الراية تنشر خطة قطر للسرطان 2023-2026
الاستثمار بخدمات السرطان ينقذ الأرواح ويوفر النفقات على المدى البعيد
إنفاق ريال واحد على تدخلات السرطان يوفر عائدًا من 4-10 ريالات
دمج التطبيب عن بُعد في خدمات الكشف المبكر عن السرطان
حاجة إلى مركز جديد شامل لخدمات السرطان ومزود بطاقم عالمي
توصية بإنشاء برنامج لدعم المرضى والناجين وأسرهم

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
انتهت وزارةُ الصحة العامة من إنجاز خُطة قطر للسرطان 2023-2026، التي تتضمن 7 فروع مُختلفة من الرعاية وتحمل عنوان «التميز للجميع» وتأسست بناءً على التحسينات المُنجزة في خِدمات السرطان في قطر على مر عقد من الزمن.
وقالَ مصدر مسؤول لـ الراية : إن الخطط السابقة الخاصة بالسرطان مهّدت الطريق ووضعت أرضيةً صُلبةً، أتاحت من خلالها تقديم خدمات على نطاق أوسع وبنوعية عالية إلى جميع أبناء قطر، لافتًا إلى أن الخُطة الجديدة ستواصل هذه المسيرة سعيًا وراء بلوغ الطموح المُتمثل بالتميز للجميع.
وأوضحَ أن خُطة قطر للسرطان 2023 -2029 تُركز على الأهمية الجوهرية لتحسين خدمات الرعاية في مجال السرطان، وللإرث المُترابط لخُطة قطر للسرطان كما تُسلط الضوء على أهمية الاستثمار في خدمات السرطان، ليس من منطلق منافعها على مستوى الصحة والرفاه بالنسبة إلى شعب قطر فحسب، بل لأن الاستثمار في خدمات السرطان قد يُساهم في إنقاذ حياة الكثيرين وفي ادخار النفقات على المدى البعيد، وببساطة، سيُحقق كل ريال قطري واحد ينفق على تدخلات السرطان عائدًا استثماريًا من 4-10 ريالات قطرية بعد عقد من الزمن.
وأشارَ إلى أن الخُطة الجديدة تؤكد أن النهج التعاوني المُتسق على مراحل مسار المريض يُشكل عنصرًا محوريًا في النجاح في تقديم خدمات الرعاية، لذا فقد جرى تطوير خُطة قطر للسرطان بطريقة تعاونية مع أصحاب المصلحة الأساسيين من مختلف مسارات الرعاية، وذلك بدعم من خبراء مُنظمة الصحة العالمية.
وأوضحَ أنه من هذا المُنطلق فإن خُطة قطر للسرطان تضع مجموعةً من المُخرجات الواضحة والملموسة والقابلة للقياس ينبغي على المُنظمات المعنية إدارتها ورصدها في سياق إطار حوكمة محكم.
7 فروع
وتتضمن الخُطة الجديدة 7 فروع تُمثل الجوانب المُختلفة للرعاية وهي الوقاية والتثقيف العام، حيث يتم التركيز على جانب التوافق والتكامل مع استراتيجية الصحة الوطنية ويعتمد على مجموعة من الغايات المُشتركة بين رعاية السرطان والصحة العامة، بما في ذلك الأنماط الحياتية الصحية، ورفع مستوى الوعي بشأن عوامل الخطر الشائعة المُرتبطة بالسرطان والحد من الوصمة المُرتبطة بالمرض.
كما يُركز الفرع الثاني من الرعاية على الكشف المُبكر والفحص من خلال تعزيز أهمية الكشف المُبكر عن أنواع السرطان، وتطوير العمل المُنجز في سياق برامج وطنية فعالة للفحص الطبي فضلًا على تعزيز نوعية الخدمات المُتاحة حاليًا وسهولة الوصول إليها، بالإضافة إلى أهمية اعتماد تكنولوجيا مُبتكرة وصديقة للمريض وإطلاق برامج وطنية جديدة للكشف المُبكر عن السرطان في قطر.
وتضعُ الخُطة عدة أهداف استراتيجية، منها دمج التطبيب عن بُعد في خدمات الكشف المُبكر عن السرطان من خلال تنفيذ خدمة قراءة الأشعة عن بُعد في إطار البرنامج الوطني للكشف المُبكر عن سرطان الثدي بحلول الربع الأخير من عام 2023، وإرسال جميع عينات فحص سرطان الأمعاء عبر البريد بحلول الربع الأخير من عام 2024، وإنشاء برنامج لتقديم خدمة المُكالمات الاستشارية للمُشاركين في برنامج الكشف المُبكر عن سرطان الأمعاء بحلول الربع الثالث من العام 2024.
كما تتضمن الأهداف الاستراتيجية تحسين أنظمة التمكين لتحسين جودة برامج الكشف المُبكر، وذلك من خلال تقييم التوصيات المُتعلقة بتوسيع البرنامج الوطني للكشف المُبكر عن سرطان الثدي والحصول على الموافقة عليها ليشمل الفئة السكانية المُعرضة للخطر التي تتراوح أعمارها بين 40 و44 عامًا بحلول الربع الأول من العام 2025، وإنشاء نظام لتقييم مهارات الأطباء وتحسينها بحلول الربع الأخير من العام 2025 وتطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي في الفحص والكشف المُبكر لتحسين علاجات السرطان بحلول الربع الأخير من عام 2025.
كما تتضمن أهداف الخُطة دعم القضاء على سرطان عنق الرحم، من خلال إنشاء برنامج وطني للكشف المُبكر عن سرطان عنق الرحم بحلول الربع الأخير من عام 2025 وجمع البيانات الأساسية عن مُعدلات الكشف عن سرطان عنق الرحم بحلول الربع الأخير من عام 2024.
وتشمل الأهداف الاستراتيجية للخُطة تعزيز مُعدلات الكشف المُبكر عن السرطان وذلك من خلال إنشاء مجموعة مراجعة النظراء السريرية لتعزيز الخدمات من خلال مُراقبة الحالات السريعة وتنسيقها بحلول الربع
الأخير من العام 2025، وتطوير برامج تدريبية للعاملين في الرعاية الصحية وتنفيذها لمواصلة الاستفادة من برنامج الإحالات السريعة بحلول الربع الأخير من العام 2025، وبدء تنفيذ البرنامج السنوي لتثقيف الموظفين عن علامات السرطان وأعراضه، وتطويره وإتاحته لجميع الموظفين في القطاع العام والخاص والتطوعي بحلول الربع الأخير من عام 2024.
كما تشتمل خُطة قطر للسرطان أيضًا على التركيز على العلاج النوعي والرعاية المُستمرة، وعلى الرغم من التقدم الملحوظ الذي تحقق في مجال رعاية السرطان فى قطر على مر العقد المُنصرم ومن أجل الحفاظ على هذا التقدم وترسيخ صورة قطر كدولة رائدة في المنطقة والعالم، إلا أن هناك حاجة إلى مركز جديد شامل لخدمات السرطان ومُزود بطاقم من الطراز العالمي، يعمل بطريقة تعاونية على جميع مستويات مسار المريض، إلى جانب إطلاق خدمات مُعززة في مجال الرعاية المنزلية التلطيفية.
وتتضمن الخُطة العمل على توفير الدعم الشامل، فمع تحسن خدمات رعاية السرطان في مُختلف أنحاء قطر، ازداد عدد الناجين من أمراض
السرطان، فزادت الحاجة إلى تعزيز الخدمات الأخرى التي تتجاوز الخدمات الصحية المُقدمة في سياق المُستشفى، ومن ثم فالخطة توصي بإنشاء برنامج يقدم الدعم الشامل إلى مرضى السرطان والناجين منه وأسرهم والمُجتمعات المحلية ومع مرور الوقت، قد يُحقق هذا البرنامج المُستحدث ثورة في كيفية إدارة مرض السرطان في قطر.
كما تتناول خُطة قطر للسرطان مسألة سرطانات الأطفال، موضحة أن «سدرة للطب» وفر أفضل الخدمات الاستشفائية المُتخصصة في مجال السرطان في قطر، إذ يُقدم هذا المركز العالمي فرصًا عالمية المستوى، لذلك يُركز هذا الجزء المُخصص من الخُطة على كيفية تطوير هذه الخدمات وإنضاجها من خلال الدمج بين أحدث الابتكارات والخدمات المُقدمة، كما يسعى إلى تحقيق السلاسة في انتقال المرضى وإدارتهم بين مرافق الرعاية والحدود التنظيمية المُختلفة.
كما تؤكد الخُطة على المُراقبة والبحث وذلك من خلال العمل على تحسين أنشطة بحوث السرطان وتنظيمها في مُختلف أنحاء قطر مع التركيز على البحوث الانتقالية التي سيكون لها أثر مُباشر وملموس على رعاية المرضى، وكذلك كيفية تحسين سبل التعاون المحلي والدولي وضمان التحسين المُستمر للخدمات.