المحليات
د. ثقيل الشمري خلال خطبة الجمعة بجامع الإمام :

المساس بالمصحف الشريف.. إهانة للأمة

حرية الرأي ليست مبررًا للتعدي على مقدسات المسلمين

البشر خطاؤون .. والصلاة والدعاء من مكفرات الذنوب

المرابطون في بيت المقدس بحاجة للدعم ولو بالدعاء

الدوحة – الراية :

أكدَ فضيلة د. ثقيل ساير الشمري أن القرآن الكريم حفظه الله سبحانه وتعالى، فيه من الأحكام وفيه من المواعظ وفيه من القصص، هو كتاب هذه الأمة الخالد إلى أن يرثَ الله الأرضَ ومن عليها، وإن المساس بكتاب الله أو إهانته إذا فعله مُسلم فإنه يخرج من الدين والملة، فكيف إذا فعله كافر من الكفار؟ فإنه يحتقر هذه الأمة جميعًا، بفعله بحرقه أو تمزيقه أو إهانته، فإهانة كتاب الله، إهانة لهذه الأمة جميعًا.

وأكدَ في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن حرية الرأي ليست مُبررًا للتعدي على مُقدسات المُسلمين، مؤكدًا أهمية اتخاذ المُجتمع الدولي موقفًا حازمًا لوقف تلك الجرائم الشنيعة، ونصرة كتاب الله والدفاع عنه وعدم التعامل مع مثل هذه الحوادث على أنها قضايا عابرة.

وتابعَ: الأمر الآخر عباد الله أن الاعتداءات التي لا تزال تتوالى على أهل فلسطين، وعلى بيت المقدس وعلى المُرابطين فيه بحاجة لأن نقف معهم ولو بالدعاء ولا تُنسى هذه القضية.

الخطأ والزلل

وقالَ الخطيب: كتب على البشر الخطأ والزلل والهفوة والخلل، تجاه ربهم عز وجل إلا من عصمه الله، ذلك أن الأنفس البشرية جُبلت على النقص والتقصير، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».

وقالَ د. الشمري: هذه طبيعة الإنسان والنفس البشرية أنها مجبولة على النقص والتقصير، ولما كان الذنب والخطأ من لوازم النقص البشري كان من فضل الله سبحانه وتعالى وحكمته ورحمته بعباده أن شرع لهم من الأعمال ما يكفر بها عن ذنوبهم، ويتجاوز بها عن سيئاتهم إذا أخلصوا لله عز وجل وحده ولم يشركوا به شيئًا، لأن الله لا يغفر أن يشرك به «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء».

وأوضحَ الخطيب أن مُكفرات الذنوب كثيرة، جعلها الله سبحانه وتعالى أسبابًا يسلكها العبد المؤمن في الطريق إلى الله عز وجل، ومن هذه المُكفرات التوبة الصادقة «وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»، ويقول تعالى: «وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات»، ويقول سبحانه «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا».

مُكفرات الذنوب

وقال: إن من مُكفرات الذنوب، الوضوء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره»، إسباغ الوضوء أي غسل الأعضاء، الغسل الذي يُعممها ولا يجعل أجزاء منها غير مغسولة، إسباغ الوضوء على المكاره، والمكاره التي يكرهها الإنسان لأسباب إما لشدة برد أو لشدة حر أو لمرض أو لعجز أو أي سبب من الأسباب، «إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخُطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط»، وفي الصحيحين من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ يومًا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لله لا يحدث فيهما نفسه أو قال لا يسهو فيهما غُفر له ما تقدم من ذنبه»، وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم «من أحسن الوضوء ثم أتى إلى الجمعة واستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام»، كل ذلك من فضل الله عز وجل على عباده المؤمنين العابدين الذين يقصدون الله سبحانه وتعالى طلبًا للعفو والمغفرة.

الاستغفار

وأضافَ الخطيب: ومن مُكفرات الذنوب عباد الله، الاستغفار «ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا»، ويقول تعالى «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون» ، ويقول سبحانه «والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون»، وفي الحديث الآخر قال النبي صلى الله عليه وسلم «أذنب عبد ذنبًا فقال يا رب أذنبت ذنبًا فاغفره لي فيقول الله عز وجل علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي، ثم يقول يا رب أذنبت ذنبًا آخر فاغفره لي، فيقول الله تعالى قد علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء»، قالها في الثالثة أو الرابعة، وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالى «يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم».

الأعمال الصالحات

وذكرَ د. ثقيل الشمري أن من مُكفرات الذنوب كذلك فعل الحسنات والأعمال الصالحات يفعلها العبد المؤمن ابتغاء وجه الله عز وجل فيمحو الله عنه ذنوبه، «وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين»، ويقول صلى الله عليه وسلم «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن»، وجاء في الحديث الآخر «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مُكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار». وأردف: ومن مُكفرات الذنوب عباد الله، ما يُصيب المؤمن من ابتلاء ومصائب يصبر عليها ويحتسبها عند الله عز وجل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما يصيب المؤمن من نصب – والنصب هو التعب- ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب – والوصب هو المرض أو الألم الشديد- ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، هذه مُكفرات تكفر الذنوب، الابتلاء والمصائب والهموم كلها تُكفر الذنوب والسيئات.

ولفتَ الخطيبُ إلى أن من مُكفرات الذنوب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، النبي عليه الصلاة والسلام الرحيم بأمته له شفاعة عظمى، وشفاعته يوم القيامة، يقول صلى الله عليه وسلم «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أتباعه صلى الله عليه وسلم ومن المُحبين له والسائرين على نهجه.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X