
أفضل خبرة هي التي تحصل عليها من واقع عاشه من يُسدي لك النصيحة، عندها ترى فيها الواقعية والصدق وبدون حواشٍ تشم فيها المُبالغة والعنتريات التي قد تُشكك في مصداقية ما يُقال، والنتيجة أننا لا نلتفت إلى تلك الخبرة ونتجاهل ما فيها، عندما تكبر، أولى الملاحظات هي الأصدقاء والمعارف من حولك، فالكبار يرغبون في أكثر عدد من المعارف والأصدقاء يزورونهم ويسأل البعض عن الآخر، وقد يخرجون في رحلة أو سفر إلى بلد فيه من الأجواء والمناظر الخلابة والأكل الطيب فيطيب السمر والحديث عن ذكريات في وقت الشباب والطفولة، فتسعد النفس ويتبدل الهم فيها إلى فرح فتذهب الكآبة وتحل محلها السعادة، والخبرة التي نود أن نسديها لمن هم في سن الشباب أو حتى في سن الطفولة، الإكثار من المعارف والأصدقاء، لأن ذلك سيكون الرصيد والكنز الذي تسحب منه إذا كبرت، هناك البعض ممن فاتهم في صغرهم التعرف على الأصدقاء، إما بسبب الانشغال أو الطبع الانطوائي، فهؤلاء قد تعبوا نفسيًا في الكبر، حيث صار عندهم صعوبة في الانخراط في المجموعات مثل المجالس العائلية وعمل الكشتات مع مجموعة مُتجانسة معهم، لأنهم أساسًا لم يخوضوا هذه التجربة، وهنا قد يُصاب كبير السن بالكآبة ويُحاول الانطواء، ومن فاته القطار في الصغر، هناك حل يمكن الرجوع إليه، وهو اللقاءات التي تتم في المساجد، حيث عادة ما يرتاد المساجد الأخيار في المُجتمع، وهم يحبون من يلتقي بهم ويستقبلونه ببشاشة، لأنهم يرجون في ذلك الأجر والثواب من المولى عز وجل، هذا جزء من الخبرة التي وجدناها بعد أن كبرنا ونود أن نقول للشباب: يجب أن تحرصوا على علاقات الصداقة وتنموها لأنكم في فترة لاحقة سيتم غربلة العدد بالحصول على نصف العدد أو ربعه من المُخلصين لكم والصادقين معكم، وإن حققتم ذلك، ففي ذلك بركة بإذن الله.