أخبار عربية
عبر تصعيد هجمات قوات الاحتلال في مختلف مناطق الضفة

إسرائيل تستقبل بلينكن على أشلاء الفلسطينيين

الحث على وقف التصعيد المهمةُ الأكثرُ إلحاحًا للوزير الأمريكي

الدوحة- قنا:

تخيِّمُ الأوضاعُ المُتفجرةُ في الأراضي الفلسطينيةِ المُحتلة، وخصوصًا بمدينة القدس، على جولةِ أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط، التي تبدأ اليوم وتشمل مصر والكيان الإسرائيلي والضفة الغربية. وستكون زيارة بلينكن للقدس المحتلة أول زيارة يقوم بها أكبر دبلوماسي أمريكي للكيان الإسرائيلي منذ تولي حكومة بنيامين نتنياهو السلطة قبل نحو شهر، كما تأتي الزيارة عقب زيارات قام بها جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي وبيل بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية، وبعد إطلاق الجانبين الأمريكي والإسرائيلي أكبر مناورات عسكرية مشتركة بينهما يوم الإثنين الماضي. وكان الوزير الأمريكي قد خطط لهذه الجولة منذ فترة طويلة للتعرف على سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية الجديدة، لكن الرحلة أصبحت عاجلة عقب ما وصف ببعض أسوأ أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنوات. فالجولة تأتي وسط موجة متصاعدة من هجمات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والتي أسفر آخرها عن استشهاد تسعة فلسطينيين وإصابة عدد آخر في هجوم لقوات الاحتلال على مخيم جنين بالضفة الغربية يوم الخميس الماضي، في أكثر الأيام دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أكثر من عام، كما شن الاحتلال الإسرائيلي ليل الجمعة غارات جوية على قطاع غزة بعد إطلاق صواريخ باتجاه الكيان الإسرائيلي. وقُتل ثمانية مستوطنين إسرائيليين في هجوم شنه مسلح فلسطيني على كنيس يهودي بمدينة القدس يوم الجمعة الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: إن بلينكن سيجري خلال الجولة مشاورات بشأن مجموعة من الأولويات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، وملف إيران، وتطورات الأوضاع في الأرض الفلسطينية المُحتلة والحفاظ على حل الدولتين، بالإضافة إلى مواضيع أخرى. وأضاف المتحدث: إن الوزير الأمريكي سيشدد خلال محادثاته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الحاجة المُلحة لأن يتخذ الطرفان خطوات للتخفيف من حدة التوترات بغرض وضع حد لدائرة العنف، كما سيناقش أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للحرم القدسي بالقول وبالفعل على حد سواء. وتستقبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الوزير الأمريكي بالمزيد من المواقف والسياسات المتطرفة، وذلك عبر تصعيد هجمات قوات الاحتلال على الفلسطينيين في مُختلف مناطق الضفة الغربية، بينما يعتدي مستوطنوها على الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم ويحاولون إقامة بؤر استيطانية جديدة تحت نظر وحماية من قوات الاحتلال. كما توعد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بما سماه الرد القوي على عملية القدس المحتلة، وقال: إن الكابينت سيمنح مزيدًا من الإسرائيليين السلاح عبر تسريع وتوسيع نطاق تراخيص الأسلحة النارية، كما قرر اتخاذ إجراءات لتعزيز المستوطنات بالضفة الغربية دون الكشف عن طبيعة هذه الإجراءات، فيما حذرت صحيفة يديعوت أحرونوت من إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة حال قرر الكابينت تنفيذ عملية عسكرية كبرى في الضفة الغربية. ويرى مراقبون بالشرق الأوسط أن بلينكن كان يأمل باستخدام لقاءاته وحواراته بالقدس المُحتلة للضغط على نتنياهو وأعضاء حكومته الآخرين بشأن مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك الحقوق والحريات للفلسطينيين وكذلك للإسرائيليين، وأهمية إنشاء دولة فلسطينية، لكن هذه القضايا ستحتل الآن مرتبة ثانية حيث باتت المُهمة الأكثر إلحاحًا للوزير الأمريكي هي الحث على وقف التصعيد. ويرجح المراقبون أن يكرر بلينكن المواقف الأمريكية التقليدية بدلاً من فتح آفاق جديدة، وقالوا: إن أفضل نتيجة متوقعة للجولة هي أن يتمكن الوزير الأمريكي من ضمان استقرار الوضع وتفادي تكرار مايو 2021 في إشارة إلى الحرب التي وقعت بقطاع غزة في ذلك العام. ويضيف المراقبون: إنَّه على الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد دعت إلى حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أنه لم يكن هناك سوى القليل من الحركة والجهود المبذولة نحو هذا الهدف، وأنه يتعين على الإدارة الأمريكية أن توضح بشكل خاص لحكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة الأشياء التي قد تجدها الولايات المتحدة غير مقبولة، مثل خطط ترقى لضم فعلي للضفة الغربية.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X