المحليات

واحة النفس.. صفحة متخصصة في الطب النفسي

إطلالة: الأسرة الدافع الأول لممارسة الأبناء الرياضة

تطوير عادات الأبناء لممارسة الرياضة الجسدية، تمامًا كحال أي عادة اجتماعية أو سلوكية أخرى تغرسها في شخصياتهم.

يظهر تأثير الأسرة على الطفل بوضوح وخصوصًا في تنمية القدرات الحركية والرغبة في الاهتمام بالنشاط الرياضي، فعلى الرغم من أن التأثيرات تكون مباشرة من خلال التدعيم أو الأمثلة وغير مباشرة من خلال اتجاهات معينة، ربما يكون الاهتمام بالأنشطة الرياضية والحركية مندمجًا بإمكانات المساحة والأدوات التي يمده بها الوالدان. ويعمل النشاط البدني على تكوين شخصية الفرد وإحداث تغيير في جميع جوانب الشخصية، بالإضافة إلى تنمية الفرد تنمية شاملة من جميع النواحي ليس من ناحية البدن فحسب وإنما تهتم بالفرد ككل، وذلك من خلال تنمية جوانبه البدنية والاجتماعية والعقلية والنفسية. إن التربية الرياضية هي «تربية الفرد عن طريق النشاط الحركي والبدني أو عن طريق اللعب وما هي إلا تربية عامة ولكن عن طريق استغلال ميل الأفراد للحركة والنشاط البدني»، فيمكن أن يتعلم الفرد الطاعة والتعاون عن طريق الألعاب المتنوعة الكثيرة، لهذا يمكن أن نقول إن التربية الرياضية ما هي إلا مظهر من مظاهر التربية وتهدف إلى ما تهدف إليه التربية العامة من حيث تكوين الأفراد، وتوجيههم وإرشادهم إلى ما فيه صالحهم وصالح المجتمع، وتهدف إلى نمو الأطفال نموًا متزنًا متكاملًا من النواحي الصحية، والنفسية، والعقلية، والاجتماعية، وقد تزودنا بخبرات واسعة، وتعتبر عاملًا مهمًا في تكوين الفرد لكي يساعد نفسه بنفسه، ولكي يستطيع أن يقوم بخدمات للمجتمع الذي يعيش فيه. تلعب الأسرة دورًا هامًا في تطوير عادات الأبناء لممارسة الرياضة الجسدية، تمامًا كحال أي عادة اجتماعية أو سلوكية أخرى تغرسها في شخصياتهم.

من أهم هذه المبادئ ما يلي:

1- أن يكون الآباء نموذجًا حيًا للأبناء في عاداتهم وحركتهم النشطة اليومية العادية داخل أو خارج المنزل مع دعوة الأبناء لممارسة الرياضة الجسدية والفكرية.

2- دعم وتعزيز الأبناء نفسيًا وماديًا في كل ما يتعلق بممارستهم الرياضة مع توفير كل ما يحتاجونه لذلك.

3- التحلي بالصبر للوصول إلى إقبال الأبناء على التدريبات الرياضية والاندماج والاستمرار في أدائها، والتأني وأخذ الوقت والتدرج خطوة خطوة أو سلوكًا بعد الآخر للوصول إلى ممارسة الرياضة المطلوبة، دون الغضب أو التعصب أو التعنيف الذي قد يؤدي إلى نتائج وميول سلبية تثنيهم آجلًا أو عاجلًا عن الرياضة.

4- مشاركة أعضاء الأسرة الأبناء في التدريبات الرياضية تمامًا كأي روتين أسري آخر كلما استطاعت الأسرة ذلك.

5- حث الأبناء على شرب كوب أو اثنين من الماء قبل ممارسة الرياضة، وتوفير الماء لهم خلال ذلك لمنع حدوث جفاف جسمي نتيجة التعرق والجهد خلال التدريبات الرياضية.

6- تبني رياضات وأنشطة جسمية ممتعة ومفضلة من الأبناء وأعضاء الأسرة عمومًا، لتشجيعهم على الاستمرار فيها والإقبال ذاتيًا عليها.

نفسيات: الرياضة تعزز الصحة النفسية

أثبت كثير من الباحثين في مجال الطب الرياضي أن الرياضة لها علاقة وثيقة وطيدة بتحسن الصحة النفسية وظهور المشاعر الوجدانية الإيجابية والتمتع بالسعادة النفسية، والراحة والاطمئنان، وتشير العديد من الدراسات إلى أن ذلك يتم أساسًا من خلال آليتين هما: أولًا تعزيز الثقة بالنفس وتحسين النظرة العامة للذات من خلال تعزيز إيمان الفرد بقدراته لإنجاز الخطوات الإيجابية، وثانيًا تخفيف التوتر والضغط النفسي والاكتئاب الذي ينتج أساسًا عن تحويل النشاط الجسدي انتباه الفرد بعيدًا عن الأفكار السلبية والتشاؤمية.

وفي المُقابل فإن قلة النشاط البدني ترتبط أكثر بمشاعر وأعراض نفسية سلبية. هذه التأثيرات المُتنوعة أكدتها العديد من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أوضحت أيضًا أن الكثير من الأعراض النفسية السلبية مثل القلق والحزن والآلام النفسية الجسدية تعرف بعد ممارسة التمرينات الرياضية انخفاضًا تدريجيًا، على الرغم من كون هذا الانخفاض يختلف من فرد لآخر، ومن سياق لآخر. ومن هنا فالمطلوب من الفرد أن يهتم بممارسة نشاط رياضي معين، وأن يجد لذلك الوقت الكافي. كما يجب الاعتناء ببعض الأفكار والقواعد التي ستجعل تلك الممارسة أكثر فائدة وتأثيرًا إيجابيًا، ومنها:

كلما كانت ممارسة الرياضة تتم في جو ممتع مثل جو التنافس أو الجو الجماعي المتفاعل أو في أماكن طبيعية مثل الحدائق تحت ظلال الأشجار، كانت التأثيرات أكثر إيجابية وفائدة على الصحة النفسية.

يتدرجُ الفردُ في الزيادة من مدة التمرين الرياضي، من عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة في البداية، ليصل إلى ما بين ثلاثين وأربعين دقيقة يوميًا على الأقل. فهذا يفيد في التكيف التدريجي مع المجهود البدني المبذول. ومع مرور الوقت سيشعر الفرد بالتحسن في تحمل الجهد البدني، كما سيشعر بالتحسن النفسي التدريجي. وليس من المفيد كثيرًا ممارسة الرياضة أقل من مرتين في الأسبوع.

إن الانتظام في ممارسة التمرينات الرياضية ولو كانت خفيفة يساعد على الرفع من درجة شعور الفرد بقدراته البدنية والتفاعلية، وبالتالي يزيد من درجة احترام الفرد لذاته والرضا عنها. لكن يجب أن يتم ذلك الانتظام وفق برنامج شبه يومي أو أسبوعي يلتزم به الفرد.

وأحيانًا يصعب على الإنسان أن يلتزم بتخصيص وقت محدد منتظم لممارسة تمارين رياضية، ومن هنا فإن المطلوب الالتزام ببعض القواعد كالتالي:

1- الحرص على المشي لقضاء حاجاتك ما أمكن ذلك، مع التركيز على التمتع بمتعة المشي.

2- استخدم الدرج بدل المصعد تدريجيًا في النزول أولًا، ثم في الصعود أيضًا. وضع لنفسك تحدي الزيادة في عدد الطوابق التي تصعدها بالدرج، وبذلك ستتطور قدراتك ويزداد تحملك لمزيد الصعود والنزول بالدرج.

عندما تستقل سيارتك إلى مكان ما، أوقفها على مسافة معينة وامشِ إلى المكان المقصود على قدميك.

3- استغل أي فرصة للحركة والمشي في أي فرصة تسنح، عند الحديث في الهاتف أو تبادل أطراف الحديث أو غيرها، واجعل الحركة جزءًا من حياتك وعادة من عاداتك.

استشارات: ابنتي ضعيفة الشخصية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور.. ابنتي تبلغ من العمر ست سنوات، هي الآن في الصف الأول الابتدائي، ومتفوقة في الدراسة، ولكن أعاني من مشكلتين:

الأولي: أنها ضعيفة الشخصية، بمعنى أنها في وجود أطفال آخرين معها تكون تابعةً لهم، تفعل ما يملونه عليها بدون أن تبدي أي رأي لها، أفيدونا وجزاكم الله عنا خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم /‏‏‏ أبو محمد

الإجابة/‏‏‏

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل/‏‏‏ أبو محمد حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك معنا.

اعلم أن الأسرة لها أهمية بالغة في تكوين الشخصية، وقد أولاها الإسلام العناية التي تستحقها، وأنا أقولها لك لا داعي للقلق بالنسبة لشخصية ابنتك، فهذا ليس ضعفًا في الشخصية وإنما هو تواكل، حيث يتغير بتغير وتطور السن، وهنا لا يكون للطفل رأي أو تصرف نحو أي عمل، بل ينتظر من غيره أن ينجز له العمل أو يملي عليه أي عمل كان، وهناك من يكون له الخضوع التام للآخرين، وهذا يؤدي به إلى سلوك لا اجتماعي، وفي هذه الحالة تحتاج ابنتك إلى بعض التوجيهات والكلمات الطيبة التي توضح لها الخطأ من الصواب دون استعمال العصبية والغضب. وفقك الله وسدد خطاك.

التفكير الإيجابي:

– ممارسة الرياضة تزيد قدرة الفرد على التركيز والانتباه والإدراك والملاحظة، والتصور، والتخيل، والابتكار.

– الأفراد الذين يمارسون الرياضة يشعرون ببهجة الحياة.

– ممارسة الرياضة تزيدك ثقة بالنفس، وتعطيك قدرة أكثر على التفوق.

– ممارسة الرياضة تساعدك على تحقيق التكيف الاجتماعي والنفسي داخل أسرتك ومجتمعك ووطنك.

– ممارستك للرياضة تعلمك المثابرة وعدم الاستسلام ومواجهة الواقع مهما كان نوعه.

– الرياضة تعزز العافية النفسية، وتقلل من القلق، والشعور بالاكتئاب، والوحدة.

– الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية ولو كانت خفيفة يساعد على الرفع من درجة شعور الفرد بقدراته البدنية والتفاعلية.

همسات:

– الناجحون يحافظون على مقتنياتهم وأمتعتهم وأشيائهم، فلا يبذرون ولا يفسدون.

– لا يفوح العطر حتى يسحق، ولا يضوَّع العود حتى يُحرق، وكذلك الشدائد لك هي خير ونعمة.

– الناجح لا يغلب هواه عقلَه، ولا عجزه صبرَه، ولا تستخفّه الإغراءات، ولا تشغله التَّوافه.

– إياك والضجر والملل، فإن الضجر لا يؤدي حقًّا، والملول لا يرعى حرمة، وعليك بالصبر والثبات.

– من ثبت نبت، ومن جدَّ وجد، ومن زرع حصد، ومن صبر ظفر، ومن عزَّ بزَّ.

– من لم يكن له في بدايته احتراق لم يكن له في نهايته إشراق، ومن جدَّ في شبابه ساد في شيخوخته.

– تذكر أن في القرآن: سارعوا، وسابقوا، وجاهدوا، وصابروا، ورابطوا.

– وفي السنة: احرص على ما ينفعك، وبادروا بالأعمال، ونعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X