15 عيادة للذاكرة تستقبل 700 تحويل سنويًا
عيادة للمعافاة ووحدة للحالات العاجلة في الرميلة
15 ألف اتصال بخط «راحة» لخدمة مرضى الزهايمر وضعف الذاكرة
أولوية في تحديد المواعيد ورسائل أسبوعية للتذكير بنمط الحياة الصحي
ساعة يدوية لتتبع مرضى الخرف من خلال تطبيق إلكتروني على الهاتف
22 ألف اتصال بالخط الساخن للمرضى كبار السن

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
كشفت الدكتورة هنادي الحمد -المُدير الطبي لمُستشفى الرميلة بمؤسسة حمد الطبية قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة في وزارة الصحة العامة- عن توفير العديد من الخدمات الخاصة بكبار السن على مستويات مُختلفة بمؤسسة حمد الطبية، وذلك في سبيل توفير أكبر قدر من الرعاية الطبية المُتخصصة لهذه الفئة وتخفيف العبء عنهم.
وقالت الدكتورة هنادي الحمد في حوار مع الراية : إن عيادات الذاكرة الخاصة بكبار السن تستقبل حوالى 700 تحويل جديد سنويًا، سواء في العيادات بالمراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أو في مستشفيات مؤسسة حمد الطبية، موضحة أن هؤلاء المُراجعين ليسوا بالضرورة مُصابين بالزهايمر، ولكن كل من لديه مشاكل في الذاكرة يمكن استقباله في هذه العيادات، موضحة أن الزهايمر هو الأكثر انتشارًا بين المُراجعين. ولفتت إلى أنه يوجد 15 عيادة للذاكرة، 10 منها في مستشفى الرميلة، و3 في المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية وتتوافر في مراكز الوجبة ولعبيب وروضة الخيل، بالإضافة إلى عيادة في مستشفى الخور وأخرى في مستشفى الوكرة.
وتابعت: إنه يتم أيضًا توفير خدمات الرعاية العاجلة للحالات المرضية غير المُهدّدة للحياة لكبار السن من خلال وحدة خاصة لكبار السن في الرميلة، تعمل يوميًا من السابعة صباحًا حتى العاشرة مساءً، حيث يتم فيها تقييم وإدارة سريعة للحالات من قبل فريق من المُختصين في أمراض كبار السن في بيئة أقل ازدحامًا وصديقة لهذه الفئة العمرية، موضحة أن هذه الوحدة استقبلت حوالي 2800 حالة خلال عام 2022.
وأوضحت أن خدمات كبار السن تتضمن أيضًا عيادات كبار السن العامة في مُستشفى الرميلة وفي مُستشفى الوكرة كما يتوافر بمُستشفى حمد العام فريق طبي لمُتابعة حالات مرضى كسور العظام لكبار السن المُنوَّمين بالمستشفى وذلك بالتعاون مع قسم العظام بالمستشفى، بالإضافة إلى عيادات السقوط، وهو ظاهرة منتشرة بين كبار السن وهذه العيادات تتوافر في الرميلة ومركز قطر للتأهيل.
كما كشفت عن توافر عيادة المُعافاة، التي تهدف لمنع عوامل الخطورة، التي يمكن أن تؤدي لحدوث ضعف الذاكرة وتتواجد هذه العيادة في مركز قطر للتأهيل، فحينما يتم تشخيص بداية مشكلة في الذاكرة للمريض في عيادة الذاكرة يتم تحويل الحالة لهذه العيادة التي تضم طبيبًا لكبار السن وطبيب مُجتمع، وأخصائي تغذية ومُعالجًا طبيعيًا ومُعالجًا وظائفيًا، حيث يقوم الفريق بوضع الخطة العلاجية لمدة 3 شهور ومن ثم إعادة تقييمه مرة أخرى لقياس مستوى الذاكرة.
خط راحة
وأضافت: إن قسم كبار السن قام بإطلاق خط راحة منذ عامين تقريبًا ويعمل لمدة 5 أيام في الأسبوع من السابعة صباحًا حتى الثالثة مساءً وذلك لمساعدة مرضى الزهايمر وضعف الذاكرة -أي الحالات التي تم تشخيصها وقد يشعرون بمضاعفات أو أعراض مرضية غير معتادة- حيث يتم التواصل مع الحالات وإجراء التحويلات اللازمة لهم واستقبالهم في العيادات.
وكشفت أن خط «راحة» استقبل حوالي 15 ألف اتصال منذ تدشين الخدمة، حيث يقوم مستقبلو الاتصالات بالاستماع للمتصل بكل سرية والتعرف على أعراضه التي يعاني منها، ثم يتم تقديم المساعدة اللازمة له، مضيفة: إن هذا الخط يوفر أيضًا خدمة المتابعة للحالات المرضية التي تراجع في عيادات الذاكرة بشكل روتيني وقد يكون في حاجة لرعاية أو مساعدة عاجلة.
خط ساخن
كما أوضحت الدكتورة هنادي الحمد أن خدمات كبار السن بالمؤسسة توفر خطًا ساخنًا للمرضى كبار السن من كافة التخصصات بالمؤسسة، الذين يمكنهم التواصل معه فيما يتعلق بالخدمات التي يرغبونها في أي تخصص، وذلك من خلال الاتصال على رقم 16000 والمتابعة وَفقًا للرسائل الصوتية، ومن ثم اختيار الرقم الخاص بخدمة كبار السن، لافتة إلى أن الخدمة استقبلت أكثر من 22 ألف اتصال منذ تدشينها قبل عامين.
ولفتت إلى أن خدمات كبار السن تتضمن ما هو على مستوى الطوارئ في مستشفى حمد العام، حيث يوجد فريق طبي لكبار السن لتقييم حالاتهم وتقرير الخُطة العلاجية الخاصة بهم، مثل التحويل على العيادات أو الدخول للمستشفى أو استكمال العلاج في المنزل مع المُتابعة من خلال قسم الرعاية المنزلية.
وأشارت إلى أنه يوجد أيضًا فريق آخر من أطباء كبار السن في القسم الداخلى بمستشفى حمد العام، لتحويل الحالات التي تحتاج للتنويم لعدة أيام، كما تتوافر في مستشفى حمد العام والرميلة وحدات مختلفة متخصصة لكبار السن وتتميز بأنها تُدار من قِبل أطباء متخصصين بكبار السن وأخصائيي التغذية وفريق متخصصين في الأدوية وهذه الوحدات بصدد الحصول على الاعتماد من مركز حمد للتدريب للجودة.
وحول أكثر الأمراض انتشارًا بين كبار السن، قالت إن أمراض السكري وضغط الدم أو الأمراض المُزمنة كأمراض الكُلى وغيرها تعتبر الأكثر انتشارًا بين هذه الفئة، لكنَ هناك أمراضًا خاصة هي من علامات هذه الفئة مثل الخرف والزهايمر، والسقوط المتكرر وهشاشة العظام، ومن ثم فإن العيادات التخصصية في قسم الشيخوخة يطلق عليها عيادات الحالات الصحية الأكثر شيوعًا بين المسنين.
وأوضحت أن مؤسسة حمد الطبية تحرص على توفير كافة الخدمات والرعاية الطبية اللازمة لهذه الفئة الغالية علينا جميعًا التي لا يخلو أي منزل في قطر من وجود شخص من هذه الفئة، ومن هذا المنطلق فهناك أولوية لكبار السن الذين يعانون من مشاكل الذاكرة حيث يتم توفير مواعيد سريعة لهم على النظام الإلكتروني (السيرنر) الذي يتعرف تلقائيًا على هذه الحالات، ومن ثم يتم توفير مواعيد عاجلة لهم من خلال مسار خاص على النظام يُشابه المسار الخاص لذوي الإعاقة، بالإضافة إلى إمكانية التدخل يدويًا من خلال منسقي الخدمة لتسريع المواعيد للحالات المطلوبة.
رسائل نصية
كما كشفت عن خدمة الرسائل النصية الأسبوعية التي يتم إرسالها إلى كبار السن وتتضمن إرشادات توعوية عن زيادة الحركة والتغذية الصحية، وشرب الماء وتقليل عوامل الخطورة بمرض الزهايمر، وتجنب السقوط، موضحة أن هناك قاعدة بيانات لكبار السن لمن هم فوق 60 عامًا، والذين يبلغ عددهم حوالي 120 ألف شخص.
كما لفتت إلى أن هناك مُبادرات عالمية لإنشاء مرافق صحية صديقة لكبار السن بحيث تكون مراعية لأسلوب حياة المسنين من خلال المداخل والمخارج والممرات والعلامات الإرشادية، موضحة أن مؤسسة حمد الطبية تسير في هذا الإطار من خلال مبادرات وشراكات مع جهات عالمية.
وفيما يتعلق بالخُطة الوطنية للخرف، قالت إنه تم إنجاز العديد من الأمور المهمة بالخُطة وتنتهي عام 2025، ومنها تدشين عيادات الذاكرة، ووضع الدليل الإرشادي لتقليل عوامل الخطورة بمرض الزهايمر، وزيادة التوعية، وإطلاق خط ساخن لكبار السن وتدريب القوى العاملة المُختصة بكبار السن، وإطلاق عيادة المُعافاة وإطلاق الدليل الوطني للخرف الذي يركز على توحيد التشخيص، وإطلاق دليل الهذيان، ودليل التغذية لكبار السن.
ساعة تتبع
كما كشفت عن إطلاق مشروع جديد بالتعاون مع «أُريدُ» الذي يتضمن ساعة يدوية يرتديها مريض الخرف لتتبع أماكن تواجده، وتحديد موقعه من خلال تطبيق معين على جهاز التليفون، حيث يتم توفير هذه الساعة مجانًا من خلال قسم كبار السن في الرميلة.
وتابعت: إن مريض الخرف قد يضل طريق العودة إلى المنزل في حال خروجه بمفرده للمسجد أو المجمع التجاري، ومن ثم يمكن للأهالى معرفة موقعه من خلال التطبيق الإلكتروني بالتليفون المُتصل بالساعة التي يرتديها المريض.
د. محمود رفاعي :
117 بحثًا حول كبار السن بالتعاون مع جهات عالمية
قالَ الدكتور محمود رفاعي -استشاري طب كبار السن بمؤسسة حمد الطبية- إن آلية الوصول لعيادات الذاكرة تتضمن الوصول إلى الطبيب بمراكز مؤسسة الرعاية الصحية الأولية الذي يقوم بدوره بإجراء التحويل المطلوب لعيادة الذاكرة، سواء في أي من المراكز الصحية الثلاثة بالمؤسسة أو لعيادات الذاكرة في الرميلة، أو حمد العام أو الخور، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على تحويل من خلال الاتصال التليفوني على خط «راحة» ومن ثم تحديد موعد سريع للمريض في هذه العيادات. وتابعَ: إن التوجه العام حاليًا بالنسبة لرعاية كبار السن هو منع المشكلة قبل حدوثها، ومن ثم فقد تم إنشاء عيادة المُعافاة في مركز قطر لإعادة التأهيل، التي تركز على مرحلة ما قبل أمراض الذاكرة من خلال التركيز على الوقاية كالحفاظ على الوزن واستقرار مستوى السكر بالدم بالنسبة لمرضى السكرى وضبط ضغط الدم، والتوقف عن التدخين، وتقليل الدهون، لأن هذه الأمور تؤدي إلى مشاكل في القلب وبالتالي تضر العقل أيضًا ومن ثم تحدث مشاكل الذاكرة. وقال: إن نوعية المُراجعين في عيادة المعافاة هم المرضى الذين لديهم عوامل خطورة مثل مصابي السكري أو الضغط، ويعانون من مشاكل بسيطة في الذاكرة، حيث يتم إدخالهم في برنامج خاص للسيطرة على عوامل الخطورة، حيث تضم العيادة أخصائي علاج طبيعي وأخصائي علاج وظائفي، وطبيبًا مُتخصصًا، حيث يتعاون الجميع للسيطرة على الحالة المرضية من التفاقم ومن ثم تجنب وصول حالة المريض إلى الخرف أو الزهايمر. وأوضحَ أنه في حال حدوث مشاكل الذاكرة لأي شخص، فإن هناك أدوية وعلاجات مُتعددة قد تساعد في تأخير تفاقم الحالة المرضية ولا يمكنها استرجاع ما أصيب، لافتًا إلى أن الوقاية من أمراض الذاكرة مثل الخرف أو الزهايمر، تعتمد بشكل أكبر على نمط الحياة الصحي خاصة بعد الوصول لسن الأربعين من خلال التركيز على ممارسة النشاط البدني وتناول الطعام الصحي وعدم الانعزال عن الآخرين. وتابع د. رفاعي: قسم كبار السن في الرميلة يركز أيضًا على الأبحاث في العديد من التخصصات الخاصة بكبار السن حيث يصل عدد الأبحاث لأكثر من 117 بحثًا نشطًا بالتعاون مع جهات عالمية.