من دروس الحياة.. لا تصبح منانًا ولا تكن ناكرًا
كن شخصًا لا ينكر ولا يذل بل يفعل الخير خدمة للآخرين

كوننا في هذه الحياةِ المليئة بالأحداث المتنوعة، فنحن أساس هذه الأحداث؛ لأننا من نفعل هذه الأحداث والمواقف وأحيانًا كثيرة نحتاج للبعض، خصوصًا في الأيام الصعبة أو الأيام التي نحتاج فيها بعضًا من الدفع المعنوي أو قد يكون أحيانًا خدمة بسيطة من شخص ليس الغرض منها مصلحة، ولكن من الممكن تقديم المساعدة ولو بشكل بسيط، من غير شرط أن يكون شيئًا كبيرًا، المهم أنه عندما طلبت يد العون وجدتها بجانبي وتساعدني…
ولكن هنا ليس الموضوع، الموضوع يبتدئ بعد تقديم المساعدة أو الخدمة يبتدئ عندما يتفعَّل موضوع الخدمة، وتكون له نتائج، وتكون النتائج إيجابيَّة ويسعد الشخص أنه -فعلًا- هنالك أحد قدَّم لي المساعدة أو الخدمة وانحلت مُشكلتي بالفعل، ولكن الذي قدَّم الخدمة لهذا الشخص لا يرى نفس ما يراه الذي ساعدَه بل يحقد ويمنُّ عليه، بمعنى يجعل كل حياته بكلمة (أنا)، أنا الذي ساعدتك، وأنا الذي صنعتك، وأنا الذي صنعت لك الخدمة، بمعنى آخر أن الخدمة من هذا الشخص الذي ساعده أصبحت نقمة، أصبح الوضع أنه يتمنَّى أنَّه لو لم يتم خدمته بالأساس بسبب ذلة هذه الخدمة التي فعلها له.. وهنالك النوع الصامت أو الناكر الذي تخدمه وتساعده، وبالمقابل لاشيء، كأنك لم تفعل شيئًا من الأساس، كأنك لم تخدمه أصلًا ساعدته بالخدمة، وذهب ولم يعد، الصحيح أن كل ما يفعله الشخص من خدمات لوجه الله تعالى، ولكن أيضًا من الجميل أن بين فترة وأخرى تشكر هذا الشخص على خدمته، وهو أكيد لا ينتظر منك أن تشكره، ولكن الكلمة الطيبة وجبر الخاطر صدقة، وشيء جميل يبقى بالقلب.
بنهاية الأمر لا تكن منانًا ولا تكن صامتًا، كن شخصًا لا ينكر ولا يذل، كن شخصًا يفعل كل خير سواء فعلت خدمة لشخص وانتهى دورك، ولا تذكره كل يوم بخدمتك، ولا تكن شخصًا أحدُهم خدمك بشيء ما، ولو أقل شيء، فيجب أن تقدره بكلمة شكر.