مسؤولو دور نشر يؤكدون تسجيل بصمات قطرية في صناعة النشر وعالم الثقافة

الدوحة – قنا:
أكد عدد من مسؤولي دور النشر القطرية الحكومية والخاصة أن هذه الدور استطاعت خلال بضع سنوات فقط، أن تسجل بصماتها في صناعة النشر وعالم الثقافة، وتسهم في تعزيز الحراك الثقافي المتواصل في الدولة.
وأكدوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن دور النشر القطرية على الرغم من حداثتها فقد تبوأت مكانة مرموقة في هذا المجال، نتيجة اختيار المضامين الهادفة والإخراج الجيد والطباعة الفاخرة للإصدارات، فضلا عن تنوع المحتوي الفكري والعلمي والأدبي، وصولا إلى أدب الطفل وغيرها من مجالات المعرفة لتسجل حضورا قويا في معارض الكتب العربية والدولية.
وقالت الشيخة، شيخة بنت حمد آل ثاني مدير دار كتارا للنشر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن تأسيس دار كتارا للنشر عام 2018، جسد خطوة رائدة في إطار استراتيجية المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، لنشر الإبداعات القطرية المتميزة في الثقافة والتراث والفنون، فكانت الدار إضافة نوعية لحركة الطباعة والنشر في دولة قطر، وصناعة الكتاب الثقافي القطري، وخدمة المبدعين من خلال تبني مؤلفاتهم وأبحاثهم ونصوصهم الإبداعية، ونشرها وتوزيعها والتعريف بها عبر المشاركة في المعارض الدولية للكتاب داخل قطر وخارجها.
وأوضحت مدير دار كتارا للنشر أن إصدارات الدار حظيت بالاهتمام والإقبال لاعتمادها أعلى معايير الجودة، إخراجا وطباعة وتوزيعا، كما اتسمت بالتنوع في الإنتاج الثقافي، فشملت المؤلفات التوثيقية والتراثية، والأعمال الروائية والدراسات النقدية خاصة الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية.
وأضافت أن دار كتارا للنشر إلى جانب دور النشر الأخرى، ساهمت في تعزيز المشهد الثقافي، من خلال تبني إنتاج المبدعين وأبحاثهم ودراساتهم القيمة ونشرها، بهدف إثراء حركة التأليف والنشر وصناعة الكتاب، عبر جهود تنسجم مع رسالة كتارا في دعم المواهب وتشجيعها على الكتابة والبحث والتأليف والإبداع وتعزيز الإنتاج المعرفي والفكري.
ونوهت بازدياد إصدارات الدار باطراد كما ونوعا، من حيث المؤلفات الأدبية والكتب التوثيقية والمؤلفات التراثية والعلمية والأعمال الروائية والدراسات النقدية الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية خلال دوراتها المتصلة، والمجلات الثقافية مثل، ” الثقافة” الصادرة بالإنجليزية و”الجزيرية” المتخصصة في الخيل، و”الضاد” للأطفال، مشيرة إلى أن الدار من خلال مشاركاتها المستمرة في معرض الدوحة الدولي للكتاب ومعارض الكتاب الخليجية والعربية، عززت مكانتها في المشهد الثقافي القطري والعربي عبر إصداراتها باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والتي تلبي رغبات جمهور الثقافة.
ومن جهتها، قالت الريم محسن العذبة، مدير المشاريع البحثية في دار نشر جامعة قطر، إن الدار تمثل إحدى أهم المبادرات الاستراتيجية لجامعة قطر، وتجسد رسالتها، وتعد رافدا علميا للمؤسسات الوطنية المختلفة، وخطوة نوعية في بناء مجتمع المعرفة، موضحة أن الدار منذ التأسيس في 2018 تنتهج سياسة استندت إلى أحدث مؤشرات الأداء، ومعايير الجودة في عالم النشر الأكاديمي.
وأشارت إلى أن دار جامعة قطر للنشر، أبرزت من خلال حزمة من الإصدارات، الهوية الوطنية والمعالم السياحية والبيئية للدولة، وتميزت بتنوعها وثرائها، إذ شملت الدراسات الإسلامية، والقانون، والتاريخ، والثقافة، والتراث، والسياسة، والأدب واللغويات، والطب والهندسة، وأعمال الترجمة، والأعمال الموسوعية، ووقائع المنتديات والمؤتمرات، وسلسلة الكتب التدريسية، وسلسلة الدراسات القطرية، وسلسلة الرسائل العلمية، لعل من أبرزها كتاب (الزبارة: مدينة التراث العالمي في قطر) باللغتين العربية والإنجليزية بالتعاون مع متاحف قطر، وباكورة (موسوعة الاستغراب)، وهي أول موسوعة في العالم الإسلامي ترصد الغرب، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية، وكرسي الإيسيسكو لحوار الحضارات بجامعة قطر، ليصل مجموع إصداراتها ما يقارب الخمسين كتابا، بالإضافة إلى أكثر من عشرين كتابا تعدها للنشر، ضمن الخطة الجديدة للعام الأكاديمي (2022-2023)، فضلا عن اهتمامها بنشر بحوث المجلات وأوراق العمل والدراسات الأكاديمية العلمية.
ولفتت إلى اهتمام الدار بالمشاركة في تعزيز الحراك الثقافي بالدولة، فقد نظمت وشاركت في العديد من الورش والندوات، والمبادرات الرائدة والجلسات النقاشية الخاصة بتدشين كتبها بالتعاون مع الملتقى القطري للمؤلفين ومكتبة قطر الوطنية، وغيرهما، كما سجلت حضورها في الكثير من الفعاليات الثقافية في قطر، فضلا عن مشاركتها في عدد من معارض الكتب العربية والدولية.
ومن جهته تحدث السيد بشار شبارو المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن اهتمام الدار في نشر روايات وسير للبالغين، وقصص لليافعين والأطفال، إضافة إلى الكتب التعليمية والتثقيفية للمدارس، والكتب الأكاديمية للجامعات والباحثين، وكتب المعلومات والمراجع، منوها بأن عمل الدار لا يقتصر على مجالي الأدب والبحث العلمي، بل تدير منصة إلكترونية للمحتوى بطريقة الوصول الحر، حيث أثبتت الدار وجودها في مجال النشر الإلكتروني التعاوني، لتتيح الوصول بسهولة إلى الأبحاث العالمية المتقدمة في مجالات الطب والعلوم الحيوية والرعاية الصحية والعلوم الاجتماعية، والإسلامية والهندسية وغيرها.
وأكد المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر، الحضور القوي للدار في ساحة الترجمة، لا سيما ترجمة الأدب العالمي، وتتميز بترجماتها من اللغات الأجنبية إلى العربية والإنجليزية، كما تحظى بحقوق حصرية للنشر بالعربية لأعمال أدبية قيمة مثل أعمال الأديب الياباني كازو إيشيغورو، الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 2017، وروايات الكاتب الأفغاني الأمريكي خالد حسيني، صاحب الجوائز العالمية وغيرهما، كما تقدم ترجمات من اللغات الفرنسية والإسبانية والإيطالية والتركية والصينية واليابانية والروسية والهندية لمختلف الشرائح العمرية.
وقال :” إن مجموعة أعمال الدار تضم أعمالا مبتكرة وكلاسيكية من الأدب للصغار والكبار، ومنها الأعمال المخصصة للبالغين والمتنوعة في موضوعاتها ما بين التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية والمالية، وفي صنفيها الأدبي وغير الأدبي، فضلا عن مجموعة كبيرة من كتب الأطفال نال العديد منها جوائز عالمية مرموقة”.
وأشار المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر إلى اهتمام الدار بالمشاركة في أبرز المعارض المقامة في الدول العربية والأوروبية في إطار التزامها المستمر بتقديم أرقى الأعمال المنشورة للجمهور العربي والعالمي، منوها بحضورها على الساحة الثقافية الإقليمية، والذي يجتذب المزيد من التفاعل مع القراء المحليين والعرب مع كل دورة لمعارض الكتب، مؤكدا في الوقت ذاته على اهتمام الدار بتشجيع الكتاب القطريين خاصة من الشباب.
ومن جهتها، قالت الدكتورة عائشة جاسم الكواري الرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر، في تصريح مماثل لـ /قنا/ إن الدار منذ تأسيسها في 2017، عملت على تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها تشجيع المؤلفين القطريين، فقد برزت أسماء جديدة في عالم الكتابة والإبداع مع تأسيس الدار مثل الكاتب عمر المير والذي حصل إصدار له في معرض الكويت على الكتاب الأعلى مبيعا في عام 2019، والكاتب محمد المري، والكاتبة ميثة سلطان، وغيرهم، فيما لم نغفل إصدارات الكثير من كبار الكتاب القطريين كذلك، وهذا نجاح للكاتب والناشر والساحة الثقافية في قطر، بالإضافة إلى تعريف العالم بالمنتج الثقافي القطري عبر المشاركة في معارض الكتب المختلفة عربيا ودوليا، وتقديم مبادرات مجتمعية تساهم في الحراك الثقافي بالدولة مثل الصالون الثقافي وبيت الراوي وغيرهما.
وقالت :” إن الدار بعد ست سنوات من نشأتها أصبحت تهتم أكثر بالجودة في الاخراج والطباعة والتدقيق لضمان صدور كتاب ينافس في معارض الكتب، فضلا عن وجود معايير لاختيار الكتب التي تنشر وهي رصانة الكتاب وأهميته في مختلف المجالات الأدبية والدراسات العلمية، مؤكدة وجود تطور مستمر في نوعية الكتب الصادرة وجودتها”.
ومن جانبه، قال السيد إبراهيم البوهاشم السيد، مؤسس ومدير دار الوتد للكتب والمطبوعات ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الدار التي تأسست في 2017، تضع نصب أعينها خدمة الكاتب والقارئ في قطر، بالإضافة إلى تشجيع المؤلفين الشباب، وتطمح إلى تقديم كل ما يهم القارئ من حيث المادة المفيدة والإخراج اللائق، كما تهتم ببناء علاقات متنوعة مع دور نشر إقليمية وعالمية للإفادة من حقوق النشر أو من المواصفات الخاصة بالكتب وجودتها، لافتا إلى أن هذا الانفتاح، يأتي لمواكبة التطورات المتسارعة في صناعة النشر، والتي تتزامن مع التطورات التقنية الحديثة، والإفادة منها في رفع معايير سقف الجودة والإتقان في كل ما يخص الكتب والتأليف والتوزيع والنشر.
وأشار إلى أن الدار منذ نشأتها استقطبت العديد من الكتاب والمؤلفين القطريين، بالإضافة إلى المؤلفين العرب سواء المقيمين داخل دولة قطر أو خارجها من دول المغرب العربي والمشرق والهند، حيث يتم نشر الكتب المترجمة أو التي ترجمتها الدار إلى عدد من اللغات، أو النشر المشترك مع عدد من دور النشر.
وأوضح أن إصدارات الدار تتراوح سنويا ما بين 35 و45 عنوانا جديدا، لافتا إلى أن الدار لا تهتم بالنشر الورقي فحسب، بل بالنشر الإلكتروني أيضا، حيث إن الملتقى القطري للناشرين أسس موقعا إلكترونيا يرفده بالكتب الإلكترونية.
وأكد إبراهيم البوهاشم السيد، أن دار الوتد لها حضور محلي ودولي في معارض الكتب المختلفة عربيا ودوليا، لافتا إلى تنوه إصداراتها حسب مجالات المعرفة المختلفة، كالكتب المنشورة في مجال القانون والإدارة، والروايات، وكذلك قصص الأطفال وغيرها.
وأشاد بدور وزارة الثقافة في دعم دور النشر القطرية، سواء بالنشر أو بالحضور في المعارض الخارجية من خلال جناح وزارة الثقافة ممثلة في إدارة المكتبات، فضلا عن الأجنحة المتبادلة مع بعض دور النشر العربية، معربا إلى تطلعه وتطلع دور النشر القطرية إلى زيادة الإصدارات ورفع رقم الإيداع القطري خلال العام الجاري.
من جانبها قالت الكاتبة أسماء عبداللطيف الكواري مدير دار نبجة للنشر المتخصصة في أدب الطفل في تصريح لـ/قنا/، إن دار نبجة تعتبر أول دار متخصصة لأدب الطفل في قطر، تقدم كتابا معنيا بالقيم التربوية فهي تسعى ليكون نتاجها إرثا للطفولة، مؤكدة حرص الدار على تميز نوعية الإصدارات لتكون إضافة لعالم الطفل وللمجتمع، لافتة إلى أن كتاب الطفل التي تقدمه الدار يعكس القيم التي ينبغي أن يتربى عليها الطفل متخذة من البيئة القطرية والموروث القطري الأساس الحقيقي لتقديم منتجاتها، فالإصدارات تستهدف الفئة العمرية من 3 سنوات وحتى 15 سنة، وإن كانت الدار تسعى في استراتيجيتها الجديدة إصدارات موجهة لليافعين.
وأوضحت أن هناك مشاريع ثقافية تعني بها الدار من أبرزها “الناشر الصغير” الذي يقام بالتعاون مع ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، حيث يؤسس ليكون الطفل شريكا في صناعة النشر كتابة ورسما وطباعة وتسويقا، فضلا عن مشروعات ثقافية مع مؤسسات أخرى لتقديم كتاب نوعي للطفل.
وأكدت الكواري حرص دار نبجة للنشر على التواجد في المعارض العربية للتعريف بالإصدارات القطرية المتخصصة في أدب الطفل، فضلا عن مساهمة الدار في تعزيز الحراك الثقافي في هذا المجال.