المحليات
طالبوا بالبُعد عن النمطية وأساليب التلقين.. خبراء لـ الراية:

4 عوامل لنجاح الحملات التوعوية في المجتمع

د. إبراهيم الجناحي: التوعية الطبية يجب أن تعزز الجوانب الإيجابية بعيدًا عن التنفير

د. خالد اليافعي: رفع الوعي بأساليب الوقاية لتجنب الأمراض

د. خالد النعمة: اختيار وسيلة الاتصال المناسبة للفئة المستهدفة

د. محمد العنزي: استخدام التقنيات العصرية في الوصول للجماهير

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:

أكدَ عددٌ من الخبراء أن نجاح الحملات التوعوية في كافة المجالات سواء كانت صحية أو اجتماعية يقوم على 4 عوامل هامة، أولها البُعد عن النمطية وأساليب التلقين التي تجعل الجمهور ينفر من الحملات التوعوية، بالإضافة إلى مُسايرة التطور والتكنولوجيا الحديثة، وتحديد الفئات المُستهدفة من الحملات، كذلك تحديد الطريقة المُناسبة لإيصال الهدف من الحملة لهذه الفئات.

وقالَ الدكتور إبراهيم الجناحي، بروفيسور الأمراض السريرية في وايل كورنيل للطب – قطر، ومُدير التعليم الطبي بسدرة للطب: إن الحملات التوعوية خاصة فيما يتعلق بالجانب الصحي يجب أن تُركزَ على الجوانب الإيجابية حتى يُمكن تحفيز الفئة المُستهدفة على تبني الهدف المنشود من هذه الحملات.

ولفتَ إلى أن الغالبية العُظمى من حملات التوعية تُركز كثيرًا على الجوانب السلبية مثل التحذير من الإصابة بالأمراض الخطيرة، وهو أمر لا بد منه أيضًا، ولكنه يجب ألا يكون هو أساس الحملة التوعوية بل يجب التركيز على نتائج اتباع منهج صحي مُعين أو اتباع الأساليب التي تُحددها الحملة التوعوية لتحقيق الهدف المنشود مثل التمتع بصحة جيدة والقدرة على مُمارسة الحياة بشكل صحي أفضل دون الاعتماد على أدوية علاجية أو مُساعدة الآخرين.

ولفتَ إلى أهمية أن تُركزَ الحملات التوعوية أيضًا على التطور والإبداع وأن تكون بعيدة عن النمطية في التنفيذ، بل يجب أن تُسايرَ العصر والتكنولوجيا الحديثة من خلال الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت هي المُحرك الرئيس للكثير من المُجتمعات.

وأضافَ البروفيسور الجناحي: إن الهدف من الحملات التوعوية في الجانب الصحي هو تحقيق الوقاية التي دائمًا تكون خيرًا من العلاج، موضحًا أنها وسيلة هامة جدًا في سبيل تحقيق الصحة العامة في المُجتمع بشكل عام ولكن يجب أن تكون مُتواكبة مع الفكر الجديد وتطور العصر حتى تصل الرسالة إلى الفئات المُستهدفة ومن ثم تحقيق الهدف منها بسهولة.

الوقاية

أكدَ الدكتور خالد اليافعي، رئيس قسم المعلومات الطبية في سدرة للطب، أن التوعية الصحية أساس الوقاية والتمتع بصحة جيدة وتجنب الأمراض سواء كانت كبيرة أو بسيطة، موضحًا أهمية أن تكون هذه الحملات موجهةً بطريقة صحيحة تُلائم جميع فئات المُجتمع وقائمة على أسس علمية بالتعاون مع الجهات الصحية بالدولة ووزارة الصحة العامة.

وتابعَ: إن الحملة التوعوية الجيدة هي التي تُركز على الوصول لهدفها من خلال طرق النقاش المبنية على أسس علمية لنشر ثقافة الوقاية ورفع الوعي باستخدام أساليب الوقاية في المُجتمع لتجنب الأمراض والحوادث.

تحديد الفئة المستهدفة

أكدَ الدكتور خالد النعمة، مُدير إدارة السياسات الأسرية والأبحاث – بمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، أن أسلوب تنظيم الحملات التوعوية يتوقف على الفئة المُستهدفة فإذا كانت هذه الفئة تنحصر فى فئة صناع القرار والمسؤولين فإنها تتخذ الطابع الرسمي في الكثير من الأحيان مُتضمنة اجتماعات ومؤتمرات وجلسات حوارية نقاشية في الموضوع المُستهدف.

وقال: إنه في حال كانت الفئة المُستهدفة الجمهور بشكل عام فإنه يجب أن تكونَ بعيدة عن النمطية التي قد تُصيب البعض بالملل والضجر وأن تكون بعيدةً عن أسلوب التلقين والمُحاضرات الدراسية، كما أنها يجب أن تكونَ مُسايرة لتطور العصر والوسائل الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي والتي ربما سيأتي يوم وتكون هناك وسائل أحدث منها لأن العالم في تطور مُتواصل.

وأضافَ: إن الحملات التوعوية تشمل جوانب عديدة في الحياة منها الصحية أو الاجتماعية والأسرية والقانونية وغيرها، موضحًا أنه حتى تكون هذه الحملات فاعلة ومؤثرة فلا بد من دراسة الفئة المُستهدفة جيدًا وإجراء أبحاث تتعلق بمدى استجابتهم للإرشادات والنصائح المُتعلقة بالأمر موضوع الحملة التوعوية ومن ثم تحديد الوسيلة المُناسبة لهذه الفئة بما يعود بالنفع على المُجتمع ككل لأن التوعية الجيدة في كافة القضايا تعتبر أساس تنمية المُجتمع وتطوره في جميع النواحي.

البُعد عن النمطية

أكدَ الدكتور محمد العنزي، أستاذ علم النفس، أن الحملات التوعوية هي إحدى الوسائل الضرورية لرفع مستوى المُجتمع ثقافيًا وصحيًا ونفسيًا واجتماعيًا ودينيًا، موضحًا أهمية أن يتم تنظيمها بشكل مُتنوع ولكن بطريقة احترافية ومن قِبل فرق مؤهلة ومُختصة تكون قادرة على إدارة هذه الحملات بمهنية وكفاءة عالية تجعلها قادرة على الوصول لهدفها.

ولفتَ إلى أن أسس نجاح هذه الحملات تتوقف على عدة أمور منها الدراسة الجيدة للجمهور المُتلقي ودراسة شرائح المُجتمع وطريقة الوصول لها وتحديد هذه الطريقة، إما من خلال وسائل إعلام مقروءة أو مسموعة أو من خلال الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن لكل شريحة وفئة طريقة تُناسبهم.

وأوضحَ أهمية التركيز على نوعية ومضمون الحملة التوعوية، بحيث تتضمن أمورًا وقضايا جاذبة للفئة المُستهدفة، وأن يتم تقديمها من خلال شخصيات أو أساليب قادرة على الإقناع والوصول لعقول وقلوب الجمهور، ومن ثم يمكن أن تؤتي هذه الحملات ثمارها وتُحقق الهدف منها. ولفتَ إلى أن البُعد عن النمطية والأساليب التقليدية يعتبر أحد عوامل نجاح الحملات التوعويّة في كافة المجالات.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X