الصج.. ينقال.. التجديد في الحياة الزوجية
ما هي الأسباب التي تقود الزوج أو الزوجة للشعور بالملل ؟

لا شك أن الإحساس بالملل حالة خطيرة، فمهما بلغت أشغال الإنسان ونشاطاته اليومية إلا أنه سيصل إلى مرحلة الملل، فالملل قد يأتي من طول مدة الفراغ، وقد يأتي من ضغط العمل، فهو حالة نفسية تشبه الاكتئاب نتيجة تواتر الروتين اليومي وانعدام كل جديد في الحياة، وفي كلتا الحالتين فإن عواقبه وخيمة على جميع الصعد، ولذلك فلا بد من التغلب عليه خشية أن يتحول إلى دوامة يصعب الخروج منها، وإذا لم يتم الإسراع في علاجها فقد تقود الفرد إلى الإحباط واليأس، ليس هذا فقط بل قد تؤدي إلى محاولة التخلص من الحياة وتكون أشد خطورة إذا ما ألقت بظلالها الكئيبة وغير المحتملة على بيت الزوجية وبدأت في التسرب إلى نفس الزوج وكذا الزوجة.
هناك من علماء النفس من يرى أن سبب الملل في حياة الزوجين يعود إلى الروتين المقيت وعدم التجديد، ويضخم ذلك الإحساس تحلي الزوجين في بداية زواجهما بروح التفاؤل والتفكير الرومانسي الخيالي الأكثر في الجانب العاطفي منه من الجانب العقلاني، وبالتالي تحدث الصدمة عندما يكتشفان أن الحياة الزوجية مثلها مثل أي حياة أخرى لها إيجابياتها وكذا سلبياتها، ولا شك أن الشعور بالملل الزوجي يولد في نفس كلا الطرفين نتيجة ظروف الحياة وتطلعات الزوج والزوجة إلى وضع أفضل رسماه في مخيلتهما ولم يتحقق لهما على أرض الواقع لأن الحياة الزوجية بطبيعة الحال تختلف اختلافًا جذريًا عن فترة الخطوبة التي تتسم بطبيعة الحال بالرومانسية والخيال الواسع والأحلام الوردية العذبة الصعبة إن لم يكن من المستحيل تحقيقها.
وهنا نتساءل، من الذي يتحمل مسؤولية الإحساس بالملل، الزوج أو الزوجة أو الاثنان معًا؟ وكيف يمكن إحداث تجديد في الحياة الزوجية، ومن الذي يقود عملية التجديد ؟
ومرة أخرى نتساءل أيضًا، أليس من المفروض أو من الواجب أن يستقطع الزوجان جزءًا من حياتهما من أجل رعاية حبهما لأنه عماد تلك الحياة ؟ لماذا لا يتعامل الزوجان كصديقين فيتبادلان الكلمات «الوردية» العذبة الودودة المليئة بكل مشاعر الحب حتى في أحلك الظروف، لأنها تشد أزر الطرف الآخر وتشعره بالحماس والأمل والسعادة وبأنه يحمل في قلبه المحبة، ثم أليست الحياة الزوجية تعاونًا ومشاركة وتوافقًا وتفاهمًا؟
كيفية التغلب على الملل
التعرف على أسباب الملل ومُسبباته، فعلى المرء أن يسأل نفسه عن سبب الملل، فإن كان رتابة الأيام وروتينها فيمكن إضفاء لمسة من التغيير، كتقسيم الوقت ما بين العمل وممارسة التمارين الرياضية والاستماع إلى الموسيقى أو القرآن وأخذ قسط كافٍ من الراحة.
تكوين علاقات طيبة مع المُحيط الخارجي كالجيران وزملاء العمل أو الدراسة. الخروج في نزهة إلى الحديقة أو الشاطئ أو أحد المطاعم المميزة ذي الإطلالة الرائعة والمناظر الساحرة والجو البديع.
المُشاركة في الأعمال التطوعية، فالإنسان مجبول على حب الخير للآخرين، فعندما يُقدم المرء مُساعدة ما للآخر فإنه يشعر بسعادة كبيرة ربما تفوق سعادة الآخر. التقرب من الله، وممارسة الشعائر الدينية الروحية، فهي تملأ النفس بالسعادة واللذة الداخلية والطمأنينة والسكينة.
محاولة اكتشاف ما في النفس من مواطن إبداع وهبات ربانية مدفونة.
تحديد أهداف واضحة في الحياة، فعندما يسعى الإنسان نحو هدف معين فلن يشعر بالملل، بل سيقدّر الوقت على نحو أكبر انطلاقًا من أن كل ساعة تمر كان يمكن من خلالها تحقيق أمر ما.
مُمارسة التمارين الرياضية كالمشي والسباحة وركوب دراجة هوائية، ناهيك عن التأمل والتخطيط وتخيل المُستقبل على الصعيد الدراسي والمهني والاجتماعي. ترى، هل لديكم حل لحالة الملل هذه التي تهدد الحياة الزوجية بعدم الاستقرار؟ وما هي الأسباب التي تقود الزوج أو الزوجة للشعور بالملل الذي لا يُطاق ولا يُحتمل، هل من حل لهذا الملل الممل الثقيل على النفس من أجل إضاءة الطريق أمام من يعاني من هذه الحالة في محاولة لإسعافه في طرد الملل من حياته ؟