روسيا تصعّد عملياتها بأوكرانيا تمهيدًا لهجوم الربيع

موسكو- الجزيرة نت:
كثَّفت روسيا عملياتِها العسكريةَ في شرق وجنوب أوكرانيا تمهيدًا -فيما يبدو- لهجوم مرتقب واسع النطاق في الربيع، وفي حين تسعى كييف للحصول على صواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة متطورة، وجَّه الكرملين رسالة «إيجابية» إلى ألمانيا. ففي مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، وبعد سيطرتها مؤخرًا على مدينة سوليدار، تشن القوات الروسية مدعومة بميليشيا فاغنر هجمات متزامنة على مدن وبلدات باخموت وفوغليدار وبلاهوداتني. وأعلن الجيش الأوكراني أمس أنه صدَّ هجومًا على بلدة بلاهوداتني و13 موقعًا آخرَ في دونيتسك، في حين تحدث يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر عن سيطرة قواته على البلدة. وتقع بلاهودانتي شمال مدينة باخموت التي يشهد محيطها معارك عنيفة بين القوات الأوكرانية والروسية.
وبعدَ فترةٍ من الهدوءِ النسبيّ، تصاعدت أيضًا وتيرة الهجمات الروسية بجنوب أوكرانيا، وخاصة في مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون. وقال الجيش الأوكراني: إنَّ الروسَ يكثفون قصفهم على مقاطعة خيرسون بمنظومات «غراد» الصاروخيَّة، في حين أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات عنيفة في مركز مدينة خيرسون التي استعادتها القوات الأوكرانيَّة أواخر العام الماضي. وفي السياقِ، أعلنت هيئةُ الأركان الأوكرانيَّة عن سقوط قتلى وجرحى في قصف على بلدات وقرى في زاباروجيا وخيرسون. وتتجه المعارك أكثر إلى الجنوبِ بالتزامن مع الحديث المعلن عن خطط هجوم الربيع المُقبل الذي تسعى فيه روسيا إلى تحقيق مكاسب مع مرور عام على بداية الحرب، في حين تسعى أوكرانيا إلى استعادة مدن الجنوب وقطع الطريق البري بين شبه جزيرة القرم والمنطقة الشرقيَّة. وفي تطورات ميدانيَّة أخرى، تحدثت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد عن مقتل 350 جنديًا أوكرانيًا أمس الأول في عملية نفذتها قواتها بمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس وفي مقاطعة زاباروجيا. وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها نفذت ضربات جوية وقصفًا بالمدفعية على مواقع تمركز للقوات الروسية في عدد من المناطق في أوكرانيا. وبالتزامن مع الهجوم الذي تحضّره أوكرانيا لاستعادة مدن الجنوب؛ أعلنت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية رصد تعزيزات روسية إضافية عبر القرم إلى البحر الأسود وتحركات قتالية ل15 سفينة.
دبلوماسيًا، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس: إنَّ الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني أولاف شولتز. وأضاف بيسكوف: إنه لا توجد محادثات متفق عليها بين الجانبين، لكنه أوضح أن بوتين كان ولا يزال مستعدًا لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني.
تأتي تصريحات المتحدث الروسي تعليقًا على مقابلة صحفية نشرت أمس، وقال فيها شولتز: إنَّه سيتحدث مع بوتين مرة أخرى.