استخدام الروبوت في تكميم معدة مريض بأعضاء جسم «مقلوبة»
د. جاسم فخرو: الحالة تصيب فردًا من بين كل 10 آلاف شخص على مستوى العالم
10 آلاف عملية للسمنة بحمد الطبية.. والمضاعفات أقل من واحد بالألف
نستخدم أحدث التقنيات.. ونحذر من المراكز والمستشفيات المجهولة بالخارج
الدوحة- عبدالمجيد حمدي:
كشفَ الدكتورُ جاسم فخرو استشاري جراحات الأيض والسُّمنة وجراحات الروبوت بمؤسَّسة حمد الطبية عن إنجاز جديد لقسم جراحة السمنة بالمؤسَّسة، حيث تمَّ إجراءُ جراحة تكميم المعدة باستخدام الروبوت في الجراحة لأول مرة في العالم لمريض يُعاني من وضع صحي نادر لا يحدث إلا لواحد بين كل عشرة آلاف شخص، حيث تكون جميع أعضاء الجسم مقلوبة (الانعكاس الجذعي الكامل)، وليست في مكانها الطبيعي.
وأضافَ خلال مؤتمر صحفي بمؤسَّسة حمد الطبية أمس للإعلان عن هذا الإنجاز الفريد من نوعه: إنَّ الجراحة تم إجراؤُها من خلال فريق من المؤسَّسة بقيادته، لافتًا إلى أنَّ المريضَ ينعم حاليًا بصحة جيدة، وخرج من المستشفى، وسوف تتم متابعته من خلال العيادات المتخصصة بقسم جراحةِ السمنة.
وأشارَ إلى أنَّ الجراحة استغرقت ساعة و20 دقيقة تقريبًا وأن المريض كان في وضع ينطبق عليه معايير إجراء الجراحة من حيث كُتلة الجسم الزائدة، فقد كان يعاني من السمنة التي وضعته على حافة الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري. وأوضحَ أنَّ صعوبة الحالة تكمن في أن الأعضاء بجسم المريض مقلوبة، وليست في مكانها، فالقلب مثلًا كان في الجهة اليمنى وليست اليسرى، وغيرها من الأعضاء التي كانت في غير مكانها، وبالتالي فإن الجرَّاح يكون من الصعب عليه التعامل مع هذا الوضع المقلوب، ومن هنا جاءت الاستعانة بالروبوت الذي يزيد من دقة الإجراء.
وأشارَ إلى أنَّ القسمَ قامَ بإدخال تقنية الروبوت منذ سنوات، ويتم اللجوء إليه في العمليات أو الحالات التي تحتاجُ لمزيدٍ من الدقة الشديدة، موضحًا أنَّ الروبوت ليس إلا مجرد أداة وليس آلة تعمل من تِلقاء نفسِها، بل يتم التحكم بها من خلال الطبيب الجراح، لافتًا إلى أنه في العادة لا يتم إجراء الجراحات بالروبوت الذي يتم اللجوء إليه فقط في الحالات الصعبة، وقد بلغ عدد الحالات التي تم استخدامُه فيها حوالي 135 عملية جراحية فقط، رغم أنه تم إدخال الروبوت في هذه الجراحات منذ سنوات.
وأوضحَ د. فخرو أنَّ قسم جراحة السمنة تم إنشاؤه عام 2011 وبدأ بعدد قليل من الأطباء الجراحين وفي الوقت الحالي تحوَّل إلى مركز لجراحة السمنة يضم 9 استشاريين على أعلى مُستوى من الكفاءة، ومنذ ذلك التاريخ تمَّ إجراء أكثر من 10 آلاف عملية جراحيَّة للسمنة، وخلال العام الماضي فقط، تمَّ إجراء حوالي 700 عملية جراحية، وهو رقم كبير للغاية، حيث نجد أنَّ الكثير من المراكز والمُستشفيات العالمية لا تتجاوز 400 حالة في العام الواحد.
وأضافَ: إنَّ مؤسسة حمد الطبية تحرص على مسايرة أحدث التطورات العالمية في مجال جراحات السمنة، ومن ثم فإنه يتم توفير أفضل التقنيات والأدوات، والمعدات العالمية المُتخصصة في هذا النوع من الجراحات لضمان نتائج مرضية وتقليل المضاعفات الجراحية لافتًا إلى أنَّ مضاعفات جراحات السمنة في دولة قطر لا تتعدى واحدًا في الألف، في حين نجد أن النسبة العالمية تصل إلى واحدٍ في المئة.
وحذَّرَ الدكتور فخرو من إجراء جراحات السمنة في مراكز أو مستشفيات غير معتمدة دوليًا في هذا التخصص، حيث يجب فيمن يقوم بإجراء هذه الجراحات أن يكون طبيبًا ذا خبرة وحاصلًا على التدريب الخاص في هذا النوع من الجراحات، ولكن هناك بعض المرضى يلجؤون لتلك المراكز أو المُستشفيات دون التحقق منها.
وأوضحَ أنَّ نسبة نجاح جراحات السمنة تتوقف على عدة أمور، منها التقنيات المستخدمة والمنشأة الطبية وتجهيز المريض للجراحة، والمتابعة بعد الجراحة، موضحًا أن مؤسسة حمد الطبية توفر كافةَ هذه المعايير على أعلى مستوى، وهو ما يضع المؤسسة في مركز الريادة في مجال جراحات السمنة عالميًا.