًا منبثقةً عن القبائل؛ ومن الشعوب بطون مختلفة، ومن البطون أفخاذ متعدّدة، ومن الأفخاذ فصائل يخرجُ منها الأقارب. جاء ذِكرُ الأعم في الآية الكريمة حتى لا يُفهم منها قصد الافتخار في الأنساب؛ فالأعمّ مشتملٌ على الفقير والغني، والضعيف والقوي، فمقصود الآية التعارف لا التفاخر.