اخر الاخبار
قطر في مقدمة الدول التي هبت لإغاثة ضحايا الزلزال

الجهود الدولية تتوحد لإغاثة ضحايا الزلزال التركي السوري

الدوحة – قنا :

في لحظات إنسانية وتاريخية نادرة، تناسى العالم خلافاته وأزماته وصراعاته، واتحدت جهوده لإغاثة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب، فجر أمس الاثنين، مناطق شاسعة في جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا، وبلغت قوته سبع درجات وثمانية أعشار الدرجة، تلاه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بلغت قوته سبع درجات ونصف الدرجة، متسببا في وفاة ما يقرب من خمسة آلاف شخص، وأكثر من 24 ألف جريح.
وترك الزلزال الأول وراءه ملايين المشردين ودمارا هائلا بالمباني والممتلكات، وقد انطلقت جسور جوية وفرق إغاثة عاجلة من مختلف دول العالم ومنظماته ومؤسساته الإنسانية نحو المناطق المنكوبة، لتخوض سباقا مع الزمن لإنقاذ مئات العائلات والأشخاص الذين حاصرتهم أنقاض آلاف المباني المدمرة، وأعلنت تركيا أنها تلقت المساعدة من خمس وأربعين دولة.
وكانت دولة قطر في مقدمة الدول التي هبت لإغاثة ضحايا الزلزال، وتنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أطلقت دولة قطر جسرا جويا لدعم الجمهورية التركية الشقيقة لمواجهة الكارثة، حيث رافق أولى رحلات الجسر الجوي فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي (لخويا)، مجهز بآليات متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى مستشفى ميداني ومساعدات إغاثية وخيم ومستلزمات شتوية، كما خصصت دولة قطر 10 آلاف منزل متنقل سيتم نقلها إلى المناطق المتضررة.
وأجرى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، اتصالا هاتفيا صباح أمس “الاثنين” بأخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، أعرب خلاله عن تعازيه ومواساته لفخامته وللشعب التركي الشقيق في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة محافظات جنوبي البلاد، سائلا الله -عز وجل- أن يشملهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
كما أعرب سمو أمير البلاد المفدى، خلال الاتصال، عن وقوف دولة قطر بجانب الجمهورية التركية الشقيقة في التخفيف من التداعيات الإنسانية الخطيرة التي خلفها الزلزال، متمنيا سموه للمصابين الشفاء العاجل.
وأكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عبر حساب سموه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وقوف دولة قطر مع شعبي تركيا وسوريا الشقيقين، وتقديم كافة الدعم اللازم للتخفيف من آثار الزلزال.


هذا وقد أعلنت “قطر الخيرية” عن مباشرة الفرق الميدانية التابعة لها توزيع المساعدات الإغاثية العاجلة على المتضررين من الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري، وذلك بالتزامن مع إطلاقها حملة إغاثية عاجلة بعنوان “أغيثوا متضرري الزلزال – تركيا وسوريا”، وذكرت أنه استجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة تم البدء مباشرة في توزيع 27 ألف وجبة غذائية ساخنة على المتضررين مناصفة ما بين الداخل السوري وتركيا بقيمة 400 ألف ريال، مضيفة أن قافلة تحركت من الدوحة نحو المناطق المتضررة تحتوي على 4 شاحنات، تتضمن مستلزمات طبية وإسعافات أولية وملابس ومواد غذائية بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من نصف مليون ريال.


وأوضحت أنه يجري الإعداد حاليا لتنفيذ 30 قافلة إغاثية تتضمن مواد غذائية وغير غذائية بقيمة 5.1 مليون ريال، ليكون إجمالي المساعدات في المرحلة الأولى أكثر من 6 ملايين ريال، كما يتم العمل حاليا على إعداد خطة بقيمة 21.9 مليون ريال، تشمل استجابة عاجلة بقيمة 7.3 مليون ريال، ومشاريع الإنعاش المبكر، وإعادة الإعمار بقيمة 14.6 مليون ريال.

وفيما أعلن الرئيس التركي حدادا وطنيا لسبعة أيام، كشفت السلطات التركية أن الزلزال ألحق الضرر بمنطقة يقطنها 13.5 مليون نسمة في 10 ولايات، مشيرة إلى أن منطقة تأثير الزلازل غطت مساحة تقارب 110 آلاف كيلو متر مربع، وأحصت انهيار أكثر من 5700 مبنى في العديد من المدن، فيما يشارك أكثر من أربعة وعشرين ألف شخص في عمليات الإنقاذ في المدن المتضررة، لا سيما “أضنة” و”غازي عنتاب” و”شانلي أورفا” و”ديار بكر” و”إسكندرون” و”أديامان”.
وسجلت أكبر الأضرار بالقرب من مركز الزلزال الذي وقع بين “قهرمان مرعش” و”غازي عنتاب”، حيث دمرت تجمعات سكنية بأكملها، وتضررت خطوط أنابيب الغاز التي تغذي المنطقة أيضا، ما أدى إلى حرمان محافظات “هاطاي” و”كهرمان مرعش” و”غازي عنتاب” من الغاز.
وفي أنحاء سوريا، قتل أكثر من ألف وستمائة شخص على الأقل في حصيلة جديدة غير نهائية، وأصيب أكثر من 3500، وفق ما أعلنت عنه الصحة السورية وفرق إغاثة.
ويواصل عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا بأيديهم العارية ووسط برد قارس وأمطار غزيرة عمليات البحث عن ناجين بين أنقاض آلاف المباني المدمرة، ويعرقل سوء الأحوال الجوية في منطقة الأناضول التركية عمل فرق الإنقاذ، ويزيد معاناة الناجين الذين يعانون البرد بالخيام التي نصبت وحول مواقد النيران التي أقيمت في المناطق المنكوبة، وتشكل عملية إدارة رعاية الناجين تحديا إضافيا أمام فرق الإغاثة، فيما تشل الأحوال الجوية في تلك المنطقة الجبلية المطارات الرئيسية حول “ديار بكر” و”ملطية” مع تواصل تساقط الثلوج بكثافة.
ووفقا لمعاهد مختصة، وقع الزلزال على عمق نحو 17.9 كيلومترا، وكان مركزه في منطقة “بازارجيك” في محافظة “كهرمان مرعش” التركية بجنوب شرقي البلاد، وعلى مسافة 60 كيلومترا من الحدود السورية.
وتعد هذه الهزة الأشد في تركيا منذ زلزال 17 أغسطس 1999، الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في مدينة إسطنبول.
وفي مؤشر على قوة الزلزال وشدته، فقد شعر به السكان في لبنان ومصر وقبرص التركية وشمال العراق وغرينلاند والدنمارك، وسجلت مراكز الرصد المختصة بالزلازل أمس “الاثنين” ما لا يقل عن 185 هزة ارتدادية تلت الزلزال الأول.
وتوقعت المراكز ذاتها تواصل الهزات الارتدادية بقوة قد تصل إلى ست درجات وسبعة أعشار الدرجة، داعية السكان للبقاء بعيدا عن الأبنية المتضررة والمتصدعة، مثلما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قد يتسبب بسقوط ثمانية أضعاف عدد الضحايا المعلن في الأرقام الأولية، وتوقعت ارتفاع أعداد الضحايا بشكل كبير في الأسبوع الذي يلي الزلزال.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X