
من واقع قصص استشاراتي، قصص واقعية لها أثر، علمتني هذه القصة أن ترتيب الأولويات ضرورة في العلاقة الزوجية.
لم يصدق أنه آخر أولوياتنا.. كان واثقًا كل الثقة أنها تبيع كل شيء حتى راحتها من أجله.
يقول لها في عز غضبها منه «عادي أنت تحبينني».
أنا طفلك.. أنا حبك.. أنت كل شيء.. يقول لها هذا فتعود وتهدأ من جديد.
ولكن إلى متى؟.. قالتها في نفسها كثيرًا، هو أناني في كل شيء حتى ثقته بها.
أخذت ترتب مشاعرها.. أفكارها.
وجدته مستهلكًا لطاقتها وصحتها وأفكارها.
لا.. لا.. قالت قفي أنت أيتها الشجاعة، أنت أيتها النفس.
لا تفعليها.. لا تعيديه لمكانته لأنها لم تعد له.
تحدّث نفسها بصوت مسموع وتبكي.
وقفت.. توضأت.. صلت.. دعت.. توسلت.. توكلت على الله مجيب المضطر.. هو الله هو الله.
يا الله.. أنا في محنة.. اختبار قاسٍ.. أريد أن أنجح فيه.. أريد أن أرتاح.
تتنفس بعمق..
بدأت أول فعل حقيقي.
موجهة ذاتها.. قالت مخاطبة نفسها:
هل أنتِ مستعدة؟.. إنها حرب بينك وبين عاطفتك وعقلك.
إنها لحظة الانطلاق.
بدأت ترتب أفكارها ومشاعرها وخطواتها.
لست أولوية عنده.. لم يقدر مشاعري.. لم أجده سندًا.. لم يهتم بي.
كنت وما زلت وحدي.. لا أشعر به ولم يُقدِم على خطوات تؤكد اهتمامه بي.
ثم قالت: لا.. لا أريد أن أفكر هكذا.
أنا أعرف أنه ضيع فرصًا.. لم يقدر نعمًا.. لم يكن جديرًا بمكانته عندي.
تصرف بأنانية.. فكّر في إسعاد نفسه ولم يشعر بي.. كان بارعًا في تمثيله.. في أسلوبه.
كنت أظنه كل شيء عندي.. وأنه مختلف عن البشر.
يا الله.. نظرَت لنفسها في المرآة وقالت: لا بأس كنت تحبينه أما الآن فأنت في موقع أقوى.
أنت الآن المنسحبة.. أنت الآن يجب أن تضعيه في مكانه.
بكل هدوء سحبت منه صلاحيات.. تعاملت بأسلوب لطيف ولكنه رسمي.
لم تعد تسأل.. لم تعد تهتم.. ركزت على نفسها وأطفالها.
دكتوراه في الإرشاد النفسي