بالصوت الشتوي .. يا ااا سياااحة
فصل الشتاء هو الأنسب للترويج للسياحة في قطر
الكل مسؤول عن تقديم تجربة فريدة لكافة الزوار
قطر لها خصوصية متفردة إذا تم استغلالها بالشكل الأمثل
ما تحقق في مونديال قطر فرصة لكي نؤسس فكرًا سياحيًا مستدامًا

بصوت شتوي دافئ! أعيد وأكرر بصوت شتوي وليس صيفيًّا أوجه نداءً للكل دون استثناء لتفعيل دور السياحة في قطر، الكل مسؤول من قطاع حكومي وخاص وحتى أفراد لتقديم تجربة فريدة لكافة زوار قطر .. تجربة تمزج عبق الماضي بالحاضر والمستقبل.
قطر قد لا تمتلك مقومات السياحة المُتعارف عليها بين السياح، ولكن لها خصوصية متفردة إذا تم استغلالها بالشكل الأمثل.. لا نُنكر أي جهد ولكن .. لنا في الدول المجاورة خير مثال، فليس عيبًا أن نستفيد من تجارب الغير ونبني عليها، ولعل البناء على ما تحقق في كأس العالم قطر 2022 فرصة لكي نؤسس فكرًا سياحيًّا مُستدامًا.
دولة قطر وخلال كأس العالم وقبله أسست لبنية تحتية متطورة وأنشأت شبكة نقل حديثة، وأقامت العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية، وفعلت كل شيء ولكن يبدو أنه نسينا في خضم كل ذلك الصوت الشتوي إذ يعد فصل الشتاء هو الأنسب للترويج للسياحة.
نعلم أن فصل الصيف في قطر قد يكون مستحيلًا للتسويق للسياحة، ومع ذلك هناك دائمًا فئة مُستهدفة وأعتقد إنه إذا نجحنا في فترة الشتاء والتي بدأت بوادرها بالظهور فقد ننجح في الصيف على الأقل في الترويج للسياحة الداخلية.
إذًا.. السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. وخاصة بعد قرار وزارة الداخلية الأخير بتمديد صلاحية بطاقة «هَيّا» لمدة عام.. ماذا أعددنا لهؤلاء السياح وغيرهم لكي ينعموا بتجربة لا تُنسى؟.
لنعلم معلومة بسيطة أنه ليس كل السياح مثل بعضهم يريدون الاكتشاف! فهناك مَن يبحث عن الاسترخاء، وهناك من يبحث عن التسوق، وهناك من يبحث عن الترفيه، هناك سياحة عائلية، وسياحة عزوبية، فيجب أن نوازن بين كل هذا وذاك خاصة أننا نمتلك مقومات بحرية وصحراوية.
المشكلة أن البعض يعرف السياحة بإقامة المؤتمرات، والبطولات الرياضية، وهذا بلاشك مظهر من مظاهر الترويج ولكن هي لا تستقطب السياح العاديين، وللأسف كل من يحضر لمثل هذه الفعاليات الرسمية يأتي بدعوات أي أنه يُحمّل الدولة عبئًا أكثر مما يُسهم في انتعاش السياحة .. نريد سياحًا حقيقيين مع العلم أن تكلفة السياحة في السوق القطري في متناول الجميع، فهناك سائح خمس نجوم وسائح يبحث عن نجمة وهذا ما كان جليًا في كأس العالم.
لسنا الآن في قضية تحميل أي طرف مسؤولية عدم تفعيل دور السياحة في قطر خاصة أنه كما هو معروف لدى الجميع بأن صناعة السياحة باتت تشكل رافدًا مهمًا من روافد الدخل القومي.
ومن هنا بدأ الاهتمام يتزايد بهذه الصناعة التي من المتوقع أن تصبح في المستقبل القريب ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد ولكي تكون قبلة للسيّاح علينا أن نكون أهلًا لذلك وهذا الأمر بات ملاحظًا من الترويج للسياحة باعتبارها منتجًا لا يقبل الكساد.
ولعل إطلاق فعاليات (الشتاء في قطر) خطوة موفّقة وتصب في المصلحة العامة ولكن ليست كافية فهناك تعطش لما هو أكثر ولعل هذا مردّه إلى الثقة في قدرتنا على النهوض بالسياحة من جديد.
قد يقول قائل إن هناك باقة من الفعاليات السياحية التي تلبي جميع التطلّعات، وهذا صحيح ولكن نحن بحاجة إلى باقة من الورود التي تستطيع أن تطلبها في وقتنا الحالي وأنت في مكانك وتصلك للمنزل ومعها حبة شوكولاته!
السياحة هي أن تعيش تجربة فريدة تصلك حيث أنت! لأنه بالنظر إلى شعار «قطر أكثر من شعور» أمر يتطلب تفكيرًا خارج الصندوق لأن المنافسين كثر، والسائح بطبعه سريع الملل، وعليه مِن الجميل الاستعانة بقدرات الشباب وأفكارهم للتطوير بعيدًا عن الأفكار السياحية التي كانت سائدة في التسعينيات.
الدفع بمتاحف قطر لتكون واجهة السياحة عبر تسهيل الوصول لكافة المتاحف والترويج لفكرة المتحف المفتوح لتعيش تجربة شخصية سياحية.
لماذا لا يتم إشراك وزارة الثقافة مثلًا عبر مراكزها المُختلفة لتقديم عروض في كافة المرافق السياحية من وصلات موسيقية ولوحات مسرحية ورسومات فنية أشبه ما تكون بسياحة الشوارع .. سياحة قريبة منك تستهدف الصغير والكبير وتضفي نوعًا من البهجة؟.
تنظيم حفلات لفرقة قطر للأوركسترا بحيث تكون أقرب إليك وتُنعش حواس السياح.
أن يحتفل سوق واقف بالعديد من الفعاليات خلال هذه المناسبة وتكون كتارا جزءًا كذلك من الحراك السياحي بحيث تكون في عملية دائرية وليست منفصلة.
وزارة الاقتصاد والتجارة توفر تجربة مملوءة بالعروض التسويقية وجوائز للمتسوقين، الفنادق والمنتجعات تطلق حملات ترويجية تقدّم لياليَ مجانية أي أن السائح سوف يدفع أكثر وأن لا تكون عروضهم هي توفير خدمة إنترنت سريعة مجانية أو الدخول إلى النادي الرياضي مجانًا!!
استقطاب نجوم عالميين لإحياء حفلات فنية ترفيهية بالمعنى المتعارف عليه للترفيه ولنا في مهرجان هلا فبراير خير مثال. بحيث تكون السياحة شيئًا متكاملًا.
القطاع الخاص يجب أن يقوم بدوره كلٌّ في موقعه.
هناك أفكار كثيرة ولعلّي آخر شخص يمكنه الحديث عن ذلك فأنا من النوع الذي لا يخرج من البيت إذا كان الجو باردًا ! ولا بالصيف لأن الجو حار! ولا أحب الويكند لأنه زحمة ! أما بقية أيام الأسبوع فهي للدوام والعمل ! وإذا قررنا نطلع فالنهاية لازم تكون بمصيبة وبكاء في السيارة!
لذلك أنا أتحدث لكم بصوت شتوي وصيفي دعونا ننهض بالسيااااحة فهي المستقبل ونؤسس على ما تحقق من نجاحات.
في الختام السياحة لا تعني أن لا نسافر للخارج ولكن هناك سفر للداخل أيضًا.