اخر الاخبار
في تحليل نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية:

أنظار العالم أكثر تركيزا على قطر بعد نجاحها التاريخي في تنظيم المونديال

قطر تستهدف استقبال 6 ملايين زائر دولي سنويا بحلول عام 2030

المونديال يشكل عامل تحفيزي كبير في تسريع نمو الاقتصاد القطري

واشنطن – د ب أ:
كانت بطولة كأس العالم التي نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عام 2022 تاريخية، فهي أول بطولة لكأس العالم تقام في الشرق الأوسط، والأولى من نوعها التي تقام في دولة ذات أغلبية مسلمة، والثالثة الأكثر حضورا في التاريخ، حيث شهدت حضور 3404252 مشجعا. كما زار أكثر من 1.4 مليون مشجع من أنحاء العالم قطر لمتابعة البطولة، حسبما يقول الدكتور سهيل محمود ، المحلل السياسي المستقل الذي يقيم في مدينة شابيل بكارولينا الشمالية.
ويضيف الدكتور سهيل في تحليل نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أن غرض قطر كان السعي إلى أن تحظى بمكانة عالمية، وزيادة تعزيز صورتها، وتحويل البلاد إلى مركز سياحي وتجاري، والحد من الاعتماد الاقتصادي على النفط والغاز من خلال إيجاد موارد أخرى للنمو. واحتاج الإعداد للحدث 12 عاما من التخطيط، وما يتراوح بين 200 مليار إلى 300 مليار دولار من الإنفاق على البنية التحتية لتشييد استادات جديدة ، ومتاحف ذات مستوى عالمي، وشبكة نقل عام .
ومن المتوقع أن يسفر الحدث عن ضخ 17 مليار دولار في اقتصاد قطر، بينما يقدر ارتفاع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 4% في عام .2022
كما سيبث تنظيم قطر للبطولة حياة جديدة في قطاع السياحة ، إذ تستهدف قطر استقبال 6 ملايين زائر دولي سنويا بحلول عام 2030، وهو ما يمثل تقريبا ثلاثة أمثال العدد المسجل في عام 2019.
وبشكل كبير للغاية، عززت استضافة قطرللبطولة جهودها لمواصلة تنويع وتنمية القطاعات غير الهيدروكربونية في اقتصاد البلاد.
وأوضح الدكتور سهيل أن التأثير المتتالي لكأس العالم في قطر سيظل له أثره على مدار سنوات. وفي الحقيقة، سوف يشكل عامل تحفيز كبير في تسريع نمو اقتصادها النامي.
وقد زاد النفوذ العالمي لقطر. وخلال السنوات الثلاث المقبلة سوف تستضيف الدوحة ثلاث منافسات مرموقة مثل بطولات الجودو العالمية، والسباحة وتنس الطاولة. وهناك اهتمام كبير في الدوحة بأن تستضيف دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036.
وستعود سباقات فورمولا-1 إلى قطر في عام 2023، وقد بدأ بالفعل مقدما تجديد مضمار السباق في قطر مع نهاية بطولة كأس العالم.
وقال الكاتب أن قطر اتخذت خطوات لتحسين حقوق العمال المهاجرين. وأدخلت إصلاحات شملت تحديد حد أدنى للأجور، وإنهاء نظام الكفالة، وتقييد ساعات العمل في الطقس الشديد الحرارة. وامتدحت منظمة العمل الدولية هذه الاصلاحات، ومع ذلك، تعتزم قطر توزيع 350 مليون دولار من صندوق موجود بالفعل كتعويض عن الإصابات والوفيات.
ورغم الانتقادات التي تعرضت لها قطر، نجحت بطولة كأس العالم نجاحا مذهلا. ومن المؤكد أنها شهدت إدارة احترافية للغاية، وكانت فريدة، ولن تنسى، مؤكدة مكانتها كأحد أعظم بطولات كأس العالم في الذاكرة الحية.
وأكدت قطر الحماس العربي الذي ظهر في تنظيم كأس العالم، مما يؤكد نجاحها. وهكذا، فإنه بالنسبة لقطر، تمثل الانجاز الحقيقي في السياسة، والصفقات التجارية، والاعتراف الدولي، الذي قد يدعم أمنها القومي.
ويؤكد الدكتور سهيل أن قطر حققت انجازا في مجال السياسة، يمكن أن تمهد الطريق أمام مزيد من التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين قطر وجيرانها وشركائها.
واختتم الدكتور سهيل تحليله بالقول إن قطر استغلت بنجاح كأس العالم لتعزيز أهدافها السياسية، حيث طورت بشكل ملحوظ قوتها الناعمة وأوضحت كيف أصبحت الدولة الصغيرة لاعبا مؤثرا في الشؤون الدولية. ولا شك أن أنظار العالم سوف تصبح أكثر تركيزا على قطر من الآن فصاعدا.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X