التوعية والكشف المبكر ركيزتان لمواجهة السرطان
عوامل الخطورة تشمل التدخين والغذاء غير الصحِّي والوراثة وتقدم العمر
تطبيق علاجات حديثة للتعامل مع سرطان الرئة والكبد والكلى والجهاز الهضمي
الدوحة- عبدالمجيد حمدي:
أكَّدَ عددٌ من الأطباءِ والمَسؤولين أنَّ مرضَ السرطان من الأمراضِ التي يمكنُ علاجُها من خلال الفحصِ المبكرِ والتدخلِ المناسبِ في توقيت صحيح، موضحينَ أنَّ عامل الكشف المبكر هو الأساسَ في العلاج والشفاء، وأنه يجبُ التركيزُ على التوعية بين جميعِ فئات المُجتمع حولَ أهمية إجراء الفحوصات الدوريَّة، وتدريب الجميع على الفحص الذاتي لاكتشاف المرض في الوقت المُناسب.
وقالَ أطباء لـ الراية: إنَّ عواملَ الخطورةِ بالمرض تشملُ العديدَ من الأسبابِ، منها التدخين والغذاء ونمط الحياة غير الصحي، الذي لا يتضمن ممارسة أي نشاط بدني، وعدم الالتزام بالغذاء الصحي المُناسب، موضحين أنَّ هناك بالطبع عواملَ أخرى ترجع للتاريخ العائلي، وهو ما يجب أن يعيه الجميعُ من خلال الحرص على الفحوصات الدورية لاكتشاف المرض في حال حدوثه، في التوقيت المُناسب.
وأشاروا إلى التطوُّر الكبير في علاج السرطان، ومنها العلاج المناعي الذي نجح بالفعل في علاج العديد من الحالات المصابة بالمرض، خاصة في سرطان الرئة والكبد والكُلى والجهاز الهضميّ. وأضافوا: إنَّ سرطان الثدي هو الأكثر انتشارًا في قطر مثل الكثير من دول العالم، ولكن ما يختلف في قطر هو أن الإصابات بهذا النوع تحدث في أعمار مبكرة مثل عمر 35 عامًا، في حين أنها في دول أخرى تكون الإصابة فوقَ عمر 50 عامًا.
د. خالد بن جبر آل ثاني: القطرية للسرطان توفر برامج التوعية والدعم المادي
أكَّدَ سعادةُ الشَّيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني رئيس الجمعيَّة القطرية للسرطان أنَّ التركيزَ على التوعية من الأمور الهامة جدًا للمُساهمة في تجنُّب الإصابة بالسرطان، موضحًا أنَّ الجمعيةَ خصصت في هذا الصدد يومًا قطريًا للتوعية بالمرض، فضلًا عن البرامج التوعويَّة التي يتم تنظيمُها على مدار العام من قبل الجمعيَّة.وأضافَ: إنَّ التركيز التوعوي في الوقت الحالي من قبل الجمعية ينصبُ على مسألة الفحص الذاتي من قبل الرجل والمرأة اللذين يجب أن يعِيا ويرصدا التغيرات التي تحدث بالجسم، ومن ثَم إجراء الفحوصات المبكرة المطلوبة للوقوف على صحة الجسم، واكتشاف أي مرض سواء كان السرطان أو غيره في التوقيت المناسب، لأن عامل الوقت مهم للغاية في مثل هذه الأمور. وأشارَ لوجود رابط بين الغذاء والنمط الصحي من ناحية، وتجنب الوقاية من المرض والعكس من ناحية أخرى، حيث إنه في بعض الدول يتمُ وضعُ علامات إرشادية على أغلفة الأغذية بأنَّها تحتوي على موادّ قد تسبّب السرطان، ومن ثم يجب العمل على وضع تشریعاتٍ في هذا الصدد فيما يتعلقُ بالأغذية المستوردة.
وأضافَ: دور الجمعيَّة لا يتوقفُ فقط على التوعية، وإنَّما يمتدُ ليشملَ المساعدة في توفير العلاج من خلال التعاون مع المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسَّسة حمد الطبية وسدرة للطب، حيث إن هناك برنامجًا لتوفير الدعم المادي لمُساعدة غير القادرين من المُصابين على العلاج.
وأوضحَ أنَّ عوامل الخطورة تشمل العديدَ من الأسباب، منها: التدخين والغذاء ونمط الحياة غير الصحّي الذي لا يتضمن ممارسة أي نشاط بدني، وعدم الالتزام بالغذاء الصحي المُناسب، وبالطبع هناك عوامل ترجع للتاريخ العائلي، وهو ما يجب أن يعيه الجميع من خلال الحرص على الفحوصات الدورية لاكتشاف المرض في حال حدوثه في التوقيت المناسب.
د. شيخة أبو شيخة: 13 ألف شخص خضعوا للفحص المبكر لسرطانَي الثدي والأمعاء
1142 شخصًا استفادوا من خدمة التوصيل المنزلي للفحص المبكر للأمعاء
أكَّدتِ الدكتورةُ شيخة أبو شيخة مديرُ برنامج الفحص المبكر عن السرطان بمؤسَّسة الرعاية الصحية الأولية أنَّ المؤسسة بدأت تنفيذَ برنامج الفحص المبكر لسرطان الثدي والأمعاء عام 2016 من أجل المساهمة في الكشف عن المرض في مراحله المُبكرة والتدخل العلاجي في الوقت المُناسب، لافتةً إلى أنه خلال العام الماضي فقط، تمَّ فحص 5838 شخصًا لسرطان الأمعاء من كلا الجنسَين و7918 امرأة لسرطان الثدي، بإجمالي 13756 شخصًا.
ولفتتْ إلى توافرِ أجنحةِ الكشف المُبكر في أربعة مراكز صحيَّة تغطي جميعَ أنحاء الدولة، وهي مراكز: لعبيب، وروضة الخيل، ومعيذر، والوكرة، بالإضافة إلى الوحدة المُتنقلة للكشف المبكر، وكلها مجهزة بالكامل بأحدث أجهزة الماموجرام، كما يقدم الخدمة فيها عددٌ من الاختصاصيين الإكلينيكيين المدربين تدريبًا جيدًا.
وأشارت إلى أنَّ خدمة الفحص تتوفر مجانًا للمواطنين والمُقيمين المستوفين عددًا من الشروط منها بالنسبة لسرطان الثدي أن يكون العمر بين 45-69 عامًا، أما الكشف المبكر لسرطان الأمعاء، فيتم إجراؤه للرجال والنساء ما بين 50-74 عامًا، وتوافر بطاقة شخصية وبطاقة صحية ساريتَين، وعدم وجود أي أعراض للمرض، وعدم إجراء تصوير إشعاعي للثدي (الماموجرام) خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في حال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وعدم إجراء فحص القولون في السنتين الأخيرتين، أو منظار للقولون خلال السنوات العشر الأخيرة، في حال الكشف المبكر عن سرطان الأمعاء.
وأوضحتْ أنَّ مركزَ الاتصالِ الخاصِّ بالبرنامج، يقومُ بتقديمِ الدعوة للمشاركة في البرنامج أو يقوم أطباءُ المراكز الصحية من كافة التخصصات بتحويل المرضى المُراجعين لعيادات الكشف المبكر بشكل إلكتروني، كما يمكن الحصول على الخدمة عن طريق التواصل مع البرنامج لحجزِ أقربِ موعدٍ في العيادة، مشيرةً إلى أنَّه يتمُّ إجراءُ الكشف المبكر عن سرطان الثدي كل 3 سنوات، والقولون كل سنتين.
وأشارت إلى إطلاق خدمة التوصيل المنزلي للفحص المبكر للأمعاء، في إطار سعي المؤسسة لتوفير خدمات فعالة ومتاحة للمراجعين في جميع الأوقات، حيث حظيت خدمة التوصيل المنزلي لمجموعة فحص البراز المناعي الكيميائي (FIT Kit) للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء بإشادة وتفاعل كبيرين، منذ إطلاقها خلال جائحة كورونا كوفيد-19، ما أدَّى إلى زيادة عدد الفحوصات وزيارات المتابعة بشكلٍ كبيرٍ.
وقالت: إنَّ خدمة التوصيل للمنازل تتوفر بشكل خاص للذين خضعوا لفحوصات سابقة، بمن في ذلك كبار السن وذوو المتطلبات الخاصة، بالإضافة إلى الذين لم يتمكنوا من الحضور شخصيًا بسبب بُعد المسافة، مشيرةً إلى أن فريق البرنامج سيقوم بدراسة الخدمة وكيفية سير الأمور ومتطلبات المرضى.
ولفتت إلى أنَّ فريق بريد قطر يقوم بإرسال مجموعة فحص البراز المناعي الكيميائي في ظرف محكم الإغلاق يتكوَّن من ثلاث عبوات لجمع العينات مع كتيب التعليمات لإجراء الفحص وكتيب التثقيف الصحي للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء، مشيرة إلى أنه ننصح المشاركين بجمع العينات في ثلاثة أيام مختلفة خلال أسبوع واحد وبعدها يقوم المشارك بإرسالها إلى المركز الصحي المناسب له، موضحة أنه خلال العام الماضي استفاد 1142 مشاركًا ومشاركة من هذه الخدمة.
وكشفت د. شيخة أنَّ البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمعاء يقوم بإجراء الكشف المبكر للمُواطنين والمُقيمين المستوفين للشروط المطلوبة لإجراء الفحص، فإذا كانت النتائج طبيعية، يتم إرسال رسالة نصية للمريض بذلك، أما في حال وجود نتائج غير طبيعية- ولا يعني ذلك بالضرورة وجود سرطان- فيتم تحويل المريض إلى مستشفى حمد لتأكيد الفحوصات والتشخيص، وذلك خلال يومين إلى سبعة أيام من تاريخ مراجعة طبيب العيادة، وبعد ظهور نتائج الكشف المُبكر.
د. عائشة صقر: أغذية تزيد احتمالات الإصابة
حذَّرتِ الدكتورةُ عائشة صقر- استشاريّ التغذية العلاجيَّة- من مخاطرِ التغذية غير الصحيَّة وارتباطها بالإصابة بمرض السَّرطان، موضحةً أنَّ هناك علاقةً وطيدةً بين هذه الأغذية والمرض، كما توجد علاقة أساسيَّة بين الغذاء الصحي والوقاية منه.
ولفتت إلى أنَّ العديدَ من الدراسات أظهرت أنَّ هناك بعضَ الأغذية تزيد من احتماليَّة بالإصابة بالسرطان، ومنها الأغذية المُصنَّعة كاللحوم، حيث تبتعدُ عن طبيعتِها وتزداد في مساوئِها وأضرارها على جسم الإنسان، موضحةً في هذا الصدد أن الأطعمة المقلية تأتي في المرتبة الأولى بالنسبة للأغذية التي تزيد احتمالية الإصابة، وذلك لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والمهدرجة التي تؤثرُ على خلايا الجسم بشكلٍ كبيرٍ. ويأتي في المرتبة الثانية المشويات التي تعرَّضت لدرجات حرارة عالية جدًا تصل إلى الاحتراق، حيث تصبحُ هذه اللحوم موادَّ مساعدة على نمو بعض الخلايا السرطانية.
وحذَّرت من الإفراط في تناول السكريات خاصة المكررة والمصنعة، حيث أثبتت بعض الدراسات أنَّها تساعد على نمو بعض الخلايا السرطانية. ولفتت إلى أهمية الابتعاد عن الوجبات السريعة التي تحتوي على نسب دهون عالية، وكذلك الأغذية التي تحتوي على الكثير من الأملاح، وكذلك الأسماك المستزرعة التي يتم تربيتُها في بيئة غير صالحة، وبالتالي فإنَّ نسبة السموم في أجسامِها تكون عاليةً، خاصة أنها تحتوي على مركبات الفينيل. أما الأغذية التي تسهم في الوقاية من المرض، فهي الأغذية الطبيعيَّة التي لا يتم تصنيعُها، وكذلك الكركم، والزنجبيل والثوم، والبصل، والخضراوات، والفواكه التي تحتوي على موادّ أكسدة عالية تحافظُ على صحة الجسم.
د. محمد الحمصي: تطور كبير في علاج المرض
أكَّدَ الدكتورُ محمَّد أسامة الحمصي -استشاري أول ونائب المدير الطبي للتعليم الطبي والأبحاث والجودة في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسسة حمد الطبية- أنَّ نسبةً كبيرة من أمراض السرطان تحدث نتيجة للتعرض لعددٍ من العوامل المُختلفة، وتنقسم هذه إلى عوامل خطر قابلة للتحكم بها، مثل عدم الحفاظ على الوزن، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، وعدم اتباع نظام غذائي متوازن، والتدخين والتعرض للتدخين السلبي بكافة أشكالِه. وكشفَ أنَّ هناك تطورًا كبيرًا في الفترة الأخيرة في علاج السرطان، كالعلاج المناعي، ويتم بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، لافتًا إلى أنَّ هذا العلاج نجحَ في علاج العديد من الحالات المصابة بالسرطان، وهذا العلاج يمكن استعماله في الحالات المصابة بسرطان الرئة والكبد والكلى والجهاز الهضمي. وأضافَ: إنَّ العلاج المناعي يعني استخدام آلية دفاع الجسم الذاتية في كبح المرض، حيث أظهرت الدراسات أنَّ الخلايا السرطانية تقوم بتقييد الخلايا المناعية وتمنعها من القيام بوظيفتِها، ولكن مع هذا العلاج يتمُّ تحرير الخلايا المناعية بالجسم لتقومَ بوظيفتِها في القضاء على الخلايا السرطانيَّة.