كتاب الراية

همسة ود.. كيف نربي أبناءنا على تحمل المسؤولية؟

يمكن تعليم الطفل تحمل المسؤولية عن طريق رواية القصص

المسؤولية هي مقدرة الإنسان على أن يلزم نفسه أولًا، ومقدرته على أن يفي بعد ذلك بالتزامه عن طريق جهوده الخاصة، فالمسؤولية تعني كون الفرد مُكلفًا بأن يقومَ ببعض الأشياء، وبأن يُقدمَ عنها حسابًا إلى غيره، وينتج عن هذا التحديد أن فكرة المسؤولية تشتمل على علاقة مُزدوجة من ناحية الفرد المسؤول بأعماله وعلاقته بمن يحكمون على هذه الأعمال.

يتحمل الإنسان نتيجة أعماله وقراراته واختياراته العملية من الناحيتين الإيجابية والسلبية، أمام الله في الدرجة الأولى، وأمام ضميره في الدرجة الثانية، وأمام الناس والمُجتمع في الدرجة الثالثة، لذلك علينا أن نُدركَ أن المسؤولية فهم وإنجاز بتأدية ما يُطلب منه من عمل.

على كل منا مواجهة نفسه وأن يكونَ صادقًا معها، وأن يتحملَ المسؤولية كاملة لقراراته وتصرفاته وتوجيهاته للآخرين الذين تحمل مسؤوليتهم على كتفيه، وأن يتقبلَ النقد الموضوعي المُخلص ويمتلك شجاعة الالتزام بمبادئه.

وكلما بدأت الأم في تعليم ابنها مُبكرًا أصبحت المهمة أسهل، وهناك مجموعة من الخطوات تستطيع الأم من خلالها أن تجعلَ طفلها يتحمل المسؤولية، ويبدأ الطفل بتحمل المسؤولية من عمر 3 سنوات، ففي هذه المرحلة يريد تعلم الاستقلالية واكتشاف الطرق التي تتم بها الأمور، ولهذا يجب تشجيعه، وألا نستعجله ونجعله يُجرّب أكثر من مرة كي يتعلمَ ويستقلَ ويُصبحَ مُتمكنًا من فعل هذه الأمور الحياتية بنفسه مثل وضع ألعابه في مكانها، أو إعادة ملابسه إلى الدولاب، ويجب أن يكونَ الأمر واضحًا ومُحددًا، لذلك على الأم أن تُفكرَ بأمور تعرف أنه يمكن لأطفالها القيام بها دون مواجهة صعوبة كبيرة، حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح، وأن تُعطيهم تعليمات واضحة عما تُريدهم أن يفعلوه، حتى يعرفوا بالضبط ما هو مُتوقع منهم، لأن منح الأطفال أعمالًا تتطلب بعض الجهد، لكنها قابلة للتحقيق حسب أعمارهم، سيزيد من إحساسهم بالاستقلالية.

لكي تجعلي طفلك يعتاد على تحمل المسؤولية علميه منذ الصغر أن يخرجَ جزءًا من مصروفه الشخصي لله، عن طريق التبرع به للمُحتاجين، وحتى يشعر بقيمة المُساعدات التي يُقدمها بنفسه، يفضل أن تأخذيه معك عند تقديم المُساعدات، وتجعليه يُقدمها بنفسه.

كذلك يمكن تعليم الطفل تحمل المسؤولية عن طريق رواية القصص، فاحرصي دائمًا على رواية قصص لطفلك، اختاري تلك القصص التي تحكي عن الأطفال المسؤولين، وحاولي أن تُقدمي له قصصًا لشخصيات كرتونية يُفضلها، ولا تقومي بتلقين طفلك النصائح بطريقة مُباشرة، لأن الطفل لن يستجيبَ لك بهذه الطريقة، فعليك أن تغرسي كل القيم التي ترغبين في تعليمها لطفلك بطريقة غير مُباشرة مثل رواية القصص وعرض أفلام الكرتون، ابحثي له عن قصص جميلة تحوي معاني سامية كالوفاء والصدق وحب البذل والإنفاق ومُساعدة الآخرين وغيرها من الصفات الجميلة التي تُعطي الطفل الشعور بالمسؤولية، وأن تروي له القصص التي تُرسل له رسائل مُعينة تتجه إلى أعماقه، فالطفل يتعلم من خلال كلماتنا التي تُلامس روحه وقلبه. كما أن ممارسة الرياضة تُعد من الأساليب التي تستطيع الأم من خلالها تعليم طفلها المسؤولية وبث روح التعاون وخاصة الرياضات الجماعية مثل كرة القدم، وكرة الطائرة وكرة السلة وغيرها من الألعاب الجماعية، فمثل هذه الرياضات تجعل الطفل يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه فريقه، كما يكون لها دور كبير في بث روح التعاون الجماعي، فهي تُساعد على تعديل سلوك الطفل.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X