فنون وثقافة
عبدالرحمن نجدي مدير عام شركة «قطر للسينما» :

إرهاصات السينما القطرية تعود لحقبة اكتشاف النفط

فترة الستينيات شهدت طفرة في إنتاج الأفلام

«عقارب الساعة» لم يفتح الباب لصناعة سينما منتظرة

المخرجون الشباب حرروا السينما من القيود التي تكبلها

الدوحة – قنا:

تخطو السينما القطرية بثبات لتحفرَ اسمها ضمن مصاف الدول الرائدة، بفضل عدد من المُبادرات وخطط التطوير التي تستهدف النهوض بها. وتعود إرهاصات الإنتاج السينمائي بقطر في خمسينيات القرن الماضي من خلال شركات النفط التي قامت بتصوير عدة أفلام عن الحياة في البلد. وقالَ السيد عبدالرحمن نجدي، مُدير عام شركة «قطر للسينما» والمُخرج والناقد السينمائي في حوار خاص لـ «قنا»: إنه في عام 1960 قام مُخرج الوثائقيات البريطاني رود باكستر بتحقيق فيلم تسجيلي في مدينة الدوحة، يصف فيه عملية صيد اللؤلؤ التي كانت آنذاك، حيث إنه يمكن اعتبار هذا الفيلم هو تاريخ ميلاد السينما في دولة قطر.
مُضيفًا: إذا سلمنا بالرأي الشائع بأن دخول السينما في منطقة الخليج ارتبط بظهور البترول ووفود شركات التنقيب الأجنبية وتقديمها للعاملين بها، فالراجح أننا نعود للنصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي، وقتها كانت نسخ الأفلام التي يتم جلبها قاصرةً على مقاس 16 مم.

ومع توسيع هذه الشركات لنطاق أعمالها، وإقامة العديد من المُجمعات السكنية والمُعسكرات، وإنشاء عدد من الأندية الخاصة للعاملين، كانت السينما هي وسيلة الترفيه الوحيدة في ذلك الزمان، وتدريجيًا بدأت السينما تفرض سطوتها، وكان من الطبيعي أن تتوسع بعد أن اختبرها أهالي قطر ووجدوا فيها وسيلةَ ترفيه غير مسبوقة. حينها بدأ بعض من وجهاء القوم في جلب ماكينات عرض سينمائي خاصة من مقاس 16 و8 مم لمُشاهدة الأفلام المصرية والهندية قبل انتهاء حقبة الخمسينيات.
موضحًا أنه في مُنتصف ستينيات القرن الماضي توسعت مُشاهدة الأفلام لتشملَ قطاعات أخرى من الجمهور، ونتيجة لهذا الحماس بادر السيد سلطان بن سيف العيسى باستئجار قطعة أرض في الزاوية الشرقية لدوار «المجنون»، وبنى عليها صالة سينما الأندلس. وكانت مكشوفة بعدد من الكراسي وشاشة وحجرة لآلة العرض (بروجكتر). وكانت أحيانًا تعرض فيها اسكتشات إسماعيل يس وشكوكو. وفي نهاية ستينيات القرن الماضي، تم تأسيس شركة قطر للسينما. وتم شراء صالتين سينما كبداية، وأول رئيس لمجلس إدارتها كان سعادة الشيخ جاسم بن خالد آل ثاني.


موضحًا أن إنشاء إدارة للإعلام عام 1969 وافتتاح تلفزيون قطر سنة 1970، ثم قيام وزارة الإعلام القطرية سنة 1974، ثم إنشاء وحدة للفيلم الوثائقي تابعة لتلفزيون قطر سنة 1981، ساهم في تحقيق مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة، حيث اتخذت تلك الأفلام عدة أشكال تراوحت بين أساليب المعيشة التي ارتبطت بالبحر، وتقاليد المُجتمع القطري، كما كان للمسائل الفنية أهمية بالغة. ومنها فيلم «الشراع» (1967)، وفيلم «الغوص» (1980)، وهو من أهم أفلام تلك الحقبة. بالإضافة إلى فيلم «الدانة» (1981)، والذي نال جائزة أفضل فيلم في مهرجان قرطاج للفيلم التلفزيوني عام 1982.
وأشارَ إلى أنه مرت سنوات وحركة السينما كانت شبه مُتوقفة، وخصوصًا فترة ما بين منتصف ثمانينيات القرن الماضي وحتى نهاية التسعينيات. ومع مطلع الألفية الحالية، كانت السينما حاضرة بقوة إثر عودة جيل من الشباب القطري الدارسين لفنون وعلوم السينما في أمريكا ومصر وغيرها، حققوا بالفعل مجموعةً من الأفلام السينمائية الواعدة نالت عددًا من الجوائز والتكريمات، ووضعوا سينماهم على الساحة الإقليمية الدولية
وفي ذات السياق، قال المُخرج والناقد عبدالرحمن نجدي: «في الوقت الذي بدا فيه أن آخر أفلام المُخرج القطري خليفة المريخي «عقارب الساعة»، وهو أول فيلم قطري روائي طويل من إنتاج وزارة الثقافة، سيكون نقطة الانطلاق لصناعة سينما لا تنقصها الإمكانات المادية والبشرية. لكن الواقع أن هذا الإنجاز لم يفتح الباب لصناعة سينما مُنتظرة رغم الترحيب الذي وجده الفيلم في الشارع القطري». وأكد أن عددًا من صناع الأفلام الشباب، ساهموا في تحرير السينما من القيود التي كانت تُكبلها بعد عودتهم من دراسة فنون وعلوم السينما بالخارج، ونجحوا في تحقيق أفلام وثائقية وروائية قصيرة حققت العديدَ من النجاحات.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X