إبداعات.. الفصول الأربعة للسياحة القطرية
ضرورة تفعيل الأنشطة الثقافية والتراثية بالمناطق الشمالية والساحلية

حققت الدولةُ إنجازات رائدة خلال السنوات الماضية بالبنية التحتيَّة بكل ما تمتلكه من قوة اقتصاديَّة ومعايير وجودة عالمية عند استضافة كأس العالم ٢٠٢٢ من خلال نظرة مُستقبليَّة ذات أبعاد اقتصادية تنمويَّة تشمل كافة القطاعات، والجميع لامس هذه التحولات في شتَّى المجالات والخدمات بمعايير دوليَّة مواكبة للانفتاح الاقتصادي والتكنولوجي والتحديات وإدارة الأزمات.
ولعبت الرياضةُ دورًا كبيرًا وفعالًا في هذه التحولات والتي كانت تتطلب خدمات ومقومات مميزة مصاحبة، وتفوقت دولة قطر في خوض التجربة بكل مراحلِها بتميز وجودة عالية عزَّزت من مكانة الدولة عالميًا، وصاحبها اختيارها عاصمة للسياحة العربية ٢٠٢٣، واستطاعت من خلالها أن تقدم خدمات ومقومات رياضية وصحية وسياحة قطرية بمعايير دولية.
وأصبحت السياحةُ القطرية محط اهتمام الدول وأنظار العالم، وذلك ليس وليدَ اللحظة، بل ينبع من تطلعات القيادة لتنويع الاستثمار الاقتصادي، لتكون قطر على خريطة العالم بكل المقومات التي تمتلكها، وتواكب كل بوادر التقدم العالمي، حيث إنَّ السياحة ستلعب عاملًا كبيرًا لكل الانعكاسات الاقتصاديَّة والسياسيَّة والرياضيَّة والتنموية بقدوم العالم إلى قطر على مدار العام، وتكون وجهتهم المفضلة خلال الفصول الأربعة.
وذلك يتطلبُ منظومةً مُتكاملةً ذات استراتيجية منظمة تضامنًا مع كل القطاعات بالدولة، والأمر ليس متروكًا على هيئة السياحة فقط كجهود إدارية وتنظيميَّة وتنفيذيَّة، ولكن نعتبرها سياحة مشتركة بين كل قطاعات الدولة، وكلٍ منها له دور فعال وحقيقي لتنشيط السياحة القطرية، ولا بدَّ من رفع مستوى الوعي بمفهوم وأهمية السياحة لدى كل شرائح المجتمع، والتنسيق ما بين هيئة السياحة ووزارة الثقافة، وكل وسائل الإعلام، والمراكز الشبابية، والمدارس والجامعات، لما لها من تأثير قوي وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمجالس الشعبيَّة، ووضع الفعاليات والمهرجانات والمعارض والمُؤتمرات بصورة مُتوافقة مع الفصول الأربعة، وذات محتوى ثقافي قطري وتسويق يشمل كل أرجاء الدولة وتهيئة كل شرائح المجتمع والقطاعات بصورة تناسب ثقافة الدولة.
وربط الفعاليَّات منذ استقبال السائح في اللحظة الأولى بالدولة، وحتى مغادرته المطار والبحر والبر والفنادق والمطاعم والمجمعات والمنتجعات، واختيار جودة الفعاليات الثقافية القطرية الأصيلة من خلال واجهة قطرية عربية، وتزويد العاملين بالفنادق والمنتجعات بجداول الفعاليات والأماكن بالدولة.
ولا بدَّ من تسهيلات حقيقية في تذاكر الطيران والخدمات الداخلية وأسعار الفنادق بصورة متلائمة مع ارتفاع الأسعار والتضخم الاقتصادي في العالم، ووفرة العروض التسويقية، وذلك سيشجع السياحة الداخليَّة للمواطنين ودول مجلس التعاون وأهالي وأصدقاء المُقيمين بالدولة مع السيطرة على ارتفاع الأسعار واحتكار السلع.
وتفعيل الفعاليات الثقافية البحرية والبرية والترفيهية مع فصول السنة بالتركيز على الثقافة القطرية والعربية، وذلك لأنه رغم الانفتاح الاقتصادي والرقمي ما زالت الهُوية الثقافية القطرية العربية لها مذاق مُختلف للباحثين عن الروح العربية الأصيلة.
وتخصيص أماكن مفعلة بالفعاليات والمهرجانات على مدار العام، بكل أرجاء الدولة وتفعيل أنشطة ترفيهية ثقافية لكل المطاعم والكافيهات تحمل في مضمونها الثقافة القطرية والهُوية العربية.
والسياحة العربية أصبحت محط اهتمام السائحين العرب قبل الأجانب لما تتوفر عليه من مقومات السياحة لكل شرائح الثقافات العربية والأجنبيَّة.
إنَّ السياحة الترفيهية والثقافية والتسويقية محط أنظار السائح القطري والعربي والدولي، ولا بدَّ من وضع كل أنواع الفعاليات والخدمات بما يتلاءم مع أذواق السائحين من المُواطنين والمُقيمين والعرب والأجانب، وستجد الجميع يبحث عن الأسعار والفعاليات والخدمات والمعاملة اللطيفة.
ولا بد من تفعيل الفعاليات بالمناطق الشمالية والساحلية بأجواء ثقافية تراثية وقد نجح الكثير مع ضيوف كأس العالم.
ولماذا لا يكون هناك منتجعات وحدائق تحمل التراث الثقافي بأسماء شخصيات بارزة في مجالات الثقافة والرياضة، وغيرها بصورة سياحية ترفيهية ثقافية تعزز التاريخ القطري والعربي مع استثمار الصحراء بالشتاء بالفعاليات التراثية والشعبية.