متفائلون بإعفاء القطريين من الشنجن
قطر تلعب دورًا محوريًا وأساسيًا لضمان أمن واستقرار المنطقة
قطر حاسمة في إدانتها حوادث حرق القرآن ورفض الإسلاموفوبيا
الدوحة تمارس وساطة إيجابية في الملف النووي بين واشنطن وطهران
إعفاء القطريين من تأشيرة اليابان بحلول الصيف
التأكيد على أهمية خفض التصعيد وتعزيز الأمن الإقليمي في زيارة طهران
تعزيز العلاقات القطرية التركية المتميزة في زيارة إسطنبول

الدوحة – إبراهيم بدوي:
أعربَ الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مُستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المُتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن تفاؤله بإعفاء القطريين من تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي «شنجن».
وأوضحَ خلال إحاطة إعلامية بمقر وزارة الخارجية أمس أنه تم إعادة الملف إلى اللجنة المُختصة للدراسة، التي كانت قد وافقت بأغلبية حاسمة على منح قطر وعُمان والكويت والإكوادور الإعفاء من تأشيرة شنجن، موضحًا أنه لم يحدد موعد لعقد جلسة ثانية للجنة حتى الآن ونحن متفائلون ولكن الأمور بها بعض التعقيدات على المستوى الإجرائي والسياسي ونأمل تداركها في الفترة القادمة.
موقف حاسم
وردًا على سؤال لـ الراية حول إمكانية دفع قطر بمشروع قرار أممي لتجريم حرق القرآن كجريمة كراهية، مثل معاداة السامية أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن قطر سارعت إلى إدانة هذا الحدث في كل موقع ولم تكتفِ بإدانة واحدة أو عامة، حتى يكون معلومًا أن موقف دولة قطر حاسم تجاهه كما هي بالنسبة لبقية الدول العربية والإسلامية.
وأكد أن أي جُهد إسلاميّ عالميّ لمحاربة أشكال التمييز على أساس العرق أو الدين أو غير ذلك هي مسألة مُرحب بها من دولة قطر. وأضاف: إن دولة قطر تعمل في هذا الموضوع بشكل دقيق، ومسألة الإسلاموفوبيا تمثل قلقًا للقيادة القطرية، مؤكدًا أن دولة قطر تسعى جاهدة بجوار بقية الدول العربية والإسلامية لأن يكون لها دور حاسم في هذه المسألة.
خفض التصعيد
وعن دور قطر في خفض التصعيد في المنطقة، أشار المتحدث إلى أن زيارة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى طهران التي أتت بعد أيام قليلة من زيارة سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية، هي دلالة على أن قطر ما زالت تقوم بدور قيادي في جهود التفاوض ونقلت رسائل الأطراف الأوروبية من واشنطن إلى الطرف الإيراني، مشددًا على التزام قطر بخفض التصعيد لضمان استقرار المنطقة، الذي يصب في صالح الجميع ومن منطلق إيمانها بضرورة أن يكون هناك علاقات متزنة بين الأطراف في المنطقة وأن يكون المجتمع الدولي ضامنًا للأمن والسلام بها، وأكد أن هناك اهتمامًا كبيرًا بمسألة خفض التصعيد وتأتي تحركات الدبلوماسية القطرية الأخيرة في هذا الإطار. وأوضح أن دولة قطر دائمًا تقدم مقترحات لدعم جهود التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران ويسّرت حوارًا مباشرًا بين واشنطن وطهران برعاية الوسيط الأوروبي في الفترة السابقة، وليس هناك على الخريطة الآن جولة قادمة للتفاوض في الدوحة ولكن أبوابها دائمًا مفتوحة وتُبدي لكل الأطراف استعدادها للقيام بكل ما من شأنه تقريب وجهات النظر.
وأكد أن قطر تمارس دور وساطة إيجابية منذ البداية بتقديم مقترحات وتقريب وجهات النظر وحمل رسائل ذات مغزى حقيقي، وليس مجرد ناقل للرسائل بين الطرفين.
دور محوري
وقال د. الأنصاري إنه بات واضحًا للجميع أن الدور القطري في تيسير التفاوض بين الأطراف الغربية وإيران هو دور محوري وأساسي ومستمر، ولن يتوقف. وقال: إن قطر لديها اهتمام خاص في الوصول إلى هذا الاتفاق، لأنه من ضمانات الاستقرار في المنطقة على كافة المستويات وكون أن العلاقات فيها لا تكون طبيعية يجب أن تكون الحالة الاستثنائية، وليس الأصل في العلاقات، وبشأن وساطة قطر لتوقيع اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية، أوضح المتحدث أنه بناءً على رغبة المشاركين تم تأجيل عقد جلسة توقيع الاتفاق في الدوحة إلى وقت لاحق، مؤكدًا أن الجهد مستمر لتحقيق التواصل بين الأطراف لضمان تقريب وجهات النظر.
جولة وزير الخارجية
كما استعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مُستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية -في بداية الإحاطة الإعلامية أمس- جولة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، التي شملت مدن إسطنبول وطهران وطوكيو، لافتًا إلى أن زيارة طوكيو شهدت انعقاد جلسة الحوار الاستراتيجي الثانية بين البلدين.
وقال إن زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى تركيا شهدت لقاءه بفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين التي تشهد تطورًا ونموًا مستمرين، إلى جانب التطرق إلى الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك.
زيارة طهران
كما تطرق إلى زيارة وزير الخارجية إلى طهران ولقائه مع سعادة الدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيرانية، موضحًا أنه تم استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تنميتها. كما تم عقد مؤتمر صحفي أكد فيه الطرفان أهمية تعزيز الأمن الإقليمي، وضرورة خفض التصعيد في المنطقة، مع التشديد على سعي قطر دومًا إلى خلق بيئة ملائمة لعقد جولات تفاوض إضافية بشأن الاتفاق النووي. وقال الدكتور الأنصاري: إن وزير الخارجية شدد على أهمية التعاون الاقتصادي مع طهران، لافتًا إلى أن البلدين تربطهما روابط مشتركة. وفيما يخص الأزمة الروسية الأوكرانية فقد دعا سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد. كما أكد سعادته على موقف دولة قطر وحرصها على ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي والالتزام بسيادة الدول واستقلالها وسلامتها الإقليمية.
وأوضح المُتحدث باسم وزارة الخارجية أن اللقاء كان فرصة جدد فيها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إدانة دولة قطر واستنكارها لسماح بعض الدول بالتعدي على المُصحف الشريف بذريعة حرية التعبير. ومن جهته قال وزير الخارجية الإيراني، إن بلاده تسلمت رسائل من الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي عبر قطر. وتم تناول مختلف القضايا ذات الاهتمام المُشترك ومجريات المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وآخر مستجدات العودة إلى الاتفاق النووي.
حوار استراتيجي بين قطر واليابان
وحول انعقاد جلسة الحوار الاستراتيجي الثانية بين دولة قطر واليابان، قال الأنصاري إنه خلال جلسة الحوار التي ترأسها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ونظيره الياباني يوشيماسا هاياشي، جرت مناقشة توسيع الاستثمارات المُشتركة في مجال الطاقة، وتعزيز العلاقات الثقافية، والتعاون وتبادل الخبرات في مجال الأمن السيبراني، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال الدفاعي، وتبادل الخبرات في المجال التكنولوجي، فضلًا عن تعزيز الاستثمارات الخاصة، وتبادل زيارات رجال الأعمال بين البلدين، مضيفًا إن الطرفين اتفقا على تبادل المُذكرات بشأن إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول، واستبدالها بنظام التسجيل المُسبق للمسافرين القطريين إلى اليابان والحصول على إذن دخول، ومن المتوقع أن يدخل حيّز التنفيذ قبل صيف هذا العام. وذكر الدكتور الأنصاري أنه على مستوى الملفات الإقليمية أعرب الجانبان عن قلقهما من مغبة الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، وتوافقهما على دعم قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.
وتطرقَ إلى اللقاء بين دولة السيد فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، وسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مُبرزًا أن اللقاء ركز على تعزيز التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات المتبادلة بين الدولتين، خاصة في مجال الطاقة وتطوير حقل الشمال الذي تتطلع اليابان للعب دور فيه وتوسيع عقود الغاز وتشجيع الاستثمار المُشترك في مجال الطاقة النظيفة، وفي عدد من المجالات إلى جانب التشجيع على تبادل الوفود المشتركة لبناء شراكات واستثمارات في عدد من المجالات. كما عبر رئيس وزراء اليابان عن تقدير بلاده للجهود القطرية في مجال الوساطة وحل النزاعات بما يسهم في ترسيخ السلم والأمن الدوليين.
كما استعرض السيد إبراهيم الهاشمي مدير إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الخارجية، مجموعة البيانات التي أصدرتها وزارة الخارجية خلال الأسبوع الماضي على غرار بيان إدانة دولة قطر بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الوحشي على مخيم جنين، الذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، وهو ما يعد امتدادًا لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. وأوضحت قطر أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح مُطَمئنًا أكثر من أي وقت مضى لعدم المساءلة والإفلات من العقاب، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لدولة قطر التي تطالب المجتمع الدولي بالتحرك وتحمل المسؤولية.
كما أشار إلى إدانة دولة قطر لحرق نسخ من المصحف الشريف في العاصمة كوبنهاغن، وتشدّيدها على أن هذه الواقعة الشنيعة تُعد عملًا تحريضيًا، واستفزازًا خطيرًا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم. مُبرزًا أن وزير الخارجية استنكر في عديد المناسبات ازدواجية المعايير وتجزئة القوانين الدولية. كما تم إدانة الهجوم الذي استهدف سفارة جمهورية أذربيجان في العاصمة الإيرانية طهران والتفجير الذي وقع داخل مسجد في مدينة بيشاور في باكستان، وتجديد موقف دولة قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، مهما كانت الدوافع والأسباب. كما نوه بتأكيد قطر على دعمها الكامل للجهود الدولية الرامية إلى مُحاسبة النظام السوري على استخدامه الأسلحة الكيماوية في دوما.