لماذا؟.. التهاون في خدمة ما بعد البيع
المماطلة والتسويف يضرّان بالمشتري والتاجر في الوقت نفسه

انتقلتْ عدوى التَّهاونِ والإهمالِ السَّائدة في بعضِ الأعمالِ إلى خدمة ما بعد البيعِ لتطال بعدواها البغيضة أسماء بعض الشركات الكبرى في بيع الأجهزة الإلكترونيَّة كالثلاجات والأفران، والغسالات والمكيفات وطالت حتى شركات السيارات، وشركات تبيع علامات عالمية لها سمعتُها الرائدة في عالم السوق والتجارة.
عند عملية الشراء تقدَم للمُشتري مختلف الإغراءات لجذبه، وبعد تسلمه الجهاز الذي اشتراه أو السيارة تبدأ عملية الجري خلفهم في حال حدوث أي عطل طارئ، علَّ وعسى يستجيبون ويسارعون لطلب إصلاحه، أول سؤال يتلقاه المشتري من الشركة هل الجهاز المطلوب تصليحُه ما زال تحت الضمان أو انتهت مدة ضمانه، وفي ضوء الإجابة تبدأ المعاناة، تحت الضمان يطول الانتظار، انتهتْ مدَّة ضمانه لو بأيامٍ يتحرك عمال الصيانة لأخذه للورشة.
للأسف يتناسى القائمون على هذه الشركات الكبرى أنَّ التهاون والإهمال في إجراءات خدمات ما بعد البيع يضران بسمعة الشركة إضرارًا كبيرًا لا يعوضه كثرة الدعايات والإعلانات البراقة التي تكلفها الكثير.
عندما تهتمُ الشركات بخدمة ما بعد البيع يتناقل الناسُ فيما بينهم جودة ومصداقية الشركة في هذا الجانب الحيوي المهم، ويقبل الناس على الشراء منها.
تروي بعضُ الأخوات معاناتهنَّ في الجري خلف ورش صيانة شركات مشهورة في السوق، إحداهن اشترت غسالة ملابس وبعد بضعة أشهر أصابها العطب رغم كونها من ماركة مشهورة، وأخرى اشترت ثلاجة، وثالثة اشترت فريزرًا، ورابعة اشترت سيارة عانين الأمرَّين وهن يتصلن هاتفيًا بمعرض المبيعات، ويتم تحويلهن لورش الصيانة، ويتم إعطاؤُهن مواعيد متباعدة حتى أصبن بخيبة أمل من الجري خلفها، وتقول صاحبة الغسالة: إنها اضطرت لشراء غسالة من شركة أخرى، سوء التعامل في خدمة ما بعد البيع يدفع المتضررين لتحذير أهلهم وأصدقائهم من الشراء من الشركات السيئة في خدمة ما بعد البيع.
خدمة ما بعد البيع أمانة في أعناق التجار تحتمها قوانين البيع والشراء والتجارة، المماطلة والتسويف في هذا الجانب لا يضران بالمشتري فقط بل يضران في الوقت نفسه بسمعة التاجر وشركته مهما كان حجمها واسمها التجاري في السوق.