وزير البيئة يؤكد ضرورة تحقيق التوازن بين التنمية البيئية والاقتصادية والبشرية لمستقبل مستدام

الراية _ الدوحة:
أكد سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، اليوم، ضرورة تحقيق التوازن بين التنمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية من أجل ضمان مستقبل مستدام لدولة قطر.
وقال سعادته، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا” على هامش الاحتفال بيوم البيئة القطري 2023 في جزيرة “العالية” تحت عنوان “بيئتنا إرث.. وطنا”، إن الاحتفال بيوم البيئة القطري، يؤكد على رؤية الوزارة واستراتيجيتها الرامية لحماية البيئة المحلية، وتحقيق التنمية المستدامة، لا سيما أن بيئتنا المحلية هي جزء من تراث دولة قطر التاريخي، وتعد مكونا رئيسيا من مكونات ثقافة الشعب القطري.
وأوضح سعادته أن وزارة البيئة والتغير المناخي تشارك بيوم البيئة القطري 2023 تحت شعار: “بيئتنا إرث وطنا” من خلال العديد من الفعاليات منها: (إطلاق السلاحف البحرية، وإطلاق صغار الأسماك، وتنظيف جزيرة العالية، وتنظيف أعماق البحر، وزراعة شتلات القرم، ووضع أعشاش للطيور) في جزيرة العالية التي تتميز بطبيعتها وتنوعها البيولوجي.
وأشار إلى أن قطر حققت ريادة في مجال التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة الوطنية، وذلك من خلال العديد من الإنجازات والمبادرات التي جعلتها في طليعة الدول التي تسعى جاهدة للمحافظة على البيئة بجميع أشكالها، والالتزام بتعهداتها الدولية في هذا المجال، لافتا إلى أن الدولة حققت قفزات كبيرة في خفض الانبعاثات الكربونية بجميع قطاعات الدولة، والاعتماد على البدائل الصديقة للبيئة، وكذلك إصدار التشريعات التي تحافظ على بيئتنا الوطنية، وتشجع القطاع الخاص على أهمية إيجاد علاقة توازن بين “احتياجات التنمية” و”حماية البيئة”، وذلك ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.
ونوه سعادته بأن قطر نجحت في استضافة أول نسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم صديقة للبيئة، وذلك ببناء 40 % من ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022، بمواد يمكن إعادة تدويرها، والاعتماد على الطاقة الشمسية في تشغيل الملاعب الرياضية، بالإشارة إلى أن جميع وسائل المواصلات المستخدمة في تنقلات الجماهير كانت تعمل بالطاقة الكهربائية، مذكرا بأن الوزارة قامت بنشر عدد كبير من وحدات قياس جودة الهواء في محيط الملاعب التي جرت عليها مباريات البطولة.
وعن إنجازات وزارة البيئة والتغير المناخي خلال عام 2022، لفت سعادة وزير البيئة والتغير المناخي إلى قيام الوزارة بإنشاء الشبكة الوطنية لمنظومة الرصد المستمر لجودة المياه الساحلية والبحرية للدولة، وذلك بقياس المتغيرات والعوامل البحرية والبيئية الفيزيائية، باضافة إلى توفير البيانات للجهات المعنية، وإعطاء تحذيرات وإنذار مبكر في حالة تدهور.
ولفت إلى أن الوزارة قامت بتدشين وحدة رصد وتحليل البيانات البيئية، التي تهدف إلى تحسين رصد بيانات جودة الهواء المحيط في دولة قطر، والذي سيساعد في المحافظة على جودة الهواء وفق أعلى المعايير من خلال مبادرة إعداد وتنفيذ خطة وطنية متكاملة لإدارة جودة الهواء، حيث تقوم هذه المبادرة على تطوير خطة وطنية من خلال الرصد المستمر وقياس تركيز الملوثات في الهواء المحيط، وتحديد أسباب ومصادر هذه الملوثات لمعالجة ذلك وتحسين جودة الهواء، مضيفا أن الوزارة تمتلك منظومة متكاملة لرصد جودة الهواء المحيط، تتضمن محطات ثابتة ومتنقلة موزعة في الدولة بلغ عددها حوالي 40 محطة لمراقبة جودة الهواء في جميع أنحاء دولة قطر.
ونوه سعادته بمشروع تطوير قاعدة بيانات التنوع الحيوي في دولة قطر، الذي يسعى إلى إصدار قائمة بالأنواع النباتية والحيوانية المسجلة في الدولة، لتكون مرجعية معتمدة تدعم أصحاب العلاقة العاملين في هذا المجال، وكذلك للمسؤولين في عملية صنع القرار بمجال حماية البيئة، مشددا على أن للمشروع بعدا إقليميا ودوليا مهما، وذلك لدوره في تحديث عناصر التنوع الحيوي بدولة قطر، والمساهمة في تأصيل وتوثيق النباتات والحيوانات المحلية.
وأوضح سعادته أن خطة العمل الوطنية للتغير المناخي، التي أطلقتها الوزارة خلال الفترة الماضية، حددت أكثر من 35 مبادرة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بجميع القطاعات بنسبة 25 % بحلول 2030، شملت تلك المبادرات خططا تنفيذية واضحة ومحددة، فضلا عن السعي للوصول لأعلى درجات الاستثمار في التقنيات منخفضة الكربون، مثل: استخدام الطاقة الشمسية، وعزل الكربون، والاعتماد على الطاقة الكهربائية.
وحول عملية رفع وعي المواطن والمجتمع المدني بأهمية المحافظة على البيئة القطرية، نوه سعادته بأنه على رأس تلك الإنجازات التي حققتها وزارة البيئة والتغير المناخي، جاءت مسألة رفع وعي المواطن والمجتمع بالحفاظ على البيئة القطرية، وخاصة أن غياب الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع يؤدي إلى تدهور في البيئة، وحدوث خلل في السلسلة الغذائية وارتفاع نسب التلوث، مما شهد انخفاضا ملحوظا الفترة الماضية بسبب وعي المواطن وانتهاجه السلوك الحضاري، وإيمانه بانعكاس ذلك على وطنه وسلامته الشخصية.
ودعا سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، خلال حديثه لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، جميع الفئات المجتمعية إلى المشاركة بيوم البيئة القطري، كل حسب تخصصه ضمن الظروف المتاحة أمامه، لا سيما أن البيئة تعد اليوم بمثابة إرث حقيقي سيبقى متواجدا معنا.
وشدد على استمرار الوزارة في مساعيها خلال العام الجاري للقيام بواجباتها والاضطلاع بدورها، للحفاظ على البيئة القطرية وتحقيق التنمية المستدامة، بالتعاون مع جميع أجهزة ووزارات الدولة، مستلهمة قوتها وعزيمتها من رؤية القيادة الرشيدة وتوجهاتها السامية، لتحقيق التنمية الشاملة بدولة قطر، والحفاظ على البيئة الوطنية، واضعة نصب عينيها مصالح الدولة العليا وتحقيق سلامة وصحة المواطن.
وعلى الصعيد الدولي، أشار سعادته إلى المشاركة المميزة للدولة في المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP27″، الذي استضافته مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث تم تدشين برنامج الاستدامة البيئية الذي طورته الوزارة تحت شعار “بيئتنا المستدامة”، والذي يشجع على إدراج الجهود والمبادرات المتصلة بمختلف أبعاد الاستدامة البيئية في دولة قطر، ضمن منصة رقمية تم إعدادها لهذا الغرض، الأمر الذي من شأنه إبراز إنجازات دولة قطر، ومدى التزامها بدعم الجهود الدولية المتعلقة بالمناخ والاستدامة البيئية.
وقال سعادة وزير البيئة والتغير المناخي، في ختام تصريحه لوكالة الأنباء القطرية “قنا”: إن جزيرة العالية التي أقيمت فيها فعاليات اليوم البيئي القطري لعام 2023، تعد من الجزر غير المأهولة، وأغلب المخالفات التي وجدت فيها كانت عن طريق التيارات البحرية، وقد تم إطلاق حملة لتنظيف الشواطئ وقاع البحر، إضافة إلى زراعة شتلات القرم بما تحمله من فوائد كبيرة لعملية التنوع البيئي، لافتا إلى أن الهدف من وضع العشش الطبيعية جاء للمحافظة على الطيور المتواجدة في المنطقة.
وبدوره، أشار الدكتور إبراهيم عبد اللطيف المسلماني الوكيل المساعد لشؤون الحماية والمحميات الطبيعية بوزارة البيئة والتغير المناخي، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إلى أن الوزارة تقوم في مثل هذه الأيام من كل عام بإقامة العديد من الفعاليات البيئية المتنوعة، بمناسبة يوم البيئة القطري، وذلك بالمشاركة مع العديد من الجهات الحكومية المهتمة بالشأن البيئي، مؤكدا أن الوزارة تسعى للمحافظة على البيئة بجميع الأيام والفترات الزمنية بهدف تحقيق الاستدامة البيئية حتى تكون نظيفة وخالية من التلوث.
وقال الدكتور المسلماني: إن الاحتفال العام الحالي يحمل العديد من الدلالات التي تؤكد على انتماء المواطن إلى بيئته، سواء بيئة بحرية والتي كانت محل عمل الأجداد قديما، أو برية تنتمي لها جذور القبائل القطرية، موضحا أن الوزارة حققت العديد من الإنجازات خلال الفترات الماضية، من خلال التوسع في إنشاء المحميات الطبيعية والمحافظة عليها، وإصدار العديد من المشاريع البحثية، إضافة إلى التوسع في السياحة البيئية مثل دحل المسفر التي تم افتتاحها الفترة الماضية، منوها بأن العمل جار على تجهيز مناطق للسياحة البيئية مثل خور العديد التي سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المسلماني في ختام تصريحه لـ قنا، أن توعية الفئات المجتمعية بأهمية المحافظة على البيئة أمر بغاية الأهمية، لافتا إلى أن هناك وحدات متخصصة في وزارة البيئة والتغير المناخي تعمل على توعية الجمهور بهدف المحافظة على البيئة وتحقيق استدامتها.
من جانبه، قال السيد عبدالهادي المري الوكيل المساعد لشؤون البيئة: إن يوم البيئة القطري مناسبة جيدة للتأكيد على أهمية المحافظة على بيئتنا المحلية التي هي إرث الآباء والأجداد، الذي يعبر عنه شعار هذا العام “بيئتنا إرث.. وطنا”، لافتا إلى جهود الوزارة للمحافظة على البيئة المحلية وتنوعها الطبيعي من نباتات وحيوانات، وكذلك منع جميع أنواع التلوث البحري والبري لما يمثله من انعكاس سيئ على حياة المواطنين، إضافة إلى مراقبة نسب نقاء الهواء بدولة قطر، من خلال محطات رصد جودة الهواء التي تمتلك فيها الوزارة خمس وحدات، منها اثنتان متحركة وثلاث ثابتة، وربطها بغرفة العمليات بمبنى الوزارة.
ومن جهته، نوه الدكتور محمد سيف الكواري الخبير البيئي والمستشار الهندسي في وزارة البيئة والتغير المناخي، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية قنا، بأن وزارة البيئة والتغير المناخي تحتفل بيوم البيئة القطري، من خلال مجموعة فعاليات تقدمها في جزيرة العالية، التي تتميز بجمال اللون الأخضر والهواء النقي، معربا عن أمله بإدراج هذه الجزيرة بقائمة الأماكن السياحية من قبل الهيئات والجهات المهتمة بالسياحة لكونها تتمتع بناحية جمالية كبيرة تحقق الاستمتاع الكبير للمواطن والمقيم والزائر لدولة قطر.
من جانبه، قال السيد محمد أحمد الخنجي مدير إدارة تنمية الحياة الفطرية بوزارة البيئة والتغير المناخي: إن يوم البيئة القطري شهد العديد من الفعاليات والنشاطات التي تساهم في تنمية الحياة الفطرية، وذلك من خلال إطلاق العديد من السلاحف، والتي كانت تتم تربيتها بمنطقة فويرط ذات الأحجام الكبيرة، التي تستطيع التكيف مع مخاطر البيئة البحرية، كما جرى زراعة أشجار القرم لما لها من أهمية بيئية واقتصادية كبير، وذلك لدورها في تنمية الثروة السمكية، وكذلك صناعة الأعشاش الصناعية للعديد من الطيور المحلية، بما يساهم في تكاثرها وإيجاد مأوى أمن لها ولصغارها، كما عملنا على إطلاق العديد من أنواع الأسماك المختلفة بالتعاون مع وزارة البلدية.
وعلى صعيد متصل، قال السيد فرهود هادي الهاجري مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة البيئة والتغير المناخي، خلال تصريحه لـ قنا: إنه تم بناء أعشاش للطيور في جزيرة العالية ضمن الفعاليات التي أقيمت اليوم بمناسبة اليوم البيئي القطري، منوها بأن الجزيرة تتميز بالتنوع البيولوجي المتواجد على سطحها، من خلال الحيوانات البرية والأحياء المائية، ونبات القرم، والطيور المستوطنة والمهاجرة التي تأخذ الجزيرة محطة عبور لها.
يشار إلى أن سعادة وزير البيئة والتغير المناخي قام بجولة ميدانية، اليوم، في جزيرة العالية، التي تعد إحدى المحميات الطبيعية الغنية بالتنوع الحيوي وأشجار القرم بدولة قطر، حيث تم العمل على زراعة 150 من أشجار القرم، وإطلاق 80 من صغار السلاحف صقرية المنقار المهددة بالانقراض، إضافة إلى قيام المشاركين بالمساهمة في بناء الأعشاش الاصطناعية للعقاب النساري بمناطق متفرقة بالجزيرة.
وجرى خلال الفعاليات حملة موسعة لتنظيف سواحل الجزيرة، بالتعاون مع بعض متطوعي مركز الغوص الدولي (بادي)، حيث قام المختصون من الوزارة بإطلاع المشاركين على جهود دولة قطر في حماية السلاحف صقرية المنقار المهددة بالانقراض، وأساليب وجهود حمايتها من خلال إطلاق أعداد من صغارها إلى البحر كل عام، كما تم تقديم معلومات عن الأسماك المحلية، وعن جهود الدولة لحماية وتعزيز المخزون السمكي.
جدير بالذكر أن الفعاليات جاءت بالتعاون مع العديد من الشركاء، وهم: وزارة البلدية، وزارة المواصلات، شباب المناخ العربي، مركز برزان للشباب، كما حضر الفعاليات جميع الوكلاء المساعدين ومديري الإدارات والمعنيين بوزارة البيئة والتغير المناخي، وكذلك ممثلون من الجهات المشاركة.