قطر فاشن يونايتد ودور الفنون في إبراز الثقافة والهوية العربية
عرض « قطر فاشن يونايتد» طوّع الموضة لتناسب الذوق العربي

ترى أسطورة الأزياء الفرنسية غابرييل بونور شانيل أن: «الأزياء الفاخرة يجب أن تكون مريحة، وإلا فإنها ليست فاخرة»، ومقصدها أن يكون اللباس بسيطًا من حيث طريقة تصميمه، وهي التي أدخلت إلى الأزياء لمسة البساطة، وأصبحت علامتها الفارقة، وكإضافة على ما ذكرته شانيل أرى أن الأزياء المريحة هي تلك التي لا يتم التركيز فيها على الفستان، بل التركيز على من تلبسه، وهنا برأيي تكمن معادلة الجمال والأناقة، بالأخير هدف أي تصميم أزياء هو إظهار جمال المرأة، لا ليظهر غرابة الطريقة التي صمم بها هذا الفستان أو ذاك، تقول شانيل: «ارتدي فستانًا رثًا وسيتذكر الناس فستانك، ولكن إذا ارتديت فستانًا أنيقًا سيتذكرون المرأة التي ترتديه».
وقصدها برث أنه لا يخضع لمعايير الأناقة التي تعبر عن رؤية جمالية تبتعد عن كل أشكال الابتذال، وقد ذكرت ذلك في قولها: «بعض الناس يعتقدون أن الفخامة عكس الفقر، ولكن العكس هو الصحيح، فالفخامة هي عكس الابتذال».
وهي مُحقة تمامًا، فالأزياء بالأخير هي وعي الشعوب بالجمال دون أن يختلف والطبيعة البشرية التي تميل إلى كل ما يريح العين وفي الوقت ذاته جميل الجمال الذي يعكس ثقافة وأصالة بلد ما. وأعتقد أن هذا هو هدف الأزياء الحقيقي أن يكون أي فستان أنيقًا، الأناقة التي تحفظ الهُوية، وتحافظ في الوقت ذاته على معايير الأناقة التي يتفق بشأنها الجميع.
شاهدت على مواقع التواصل عرض الأزياء الذي أقيم ضمن فعاليات قطر تبدع في 16 ديسمبر 2022 بـ «استاد رأس أبو عبود» في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار «قطر فاشن يونايتد» من «سي آر رانواي»
والذي تعود عائداته إلى مؤسسة التعليم فوق الجميع، أي يسهم في خدمة المجتمع من خلال دعم المرأة وتوفير حظوظ التعليم لمن يستحقها.
وبحسب ما قرأت، أن هذا العرض الضخم الذي تزامن ومونديال قطر حضره 20 ألف متفرج، كما شارك فيه 150 مُصممًا عالميًا، بحضور فنانين عرب وعالميين.
وقد أقيم هذا العرض تجسيدًا لفكرة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، وقد أخرجه الرئيس التنفيذي لشركة «سي آر رانوا ي» السيد فلاديمير ريستوين رويتفيلد، كما تولت تقييمه محررة أخبار الموضة الفرنسية السيدة كارين رويتلفيلد.
وبرأيي تكمن فرادة هذا العرض في مشاركة 21 علامة تجارية مقرها قطر أي تنتمي إلى مركز قطر للابتكار وريادة الأعمال في الموضة والتصميم والتكنولوجيا (M7).
وما ميزه أيضًا اللمسة العصرية التي أضيفت للأزياء العربية وهذا ما تطرقت إليه في المقدمة، أي فيه ما يميز ثقافتنا ووعينا بالجمال، وفي الوقت ذاته جمال الأزياء في تصميماتها التي خلقت هُوية كل مصمم.
في الحقيقة لم أشاهد كل العرض لأكون حكمًا دقيقًا، لكن ما رأيته أعجبني لأنه يميل للبساطة الصعبة التي تشتغل على التفاصيل لتخلق فرصة مشاهدة الجمال بطريقة مختلفة، ومشاهدة الموضة من حيث كونها موضة، كما تقول غابريل شانيل «صنعتُ الأزياء مصادفة… ابتكرت الموضة».
إذن يمكن القول إن هذا العرض ابتكر موضة لا تُطَاوِعُ النمط الغربي للموضة، ولكنها تُطَوِّعُ الموضة لتُناسب الذوق العربي.
وجاء هذا العرض كما ذكرت تزامنًا والمونديال ليرسخ الفكرة التي عبرت عنها سعادة الشيخة المياسة بقولها: «أمسية مُذهلة أبرزت دور الثقافة والأزياء والموسيقى والرياضة في توحيد البشر وتجاوز اختلافاتهم».