قطر داعم كبير لاستقرار المنطقة
الدوحة تلعب دورًا بارزًا لتقريب وجهات النظر وإحياء الاتفاق النووي
انعقاد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي في إيران قريبًا
مفاوضات جارية لمشاريع استراتيجية مشتركة تخدم المنطقة
فرص استثمارية هائلة في مجال السياحة العلاجية والطبية

الدوحة – إبراهيم بدوي:
أكد سعادة السيد حميد رضا دهقاني، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الدولة أن قطر وإيران تربطهما علاقات تاريخية راسخة ومتميزة وازدادت قوة ونموًا في جميع المجالات بفضل حكمة قيادتي البلدين. وأعرب سعادته في حوار مع الراية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لإيران، عن ترحيب بلاده الدائم بكل ما يخدم ويدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، قائلًا إن الأشقاء في قطر يلعبون دورًا بارزًا في هذا الصدد من خلال المساعدة في معالجة وتسوية الملفات الإقليمية والعالمية على حد سواء، وخير مثال استضافتها المفاوضات الرامية لإيجاد حل للملف الأفغاني وسعيها لتقريب وجهات النظر فيما يخص مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بين إيران ودول ٤+١ (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين). وقال سعادة السفير الإيراني إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين تعكس متانة العلاقات والرغبة في رفعها إلى أعلى المستويات لافتًا إلى انعقاد لجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين البلدين في إيران قريبًا.
كما أكد اهتمام إيران بمشاركة رفيعة المستوى في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس لأقل البلدان نموًا الذي تستضيفه الدوحة خلال الفترة ٥-٩ مارس قائلًا إن عقد مثل هذا المؤتمر في قطر يدل على مكانتها في المساهمة بتنمية وازدهار العالم، فيما أعرب عن تطلعه إلى تنمية وتطوير العلاقات القطرية الإيرانية بما يعود بالنفع على شعبي البلدين وشعوب المنطقة ككل وغيرها من التفاصيل في سطور الحوار التالي:
علاقات راسخة
- بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لإيران، ما تقييمكم للعلاقات القطرية الإيرانية وأبرز تطوراتها في الآونة الأخيرة؟
بداية أتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة للشعبين التركي والسوري وأسر الضحايا في هذا المصاب الأليم في كارثة الزلزال، راجيًا من العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان، وللمصابين الشفاء العاجل. أما بالنسبة لعلاقاتنا مع الجارة الشقيقة والصديقة قطر، فإن العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين هي علاقات تاريخية راسخة ومتميزة، يطبعها الود والاحترام ومبنية على أواصر الأخوة ومبادئ حسن الجوار. ولا شك بأن هذه العلاقات وخاصة خلال الفترة الماضية ازدادت قوة ومتانة ونموًا في جميع المجالات وذلك بفضل حكمة وحصافة قيادتي البلدين وإرادتهما السياسية الراسخة في تمتين وتطوير العلاقات الثنائية مع التأكيد على أهمية وضرورة التعاون والتفاهم والتنسيق المستمر بين البلدين الجارين. كما أن الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين ومنها زيارة فخامة الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى قطر ومشاركته في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز بالدوحة والتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين خلال هذه الزيارة، ومن ثم زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر الشقيقة إلى طهران، وانعقاد أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة هنا في الدوحة فضلًا عن الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين، كلها كانت تعبيرًا عن مكانة ومتانة العلاقات الثنائية ومناسبة لتجديد إرادة قيادة البلدين في رفعها إلى أعلى المستويات.
اللجنة المشتركة
- ما الجديد على أجندة التعاون بين البلدين هذا العام، هل من مشاركات لوفود متبادلة أو زيارات رفيعة أو اتفاقيات جديدة؟
لا شك أن الحفاظ على وتيرة العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين يستدعي مواصلة الزيارات البينية وتبادل الوفود بين الجانبين وبطبيعة الحال ستكون ترجمتها عبر التوقيع على الاتفاقيات الجديدة أو متابعة وتنفيذ المذكرات السابقة. كما أننا مقبلون على انعقاد الدورة التاسعة للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين البلدين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
المؤتمر الأممي بالدوحة
- تستضيف قطر مؤتمر الأمم المتحدة لأقل البلدان نموًا الشهر المقبل، ما مدى اهتمام إيران بهذا المؤتمر ومستوى المشاركة وما دلالات إقامته في قطر لأول مرة في المنطقة؟
نحن مهتمون جدًا بالمشاركة في هذا المؤتمر لاسيما أنه ينعقد في بلد جار وشقيق وعزيز علينا وتسعى إيران للمشاركة فيه على مستويات رفيعة. وعقد مثل هذا المؤتمر في قطر يدل على مكانة هذا البلد في المساهمة بتنمية وازدهار العالم.
قطر والاتفاق النووي
- تتمتع قطر وإيران بتشاور دائم، إلى أي مدى يساهم هذا التشاور في تعزيز أمن واستقرار المنطقة خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني؟
لا شك أن التأكيد على الحوار والابتعاد عن تعقيد الأمور وتأزيم الأوضاع يعد أحد الثوابت المُهمة والرئيسة في السياسة الخارجية الإيرانية، ومن هذا المنطلق فإن
الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب دائمًا بما يخدم ويدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، والأشقاء في قطر يلعبون دورًا بارزًا في هذا الصدد من خلال المساعدة في معالجة وتسوية الملفات الإقليمية والعالمية على حد سواء، وخير مثال على ذلك هو ما قامت به الشقيقة قطر في استضافتها لمفاوضات الدوحة الرامية لإيجاد حل للملف الأفغاني ومن ثم سعيها لتقريب وجهات النظر فيما يخص مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بين إيران ودول ٤+١.
التعاون الاقتصادي
- ما تقييمكم لعلاقات التعاون الاقتصادي والتجاري وأفق تعزيز الاستثمارات المتبادلة في البلدين، وهل هناك مفاوضات لتعزيزها؟
هناك مفاوضات تجري بين مختلف القطاعات الاقتصادية بالبلدين لأجل بلورة المشاريع الاستثمارية المشتركة التي يعد بعضها مشاريع استراتيجية تخدم المنطقة. وعلى سبيل المثال هناك فرص استثمارية هائلة في مجال السياحة خاصة السياحة العلاجية والطبية، مثل بناء الفنادق والمرافق السياحية وإنشاء المستشفيات والمستوصفات الطبية وعلينا ألا ننسى بأن هناك ما يقارب 50 رحلة جوية مباشرة بين مطارات البلدين غير الرحلات غير المباشرة وتمثل إمكانية وطاقة لا يستهان بها للنهوض بالتعاون الاقتصادي بين البلدين.
قطاع الطاقة
- قطر وإيران من الدول الغنية بالطاقة، كيف ترى التعاون بين البلدين في هذا القطاع المهم خاصة الغاز الطبيعي وسبل تطويره؟
بالنظر إلى الحقل الغازي المشترك بين البلدين فإن هذا الأمر يوفر لنا فرصة ثمينة للعمل معًا في مجال الاستثمار المشترك في الحقول الغازية والتحول معًا إلى أكبر شراكة غازية في العالم وتشكيل أكبر شركة مشتركة لتصدير الغاز في العالم.
الجالية الإيرانية
كيف تنظرون إلى دور الجالية الإيرانية في تعزيز علاقات البلدين والمعاملة التي يتلقونها في قطر؟
الجالية الإيرانية موجودة في قطر منذ قديم الزمان وساهمت في برامج التنمية والبناء في هذا البلد الشقيق وتتلقى معاملة جيدة على كافة المستويات الرسمية والشعبية وتعمل في مختلف القطاعات الحيوية في قطر.
كلمة أخيرة سعادة السفير عن رؤيتكم لمستقبل العلاقات القطرية الإيرانية في السنوات المقبلة؟
نتطلع إلى المزيد من تعزيز علاقاتنا الراسخة والمتميزة في مختلف قطاعات التعاون ذات الاهتمام المشترك وسوف نواصل العمل مع الأشقاء في قطر من أجل تطوير علاقات التعاون إلى أعلى المُستويات بما يعود بالنفع على شعوبنا وشعوب المنطقة ككل.