كتاب الراية

خواطر الفكر.. لهذا نحن مسلمون فطرة الإيمان بالله الواحد

قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطرِ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ

إنَّ التعرفَ على فطرةِ الإنسانِ يبدأُ من التساؤُل حول طبيعةِ إقرارِ البشرِ بالخالق العظيم، أهو أمر جليٌّ تدركُه الأنفسُ كلُّها بيسير التفكُّر، أم هو أمرٌ شاقٌّ يكتنفه الغموضُ، يغيب عن الكثيرين ويتطلب الجهد الكبير لإدراكه، وبالنظر إلى مُسلمات البشر البديهية والحقائق المتفق عليها فيما بينهم يمكننا القول: إنَّ منطق الإقرار بالله الواحد هو حقيقة باهرة كالشمس في رابعة النهار لما سيتم بيانه تاليًا:

– الله الخالق العظيم: فهذا الخلق والإبداع المشاهدان يحتاجان إلى العلم والقوة العظيمة الخلَّاقة.

فالبشر جميعُهم مُتفقون لا خلقَ ولا إبداعَ بدون الإرادة ذات القدرة والعلم، فإنَّ عظم الخلق يدل على عظمة الخالق، فالرجل القوي شديد الصرعة لمن حوله، لا يمكنه أن يكتبَ موسوعةً علمية «فهي قوة ينقصها العلم اللازم»، وكذلك المهندس الخبير المصمم لناطحة سحاب لن يستطيعَ عمرانَها «فهو علم تنقصُه القدرةُ والإمكانيةُ اللازمة». وعلى هذا مضى منطق البشر وتطوروا اعتمادًا عليه «الإنجاز يتطلب الإرادة مع العلم والقدرة».

– الله المدبر الواحد: وهذا النظام الدائم للقوى المختلفة إنما يشيرُ إلى مدبرٍ واحدٍ قيُّومٍ على نظامه، ومثال ذلك النظام الشمسي الماثل أمامنا بحركته الدائمة بدون اختلال فيه مع احتمال تداخل الكواكب الأخرى معه فإننا نتنعَّم بنظامه بتقدير مدبره.

ومما لا جدال فيه أنَّ القوى المختلفة بحاجة للقوي العليم لتدبيرها وتنظيمها لاستمرار عطائها، نعم إنَّ ذلك من مسلماتنا، فنحن لا نترك الإدارات المختلفة بدون مدير حاذق ناظم للجهود وضابط للاختلاف، وكذلك ألا يتولى إدارة النظام الواحد مديرون للفساد الحاصل نتيجة اختلاف الإرادات والرؤى.

– الله العظيم الكريم: إن وجود الله الخالق هو حالة إيجابية لنا بكل المقاييس، فكل ما حولنا ينطق بعظمته جل وعلا وقدرته ووجودنا يدل على جوده وعطائه، سبحانك اللهم، فإحسانه يستوجب شكرنا، ومن الطبيعي لكل إنسان أن يسعى للتعرف على خالقه الكريم. هذا الاتجاه هو الفعل الطبيعي الأولي لنا كبشر والمعارض في هذا لن يأتي بمنطق سليم، عدا من أثر سبيل الجحود على الشكر، فأغمض عن حقائق فطرته واستغرق في الظنون والأوهام.

وعليه نحن قوم لم نتهرب من حقائقنا وظننا بخالقنا خيرًا «وهل يظن بالخالق الكريم غير ذلك»، وكان اختيارنا أن نمضي في مسيرة التعرف عليه ولسان حالنا ينطق «إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ».

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X