«وايز» يعزز التعليم التجريبي في المجتمع
إعادة تعريف مفهوم الجهة التي تقدم التعليم ليكون شاملًا للجميع
فرصة للتعليم التجريبي وتنظيم أنشطة تعليمية لتمكين الشباب
تنظيم مؤتمر وايز العالمي نهاية العام وعرض نتائج 7 تقارير بحثية
وضع سياسة تناسب الطلاب ذوي صعوبات التعلّم في قطر
تنمية مهارات الشباب في ريادة الأعمال والتكنولوجيا والعلوم

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
ينطلقُ اليوم «الأربعاء» مهرجان أيام التعلم في الدوحة تحت عنوان «تمكين الشباب» الذي يُنظمه مؤتمر القمة العالمي للابتكار فى التعليم «وايز»، من مُبادرات مؤسسة قطر للعلوم والتربية وتنمية المُجتمع، وذلك في متاحف مشيرب خلال الفترة من 1-4 فبراير الجاري.
وصرحت الدكتورة أسماء الفضالة مُديرة البحوث وتطوير المحتوى في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز» لـ الراية بأن المهرجان سوف يشهد عددًا من الورش والجلسات لطلاب المدارس الخاصة والحكومية في قطر، وكذلك تنظيم جلسات خاصة للمُدرسين وقيادات التعليم بالإضافة إلى أنشطة تُناسب كافة فئات المُجتمع.
وأضافت: إن المهرجان يُقدم للعائلات، والشباب، ومُجتمع قطر بشكل عام فرصةً للتعلم التجريبي بشكلٍ فعال، ويأتي انطلاقًا من أهداف «وايز» في رعاية المنظومة التعليمية المحلية النابضة بالحياة. وأوضحت أن المهرجان يهدفُ إلى تنمية وتعزيز معنى التعليم من خلال توفير أنشطة تعليمية تطبيقية، وتطوير التعليم خارج النطاق التقليدي وخارج أسوار المدرسة، وإيصاله إلى مساحات مُجتمعية خارج الإطار الرسمي، وإعادة تعريف مفهوم الجهة التي تُقدم التعليم ليكون مجال التعليم شاملًا للجميع.
ولفتت إلى أن المهرجان يوفر باقةً من ورش العمل والأنشطة القيّمة التي تهدف لتمكين الشباب عن طريق تنمية مهاراتهم في الفن، والرفاه، وريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والعلوم، والبرمجة.
وتابعت: إن مؤتمر قمة وايز سيعقد في نهاية العام الجاري، وإن المهرجان الحالي يأتي ضمن مُبادرات مؤتمر وايز العالمي، موضحة أن هناك 20 شريكًا استراتيجيًا مُختلفًا سوف يُشاركون في المهرجان الذي يتم تنظيمه بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
جوائز وايز
وأوضحت أن المهرجان سوف يشهد احتفالًا بتوزيع جوائز وايز، وهو أحد البرامج التي بدأتها مؤسسة قطر عام 2012، حيث يتم سنويًا منح 6 جوائز لمشاريع تعليمية تُركز على الابتكار والإبداع ومواجهة تحديات التعليم ليس في قطر فقط بل في العالم أجمع.
وأضافت: إن المهرجان سوف يضم جلسات صباحية لطلاب المدارس، ومسائية للعائلات، كما سيتم تخصيص يوم السبت للمُعلمين، وذلك نظرًا لظروف الدوام الدراسي، حيث يتم تنظيم ورش وجلسات تدريبية مُتخصصة لهذه الفئة، مُشيرة إلى أن هذه الجلسات تُغطي القيادة التربوية واستخدام التكنولوجيا والريادة وطرق التعلم بالألعاب وتخصيص جلسات للأشخاص الذين يُعانون من صعوبات التعلم، حيث إنها لا تفضل أن يُطلق على هذه الفئة «ذوو الإعاقة» أو «ذوو الاحتياجات الخاصة».
وقالت: إن وايز منصة عالمية تُعنى بتطوير التعليم بدأت عام 2009 ، وهي إحدى مُبادرات صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تحت مظلة مؤسسة قطر، لافتة إلى أنها تقوم بإدارة قطاع البحوث الذي بدأ عام 2015 ويُركز على إصدار تقارير بحثية بالشراكة مع جهات داخل وخارج الدولة مثل الجامعات ومراكز الأبحاث لوضع حلول للموضوعات والمشاكل التي تواجه قطاع التعليم.
وأضافت الدكتورة الفضالة: إن مؤتمر وايز يتم تنظيمه مرة كل عامين، لكن على مدار العام تكون هناك بعض الأنشطة المُتعلقة بالمؤتمر أيضًا مثل مهرجان التعلم الذي ينطلق اليوم، لافتة إلى أنه من المُنتظر أن يشهد مؤتمر نهاية العام نتائج العمل على 7 تقارير بحثية تتركز على القيادة التربوية والتكنولوجيا والتعلم الاجتماعي والوجداني للطلاب وغيرها من الموضوعات المُتعلقة بالتعليم بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
صعوبات التعلم
وكشفت الدكتورة الفضالة أن أحد المشروعات البحثية التي يتم العمل عليها في مؤسسة قطر بالشراكة مع جامعة كامبريدج البريطانية حول الأشخاص الذين يُعانون صعوبات التعلم، سواء جسدية أو نفسية أو لُغوية، وذلك لدراسة ووضع سياسة خاصة للطلاب من ذوي صعوبات التعلم في دولة قطر، موضحة أنه سيتم الإعلان عن النتائج فور الانتهاء من البحث وتحليل مُخرجاته.
وأوضحت أن إجراء هذا البحث يأتي بناءً على نتائج بحث سابق تم إنجازه خلال فترة جائحة كوفيد-19، حيث تم زيارة 22 مدرسة لطلاب التوحد وآخرين ممن يُعانون صعوبات تعليمية أو بدنية أو لُغوية، حيث تم التعرف على احتياجات الطلاب وأولياء الأمور خلال التعلم أثناء الجائحة والتي كانت صعبة على الطلاب العاديين، وكانت بالطبع أشد صعوبة على الطلاب الذين يُعانون صعوبات التعلم، حيث تبين أهمية دعم عمليات التواصل وتعزيزها بصورة أكبر خاصة مع هذه الفئة.
دروس التكنولوجيا
ولفتت إلى أن من نتائج البحث أيضًا أهمية التركيز على تنشيط التفاعل خاصة بالنسبة لدروس التكنولوجيا مع فئة الطلاب ذوي صعوبات التعلّم، بحيث يكون التواصل معهم بشكل فعال، موضحة أن هذه التوصيات لا تقتصر على دولة قطر فقط بل تشمل جميع الدول التي عانت من فترة الجائحة.
وتابعت: إنه في عام 2017 تم إصدار تقرير بحثي باسم «قيادة أجيل» أو القيادة المرنة وسياسات القيادة المدرسية للمواقف المُتغيرة، والذي يُركز على دور تدريب القيادات في تطوير أنظمة التعليم، لأن هذا الدور يخرج عن الأطر التقليدية من خلال إكسابهم المهارات التي تُمكنهم من تغيير وتطوير المدارس من خلال طرق مُحددة بناءً على الاحتياجات الفردية واحتياجات المدارس بشكل عام.
وأوضحت أنه تم تطبيق نتائج هذا البحث على العديد من المدارس الحكومية وبعض مدارس مؤسسة قطر وذلك من أجل مواصلة تحسين أداء الطلاب.
وتابعت: إنه بشكل عام نجد أن مؤسسة قطر لها تأثير كبير على العملية التعليمية بدولة قطر، حيث تم من البداية وضع تصور للمدينة التعليمية لتقديم تعليم عالي المستوى لأبناء الدولة، موضحة أن إنجازات المؤسسة في هذا الصدد تخطت الهدف الرئيسي، كما تم إنشاء مركز أكاديمي عالمي لتوفير الفرص والمُبادرات التعليمية وفي الوقت الحالي نجد أن مؤسسة قطر تضم شراكات تعاونية مع مؤسسات تعليمية كبرى في العالم، وهو ما يوضح إلى أي مدى كان للمؤسسة تأثير في القطاع التعليمي بالدولة.