
الدوحة – الراية:
يستعدُّ جاليري المرخية لإطلاق معرضه الجديد «رفقاء عمر» غدًا والذي يحتضن أعمال فنانين من أهم المُبدعين في العالم العربي وهما الفنانان مصطفى عبد المعطي والحاصل، مؤخرًا على جائزة النيل للفنون، ورفيقة دربه الفنانة رباب نمر، وذلك بمقره في مطافئ – مقر الفنانين، ويعد المعرض الذي سيقام بالشراكة مع جاليري الزمالك، بمثابة فرصة فريدة لمحبِّي الفن ومتذوقيه للاقتراب من عالم الفنانين للتعرف عليهما وعلى رحلتهما الثرية من جديد وبعين أخرى، لا سيما مع صدور مجموعة الكتب التي تؤرخ لمشوار كل منهما الفني منذ البداية.
ويقدم جاليري المرخية المعرض المشترك المزمع انطلاقه غدًا في تمام الساعة السادسة مساءً، ويكمن جوهره في الاحتفاء بالرحلة التي جمعت الزَوجيْن الفنانَينْ رباب ومصطفى، والتي بدأت منذ لقائهما بكلية الفنون الجميلة في الخمسينيات، لا يفصل بينهما في الدراسة سوى عام واحد، حيث يعتبر مصطفى عبد المعطي واحدًا من خمسين طالبًا من أوَّلى دفعات «فنون جميلة» بالإسكندرية، وأحد أربعة عشر طالبًا حازوا درجة الامتياز عن مشروعه «وكالة الخضر»، بينما التحقت رباب بالكلية في العام التالي، لينجذب عبد المعطي لابتسامتها وإنسانيتها ودعمها لكل المحيطين، تلك المحبّة التي يؤكدها بكلماته قائلًا: «رباب إنسانة معطاءة، وصبورة، تحب كل من حولها، وتفيض محبتها لتشمل كل الكائنات الحية والنباتات، لا سيما نبات الصبار الذي يحمل كذلك صفة الصبر، واتضح صبرها أيضًا في أعمالها الفنية التي قدمتها بمساحات ضخمة على صعوبة التكنيك الذي تستخدمه في الرسم بأقلام الرابيدو للتحبير بأرفع الأسنان، لتبدو وكأنَّها تتعبد حين ترسم وحين تقترب من المسطح لتتوحد معه.
أما الجانب الآخر من الحكاية التي صاغتها رباب نمر بصبرها، هو أن الفضل يرجع لها في الاحتفاظ بكل تلك الإسكتشات المعروضة لزوجها مصطفى عبد المعطي منذ أن كان طالبًا.. تلك الخبيئة الفنية التي كشفت عنها مؤخرًا، ليفاجأ بها الفنان نفسه، إذ لم يكن يعرف بوجودها، وأن رفيقة الرحلة قد احتفظت بها طوال تلك السنوات، بل كانت المُحفز له لتجميع كل أعماله الفنية في ثلاثة كتب، يتناول الكتاب الأول الذي يحمل عنوان «الستينيات» تلك الفترة التي اتسمت بوجود مساحة كبيرة للتجريب، ويضم الكتاب مجموعة من الإسكتشات والأعمال التي يرى الجمهور كثيرًا منها لأول مرة ليقترب من خلالها من تلك المرحلة التي شكلت جوهر تجربة عبد المعطي، بينما يقع الكتاب الثاني في جزأين، يحمل الأول عنوان «عالم الصمت»، ويتناول الفترة من السبعينيات وحتى عام 2005، بينما يتناول الجزء الثاني والذي يحمل عنوان «فضائيات» الفترة من 2005 وحتى عام 2021.