
التفاؤُلُ يمنحُك النجاحَ قبل اكتمالِه، والتشاؤمُ يُذيقكَ مرارةَ الفشلِ قبل حدوثِه، هي أمورٌ نفسيَّة أنت مَن يحسنُها.. فقط أحسن الظنَّ بالله وتوكّل، فالنجاح في الحياة لا يكون إلا من خلال التفاؤُل، والأمل، فهي من الأشياءِ التي تُحقّقُ النجاحَ والسعادة الأبديَّة للناس، وعلى المرء دائمًا أن ينظرَ إلى الحياة النظرة المُتفائلة والإيجابيَّة والتي تبعد كلَّ البعد عن التشاؤم في الحياة، فالتفاؤل- كما أقول دائمًا- هو الإقبالُ على الحياة، والإصرار المُستمر الذي لا يتوقف إذا ما تعثر الإنسان، هو التجول في الحياة بفرحٍ على الرغم من الانعطافات والأخاديد والحفر التي تواجُهنا.. هو الإحساس المُستمر بالزهو عند مُواجهة التحدي.. والإيمان بأنَّ الأمل أفضل الطرق للمواجهة، وأن التفاؤلَ هو الفعل الذي تصمد جذورُه على الرغم من العواصف التي تُحاول أن تعصفَ به، فهو كالشجرةِ الكبيرة الثابتة المُمتدة الجذور في الأرض.. لا تستطيع الأعاصيرُ مهما بلغت قوتها أن تجتثَها أو تؤثر عليها، وكما يوجد فشلٌ في بعض التجاربِ في الحياة يوجد أيضًا الكثيرُ من النجاحات الأخرى، وعلى كل شخصٍ أن يزرعَ الأمل في نفسه، وفي نفوس من حوله حتى يتمكنَ من تحقيق المزيدِ من النجاحات في الحياة.
إنَّ التفاؤلَ يُجددُ شبابَ القلب، ويزيد من قوَّة الإنسانِ على الحب والانطلاق والإقبال على الحياة، فالتفاؤلُ من الأمورِ التي تُساعدُ الشخصَ على التخلصِ من كافة العَقبات التي تقفُ أمامَه في تحقيقِ الأحلام التي يسعى لها، ومن ثمَّ صناعة مُستقبل جيد، ويتميز الشخص المُتفائل بالقدرة على مواجهة المشاكل والعثرات التي ممكن أن تُصادفَه في حياته، ويجعلها وسيلة للمقاومة والاستمرار في الحياة، كما يعمل بكل ما يملكه من قدراتٍ كامنة لتخطي تلك الصعوبات، وإيجاد الطرق والوسائل للخروج من الأزمات، فهو يُجيد التعامل مع هذه الصعاب فنراه يُغير لحظات الفشل والهزيمة إلى عزيمة وقوة للمواصلة، كما يجعلها فرصة للتعلم والتطور وليس أمرًا يدعوه إلى القلق والإحباط.
كذلك فإن التفاؤل عامل مهم لنجاح أي مشروع يقدم عليه الإنسان.. وإن كان مشروعًا فرديًا ذاتيًا كمشروع الزواج مثلًا، فإذا كان هناك تفاؤل مع حسن الاختيار والإقدام على الارتباط بنظرة مُتفائلة وأمل، فإنَّ هذا عامل مُساعد لنجاح الزواج.. كذلك المشروعات الجماعية والتي لا يتم لها النجاح إلا بتعاون عددٍ كبيرٍ من الناس.. فإنَّ التفاؤل الذي يعم على هؤلاء الأفراد يكون من أهم عوامل نجاح ذلك المشروع، لأن التفاؤل ينعكس على الغير، فمن يعمل مع إنسان مُتفائل فإن الشعور والإحساس بالتفاؤل ينتقل كالعدوى من هذا الشخص إلى الذين يعملون معه، وبالأخص من صاحب العمل أو المسؤول عن العمل، لأنَّه من الممكن تحقيق قدر كبير من التفاؤل من خلال النظر إلى التجارب الناجحة في الحياة من الشخصيات المشهورة، فهذا الأمر سوف يُهوِّن على الشخص الكثير من المصاعب التي من الممكن مواجهتها في المُستقبل، كذلك الأم لها دور كبير في هذا الشأن.. فقد أثبتت الدراسات أنَّ الأم تعكس شعورها سواء المُتفائل أو المُتشائم على أطفالها.. فنرى أبناء الأم المُتفائلة المُقبلة على الحياة بحبٍ، والتي دائمًا تتوقع الأفضل، يُقبلون على الحياة أيضًا بحبٍ وأملٍ.. يستمتعون بكل لحظاتها.. وابتسامة الرضا والأمل ترافقهم في كل أعمالهم، وذلك على عكس أولاد الأم التي يغلب على طبعها التشاؤم، والتذمر وعدم الإقبال على الحياة بأملٍ وتفاؤلٍ.. فالمشاعر والأحاسيس التي تنبع من الأعماق.. وتُسيطر عليها، ومن ثم تظهر على السلوك والتصرفات تفيضُ على كل من يحيط بالفرد.. وبالذات من الأم إلى الأولاد، كما ذكرتُ، وذلك بحكم العلاقة بين الأم وأطفالها.