كتاب الراية

في محراب الكلمة.. الرياضة وإدارة القرار

سجل قطر الحافل يساهم في تحويل الرياضة إلى ثقافة شعبية

ما بعد تنظيم بطولة كأس العالم 2022 في دولة قطر ليس كما قبلها، فهذا الحدث الكروي له تأثيراته الإيجابيّة الكبيرة على قطر وحتى على مستوى الأفراد داخل قطر، خصوصًا مع توجّه الدولة لاستثمار النجاحات الباهرة لبطولة كأس العالم في أبعاد تخدم رؤية قطر الوطنية 2030، ضمن طموح صاعد نحو الريادة العالميّة في مختلف المجالات.

السجل الحافل لدولة قطر باستضافة الفعاليات الرياضية الدولية ضمن جميع أنواع الألعاب وفي مختلف الأعمار، بالإضافة إلى الكثير والكثير من الفعاليات من شأنه أن يساهم في تحويل الرياضة إلى ثقافة شعبية وسلوك فردي لممارسة الرياضة وتحقيق فوائدها الصحية التي لا تخفى على الجميع.

ولعل من ضمن الأمور التي تحرص عليها دولة قطر في صناعة ثقافة رياضية عامة، تخصيص يوم رياضي للدولة وتحويله إلى عطلة رسمية في الثلاثاء الثاني من شهر فبراير من كل عام، وانطلقت أول نسخة منه في عام 2012، واستمر بشكل متتابع ومتطور عامًا بعد عامًا بمشاركة جميع المُواطنين والمُقيمين في فعالياته الرياضية المُتنوعة في أنحاء دولة قطر العامرة.

والهدف من اليوم الرياضي القطري هو تحفيز عموم الموظفين والمُقيمين في الدولة على ممارسة الرياضة وتحويلها إلى عادة يومية، وتشجيع الصغار والكبار والرجال والنساء على اتباع أنماط الحياة الصحيّة، وما يترتب عليها من صناعة مجتمع صحي واعٍ، وحرصًا عليهم للوقاية من أمراض العصر المنتشرة خصوصًا أمراض السمنة ومشاكلها الخطيرة التي تؤثر على حياة الإنسان وإنتاجه وجودة حياته.

وإذا كانت الدولة قد سخّرت كافّة الإمكانات واستثمرت في توفير أفضل المرافق التدريبيّة الرياضيّة والطبيّة لكي تصبح متاحة لجميع الممارسين للرياضة، ووضعت رؤية شاملة لتحفيز جميع فئات المُجتمع على ممارسة الرياضة لتعزيز الصحّة النفسيّة والجسديّة والتخلّص من الأمراض المُختلفة ومكافحة الكسل والخمول، فإن مسؤولية كل فرد في هذه الدولة مُضاعفة في اتخاذ القرار بالالتزام بنمط رياضي دائم كمنهج حياة.

ولعل ما لفت انتباهي وأنا أتجوّل في حديقة أسباير الواسعة، وجود أفراد من كبار السن يمارسون رياضة المشي بشكل يومي وتظهر عليهم علامات التمتّع بالصحة الجسديّة والرشاقة والحيويّة والنشاط والمُتعة والسعادة في نفس الوقت وهم يمارسون هذه الرياضة بشكل مُستمر حتى أصبحت عادة يومية بالنسبة لهم.

إن الرياضة سلاح متين لصحة القلب والعقل والروح، وهي مفتاح الراحة النفسيّة والجسد النشيط، وجدير بكل إنسان ألا يتأخّر عن تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة بأنواعها سواء المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات أو غيرها من الأساليب الرياضيّة التي تنمّي الصحة وتقي الكثير من الأمراض الفتّاكة.

اتّخذ القرار ومارس الرياضة وستجد الفارق في حياتك الصحيّة والنفسيّة والجسديّة، بل وستجد تأثيرها البالغ على تفكيرك ونشاطك وأداء عملك، وتحسين مزاجك، وتخلّصك من الضغط النفسي، وعلاقاتك، وثقتك بنفسك، وانضباطك في الحياة.

لا تؤجل رياضة اليوم إلى الغد، فصحّتك هي أهم شيء تملكه فلا تفقدها بالتهاون والتراخي، ولا تجعل من ممارسة الرياضة ثقلًا تحمله على كاهلك بل حوّلها إلى وسيلة ترفيه وأداة استمتاع، وكلما فرغت من وقتك لممارسة الرياضة حصلت على حياة أفضل.

استشاري تدريب وتنمية بشرية وتطوير مؤسسي

[email protected]

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X