
بكين – أ ف ب:
يَلجأ صينيونَ كثرٌ يرفضون تلقي أدوية مركبة كيميائيًا أو يرغبون في تناول مُكملات غذائية، إلى الطب التقليدي لمواجهة الموجة الراهنة من كوفيد-19 في الصين، فيستخدمون كبسولات الأعشاب أو المشروبات الساخنة العشبية أو تقنيات كالوخز بالإبر. ويُروّج الرئيس شي جينبينغ باستمرار للطب الصيني التقليدي، فيما تثني السلطات على دوره في مواجهة كورونا، في حين لا يزال الطب الحديث إلى حد كبير الطريقة المُفضلة لتلقي الرعاية الصحية في الصين. ويشتمل الطب التقليدي على مُمارسات مُختلفة يتم اللجوء إليها منذُ آلاف السنين، بينها تناول أدوية عشبية ومعادن ومستخلصات حيوانية، بالإضافة إلى تقنيات بينها التدليك والوخز بالإبر وحركات تاي تشي. ويعتبر مُنتقدو هذا الطب، وهم كثرٌ في الصين، أنّه علم زائف وغير فعَّال، مؤكدين وجود دراسات علمية محدودة تثبت فاعليته المُحتملة، إلا أنَّ ملايين الأشخاص يعتمدونه في الصين، ويشيدون بعدم تسجيله آثارًا جانبية كالتي يعاني منها المريض بعد تناول الأدوية التقليدية المُسمّاة «غربية». وبعدما أصيب يو لي، بالحمى خلال فترة إصابته ب «كوفيد-19» حضَّر مشروبًا ساخنًا يُعرف بخصائصه كمُضاد للالتهاب ويحتوي على القرفة الصينية وجذور الفاوانيا وعرق السوس والعناب والزنجبيل. ويقول: «انخفضت درجة حرارة جسمي خلال الليل بعدما تناولت المشروب». أما المُدافعون عن الطب التقليدي، فيؤكدون أنّ الأدوية الصينية تعمل بشكل أبطأ لتنظيم درجة حرارة الجسم وإخراج مُسببات الأمراض عن طريق العَرق أو البول أو البراز. ويقول يو لي: «غالبًا ما يلجأ أفراد أسرتي إلى الطب الصيني التقليدي. نحن نفضله على الأدوية الغربية التي تُعالج الأعراض ونادرًا ما تُعالج مصدر المشكلة».
وعادة ما تكون «الأدوية الصينية» عبارة عن مستخلصات مغلية يشربها المرضى استنادًا إلى وصفة من طبيب مُتخصص. إلا أنَّ عددًا كبيرًا من الصينيين أصبحوا يشترون من الصيدليات عقاقير من دون حيازة وصفة طبية وتأتي بأشكال مماثلة لتلك الغربية (كبسولات، حبوب، مساحيق). ويقول الأستاذ في علم الأوبئة لدى كلية الصحة العامة التابعة لجامعة هونغ كونغ بن كاولينغ: «لا نُدرك ما إذا كانت هذه العلاجات فعَّالة لأنها لم تخضع لتجارب سريرية»، مُضيفًا: «لا أستبعد احتمال أن يحمل بعضها فاعلية، لكننّي لا أستبعد أيضًا احتمال أن يكون بعضها ضارًا».