في محراب الكلمة.. ماذا تعلمت من العام 2022؟
جسد خالٍ بلا روح كشجرة خاوية تضربها الرياح يمينًا وشمالًا

أُسدل الستار على نهاية العام 2022م، بكل ما فيه من خيبات ومُنجزات، وفتح الباب لعام جديد 2023م، يحمل في طياته الكثير من الأحداث والمفاجآت وأمور مغيّبة لا نعلم عنها شيئًا لأن (عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى).
360 يومًا إضافيّة من أعمارنا ذهبت وكأنّها ساعة نهار أو أقل، لحظات سريعة مرّت كالبرق وكأنّنا في سباق مع الأيام والليالي، ولا أحد يعرف متى يصل إلى نهاية الطريق؟!
ونحن نودّع أيامنا الماضية من المُهم أن نقف على أطلالها لنراجع سجلّ ما صنعناه فيها، ندقّق النظر في إنجازاتنا فنجعلها وسيلة لمواصلة الطريق، ونقف على محطات الأخطاء والعقبات والصعوبات فندرس ما يمكن أن نصحّحه في عامنا القادم، من أجل حياة حافلة بالنجاح والعطاء على المستوى المهني والمادي والديني، وعلى مستوى واقعنا الأسري وعلاقتنا مع الآخرين، ودورنا في البناء والتنمية.
كم خطة رسمتها ولم تنفذ منها إلا القليل؟ كم هدفًا وضعته لنفسك ولم تحقّق منها إلا النزر اليسير؟ كم كُتبًا عزمت على قراءتها فلم تحظ منها إلا بالقليل؟ ماذا كسبت في عامك وماذا خسرت؟ ماذا تعلّمت وماذا جرّبت؟ الآن موسم جرد الحساب وحصاد العام، وبيان مَواطن القوّة ومَواقع الضعف، وتحسّس مَواطئ الأقدام لرحلة قادمة نلتمس ضوءها في نهاية النَفَق.
أما وقد ذهب عام وبدأ عام آخر فإن السؤال الأهم الآن: ماذا تعلمت من عام 2022م؟
وعلى المستوى الشخصي فقد تعلمتُ من عام 2022م أن جسدًا خاليًا بلا روح كحال شجرة خاوية تضربها الرياحُ يمينًا وشمالًا، وما أجمل أن يوازن الإنسان بين نجاحاته الماديّة، وتغذية روحه بالقرب من الله والمحافظة على الأذكار والصلوات والصدقة والإحسان وتلك تغذية خاصّة تبهج القلب وتُطريه، وتضرب السكينة على الفؤاد فتعيش مطمئنًا ساكنًا بلا مخاوف.
تعلمتُ من عام 2022م أن الرزق ليس محصورًا على المال فقط، فالصحّة رزق، والعائلة رزق، والعلاقات الوثيقة رزق، والسمعة الحسنة رزق، وصحبة الأخيار رزق، والبركة والتوفيق من الله رزق، فلله الحمد على جزيل منّه وعطائه.
تعلمت من عام 2022م أن تخصيص وقت بسيط من يومك لإنجاز مهمّة أو تعلّم مهارة جديدة، يمكن أن يصنع الفارق الكبير في حياتك المهنيّة فكم من الأوقات نضيعها يوميًا دون حساب ولا رقيب ثم نندب حظنا على ما فاتنا من فرص وفوائد.
تعلمتُ من عام 2022م أن الأمل بدون عمل لا يمكن أن يُسقط عليك الذهب من السّماء، فالأمل مشروع إذا قورن بالعمل الجاد والرغبة الواضحة لتحقيق بناء الذات وصناعة التغيير على الواقع الشخصي، أما الأمل بدون عمل فهو باب من أبواب الفشل والاتكال.
تعلمتُ من عام 2022م أن صحتي وعائلتي مقدّمة على كثير من أمور الحياة في العمل والعلاقات، فكل شيء يمكن إعادة بنائه إلا الصحّة إذا انتكست فلا يمكن إعادتها إلى وضعها الطبيعي، والعائلة إذا خسرت جزءًا من جنّتها فلن تستطيع استعادته.
تعلمتُ من عام 2022م أن قيمتك تزداد بحجم معرفتك لا معارفك، وأعجبتني مقولة جميلة للمدرب ياسر الحزيمي تقول «كلما زادت مهاراتك زادت حاجة الناس إليك، وزاد استغناؤك عن الناس، وكلما نقصت مهاراتك زادت حاجتك للناس، وزاد استغناء الناس عنك».
تعلمت من عام 2022م أن قمّة النجاح تكمن في قدرتك على إنجاح الآخرين، وهذا الأمر ليس بالأمر اليسير فلا بد أن تكون قادرًا على النجاح أولًا، وقادرًا على العطاء ثانيًا.
استشاري تدريب وتنمية بشرية وتطوير مؤسسي