المحليات

واحة النفس.. صفحة متخصصة في الطب النفسي

إطلالة : الأفكار السلبية معوق للإبداع

النجاح يحتاج إلى همّة وقوة عزيمة

قد تضع على عاتقك نسبةً كبيرةً من الضغوط دون أن يكونَ لها أي مُبرر، نتيجة لاتباع تفكير خاطئ، كأن تتصرف مع زملائك ورؤسائك كما لو كانوا أعداءك أو تضع نفسك في موضع المُضطهَد أو المجني عليه.

وقد تضع نفسَك في هذه البوتقة دون أن يكون لها أي أساس من الصحة، البعض يتصرف كما لو كان قد كُتب عليه الفشل، ويعيش ضحية أسرته وأهله ومُجتمعه، وسيظل يجتر أحزانه إلى ما لا نهاية.

وتُلازم البعضَ أفكارٌ سلبية مثل عقدة النقص والدونية، هؤلاء تُلاحقهم أحداث الماضي وعثراته وفجواته وذنوبه وأخطاؤه، لا نريدك أن تُعطل تفكيرك وتعيش في وهم الماضي، فتجديد الحياة والوصول إلى قمة النجاح يحتاج إلى همة وقوة عزيمة والتحرر من قيود الماضي.

دلت بعض الدراسات في علم الفسيولوجيا، على أن النصف الأيمن من المخ يختلف في وظائفه عن النصف الأيسر مع أنهما مُتشابهان تمامًا من الناحية التشريحية، والمقصود باختلاف الوظائف هنا من الناحية النفسية، أما الوظائف الحيوية، فهما مُتماثلان، فكلاهما يحتوي على منطقة حركية ومنطقة للحواس ومنطقة بصرية ومنطقة سمعية، أما الوظائف النفسية فهي مُختلفة تمامًا لكل منهما، ودلت الدراسات على أن النصف الأيسر من الدماغ هو المسؤول عن وعي الإنسان وخبرته باللغة والمنطق والرياضيات والعلوم والكتابة.

أما النصف الأيمن من الدماغ فهو النصف اللاواعي والذي يكمن فيه الخيال والتصور والإبداع، والمقدرة على التخيل الفراغي، ورغم أن كل إنسان يمتلك القدرة على استخدام هذين النصفين معًا، إلا أن معظم الناس يستخدمون أحدهما دون الآخر.

وفي الوقت الحاضر نتيجة لتعقد الحياة المادية، وانشغال الناس بالدوران في طاحونة المشاكل اليومية فإن الأكثرية يطغى عليهم استخدام النصف الأيسر من المخ، فيجد الواحد منا نفسه مشغولًا بالتفاصيل الصغيرة وبشؤون المعيشة اليومية دون مُحاولة النظر التخيلي إلى الصورة الإجمالية لحياته، مما يقع تحت وظائف النصف الأيمن، فلا يُحاول الإنسان أن يُبدعَ ويبتكر أهدافًا وطموحات عالية تزيد من فاعليته وإنجازاته، وتنتشله من واقعه الذي لا يرضى عنه.

وبإمكانك استخدام هذه الطاقة الهائلة المُعطلة من أجل مُساعدتك على التخيل والإبداع، حتى تُحددَ هدفك وتصل إلى ما تصبو إليه بإذن الله تعالى.

نفسيات : كيف تُحسِّن قدراتك الذهنية ؟

عوامل شخصية واجتماعية وصحية تتحكم فيها

ميزَ اللهُ الإنسانَ على سائر المخلوقات بنعمة العقل وقدرته على التعلم المُستمر، ويبدأ الإنسان منذ اللحظة الأولى لولادته في التعلم واكتساب الخبرات، وقد خلقه المولى عز وجل صفحة بيضاء، فيبدأ بالإحاطة بما حوله بالنظر إلى الأشياء وتحديد أشكالها ومواصفاتها. الملمس، الطعم، الرائحة، ويبدأ الإحساس بالألم والجوع والشبع والراحة والحزن والسرور ويختزن كل هذه المعلومات في ذاكرته.

وبمرور السنوات تزداد حصيلتنا من الحقائق والعلاقات والمُحادثات والخبرات السارة والحزينة وعن طريق المُقارنة بين ما يحدث لنا الآن وما هو مُخزن في الذاكرة نستطيع اتخاذ القرار السليم، فالذاكرة هي أساس الحياة وبدونها لا يوجد إحساس بمعنى الحياة، بدونها لا نستطيع الذهاب إلى العمل والتعرف على الأصدقاء وقيادة السيارة، كل هذه العمليات لا نستطيع أداءها بدون الذاكرة. باختصار فإن المخ وما حوى هو الشيء الذي أراد به الخالق عز وجل أن يكرم به الإنسان ويُميزه عن باقي المخلوقات (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا).

ولذلك فإن تحسين الذاكرة يؤدي إلى تحسين قدرتك الذهنية ويُحسّن أداءك في العمل للحصول على أعلى المناصب. وكلما كانت سرعتك كبيرة في تذكر واستدعاء المعلومات التي تعلمتها والخبرات التي اكتسبتها، كنت أكثر قدرة على التعبير عن شخصيتك وأكثر براعة وانطلاقًا في إدارة الحوارات والمُناقشات.

وكل ذلك لا يأتي إلا بالمُذاكرة وبالتعلم المُستمر، ولذلك فإن تحديد خُطة عامة للاستذكار الجيد قد يكون مفيدًا لكل الطلبة بشرط الالتزام بها والسير في خطواتها بجد واجتهاد، وقد يجد بعض الطلبة عقبات أو صعوبات أثناء تنفيذ تلك الخُطة العامة كنتيجة لأثر بعض العوامل ومنها عوامل شخصية أو اجتماعية أو صحية أو غير ذلك. لذا فإن تلك التوجيهات العامة للاستذكار يجب أن تلتزم بها بغرض استذكار دروسك استذكارًا جيدًا، ومن تلك التوجيهات العامة: الثقة بالله ثم بالنفس، المُحافظة على الصحة الجيدة، تنظيم الوقت ووضع خُطة للاستذكار، وقبل أن نبدأ الاستذكار عليك التخلص من الهموم والمشاكل الخاصة والبُعد عنها.

ويؤكد علماءُ التربية أن استغلال الوقت بكفاءة من العوامل الهامة للتحصيل، والجدول المكتوب يُساعد على تنظيم العمل وترتيب المُذاكرة، فتخصيص وقت ومكان مُحدد من شأنه أن يُخلصَ الطالب من سلوك التأجيل والتسويف، والجدول يُساعد على تكوين استعداد نفسي وعقلي للمُذاكرة، ويتعين على كل طالب أن يعلم كيف يوازن بين الاستذكار والترويح عن النفس، مع مُراعاة ألا يمتد هذا الجدول إلى وقت مُتأخر من الليل، ولا ينبغي أن يترتب على هذا الجدول تمسك حرفي بنمط يومي أو أسبوعي، لكن أن يمثل الجدول خُطة مُنظمة لألوان مُختلفة من النشاط تدفعك لأن تبدأ مُذاكرتك في وقت مُحدد لزمن معلوم بعده تنتقل لنشاط آخر.

استشارات

(ابنتي لا تأكل بانتظام)

عندي طفلة في سن 6 سنوات مُشكلتها يا دكتور أنها لا تأكل بانتظام، أحاول معها أن تأكلَ معنا في الوجبات الرئيسة إلا أنها تنفر من الأكل ووزنها صار خفيفًا، حاولت معها بكل الطرق، لكن دون فائدة، أريد الحل لابنتي، وجزاكم الله خيرًا.

أم تماضر

الإجابة:‏

أختي الفاضلة أم تماضر، حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك معنا.

يجب أن تعلمي أنه من الطبيعي أن يمتنع الطفل عن تناول القسم الذي يفوق حاجته، وإذا ما مورست هذه الطريقة من قِبل الوالدين تحول سلوك الطفل إلى سلبي وأصبح كما يقال (ضد الأكل)، وخير طريقة لحل مشكلة (الطفل ضد الأكل) هي الالتزام بآداب المائدة وقوانينها لجهة الطريقة التي تعرض فيها والأجواء التي تسود جو الجلسة إلى المائدة، وأي خلل في هذه الآداب من شأنه أن ينعكسَ سلبًا على طفلتك ويقودها إلى التقليل من الطعام.

يجب أن تعلمي أن كثرة الطعام ليست وراء زيادة الوزن وحمرة الوجه، لكنَ للشهية حدودًا قد تزيد إلى حد ما أو تنقص قليلًا، فلا يعقل أن تتناول طفلتك كل ما يطلب منها من الأطعمة فقد يكفيها وجبة واحدة في اليوم فتحقق لها النمو المطلوب.

ويمكن أن تكون أسباب فقدان شهية الطعام عند طفلتك، كالتالي :

1- إرغامها على الطعام يزيدها تصلبًا في موقفها من رفض الطعام، والإلحاح يزيدها ابتعادًا عن باقي أصناف الأطعمة.

2- قد يكون رفضها للطعام حيلة دفاعية لا شعورية للتعبير عن نفورها من بعض الظروف الأسرية.

3- قد يكون سبب كراهيتها للطعام نزاعها المُستمر مع إخوتها.

وهناك بعض الخطوات لعلها تكون علاجًا لطفلتك إن شاء الله تعالى:

1- تنظيم وجبات الطعام.

2- أن يكون جو العائلة عند الجلوس إلى الطعام بهيجًا خاليًا من المشاكل.

3- تقديم الطعام بطريقة مشوقة.

4- تغيير البيئة في تناول الطعام، كأن يكون في الحديقة مثلًا أو في مكان بعيد عن البيت.

5- عدم تهديد طفلتك إذا لم تأكل.

6- لا داعي لإعطاء المُقويات إلا في حالة الضرورة مع استشارة الطبيب المُختص.

7- تشويق طفلتك إلى الطعام وإعلامها أن هذا الطعام ضروري لصحتها ونمو ذكائها وقوتها، وإذا لم تتناول الطعام ستصبح مريضة ضعيفة.

وأنصحك أختي الفاضلة أن تعرضيها على أخصائية تغذية لكي تُساعدك في إعطائها نوعية الأكل التي تُناسب طفلتك في هذه السن.

وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي:

– إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يُعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله تعالى.

– الإنسان الفعال حقًا هو الذي يجعل المبادئ القويمة مركزًا لاهتمامه ومُنطلقًا لرسالته.

– الأسرة المُستقرة المُتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في بناء أسرته.

– إن جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح، وبدون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمرَ في الفاعلية.

– لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من مهارات وقدرات أن ينجح نجاحًا كاملًا بمفرده، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.

– كافئ نفسك على الأفعال المرغوبة على فترات مُختلفة، فحين تفتر عزيمتك عن فعل ما تريده، قم بإعطاء نفسك مُكافأة غير مُتوقعة تعمل على إثارة حماسك. 

همسات:

– تنظيم وقت الولد من استيقاظه إلى نومه مع وضع أوقات له للتواجد في البيت مثل أن يرجع إلى البيت مُبكرًا.

– السؤال الدائم عنه ومُتابعة رفقته.

– تشجيع الولد حتى ولو بالكلمة فإن ذلك بيقى أثره في نفسه حتى يكبر.

– كذلك تحفيز مواهب الطفل ودعمها وعدم تحطيمه أبدًا لأي سبب من الأسباب فإن ذلك يقوي مداركه.

– عدم نهر الولد إلا في أوقات تحتاج إلى النهر ورفع الصوت لأن ذلك يُضعف شخصية الولد.

– عدم التلفظ بالألفاظ المُخلة بالأدب أمام الطفل، بل في جميع الأوقات، لأن ذلك مُحرّم شرعًا.

– عدم إعطاء الطفل كل ما يُريد لأنه يتعلم «الدلع» وهذه مُصيبة عظيمة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X