الدوحة – الراية:

قامت المُنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد) بتنظيم حلقة نقاشية مفتوحة، بالتعاون مع اللجنة العُليا للمشاريع والإرث، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، والمجلس العالمي للبصمة الكربونية، حول إرث الاستدامة لبطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر ٢٠٢٢، وذلك من خلال تبادل الأفكار والرؤى حول الوسائل التي قامت بها دولة قطر للإيفاء بالتزامها الطموح بتقديم بطولة استثنائية محايدة للكربون وبناء إرث مُستدام للأجيال المُقبلة.

وشاركَ في الحلقة النقاشية كبار القيادات في المؤسسات والشركات الخاصة والعامة، ولفيف من المُتخصصين والخبراء في مجال الاستدامة، وتمويل أرصدة الكربون، ومقدمو الحلول والبرامج المتعلقة بالحد من الانبعاثات الكربونية، والمبتكرون والمتخصصون في هذا المجال، والذين شاركوا بشكل مُباشر في مشاريع بطولة كأس العالم 2022. حيث ضمت عددًا من المُتحدثين رفيعي المستوى من مؤسسات دولية ومحلية مثل فيفا، واللجنة العُليا للمشاريع والإرث وبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ وجورد وشركة الرّيل والمجلس العالمي للبصمة الكربونية وشركة بلدنا والمكتب العربي للشؤون الهندسية.

وتعليقًا على تنظيم هذه الحلقة النقاشية، قال الدكتور يوسف بن محمد الحرّ، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير: «لقد قامت قطر بإعداد خطط مُستقبلية للحد من تلوث المناخ وانبعاثات الكربون، وذلك قبل فترة طويلة من فوزها باستضافة كأس العالم لكرة القدم، ولكن من المؤكد أن فرصة استضافة هذا الحدث الرياضي الأكثر متابعة على مستوى العالم، قد ساهمت في تسريع تقدمنا في هذا المجال المهم، فمنذ البداية، كنا نعتقد أن كأس العالم يمكن أن تكون عاملًا مُساعدًا للتحول الأخضر، ليس فقط في دولة قطر، لكن أيضًا في جميع أنحاء العالم».وأضافَ الدكتور يوسف الحرّ: «تهدف هذه الفعالية إلى تبادل المعرفة والأفكار، فضلًا عن عرض المبادرات الخضراء التي شاركنا فيها بدعم من إدارة الاستدامة باللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومن خلال مشاركة الأفكار حول الوسائل التي حققت بها قطر أهدافها الطموحة في مجال الاستدامة، نأمل في إلهام وتمكين الآخرين في اتخاذ إجراءات نحو مستقبل أكثر انخفاضًا في انبعاثات الكربون، وفي الوقت نفسه، لا نزال مُلتزمين بضمان استمرار إرث الاستدامة في قطر ٢٠٢٢ لسنوات قادمة».

ومن جانبها، قالت المُهندسة بدور المير، المُدير التنفيذي لإدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: «كنا نعلم دائمًا أن استضافة كأس العالم لكرة القدم في قطر كانت فرصة لتصميم وتنفيذ مشاريع من شأنها أن تُقلل من الأثر البيئي خلال أحداث البطولة وأن تترك إرثًا مُستدامًا في نفس الوقت. كان أحد الجوانب الرئيسية لاستراتيجيتنا هو برنامج المباني الخضراء، ونحن فخورون بحصول جميع الاستادات على شهادات «جي ساس» للتصميم والبناء وإدارة التشييد والتشغيل. كان برنامج الاستدامة الخاص بكأس العالم FIFA قطر 2022 هو أول برنامج يتم تطويره وتسليمه بشكل مُشترك بين الدولة المُضيفة والفيفا. من خلال هذا التعاون، تمكنا من إحداث أثر إيجابي خلال مراحل التحضير والعمليات والإرث».

بطولة استثنائية

وبدوره، قال السيد فيديريكو أديتشي، رئيس قسم الاستدامة والبيئة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): «نحن كفريق، قدمنا بطولة كأس عالم أظهرت العديد من الاستثناءات في مختلف المجالات المتعلقة بالبطولة، كما قدمنا بطولة نفذت استراتيجية استدامة تُعد الأكثر شمولًا لأضخم حدث رياضي على الإطلاق، لافتًا إلى أن بطولة كأس العالم 2022 لن تترك إرثًا إيجابيًا للاستدامة في قطر فحسب، بل ستؤثر أيضًا على الطريقة التي ستقام بها بطولات وفعاليات مُماثلة في جميع أنحاء العالم، وسيظل تأثير قطر ملموسًا في بطولات كأس العالم لكرة القدم في المُستقبل».

ومن جانبه، قال السيد يوسف الصالحي، المُدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: «لا شك أن دولة قطر قطعت خطوات كبيرة في تنفيذ برنامج الاستدامة لتحقيق التنمية الاقتصادية على مدار العقد الماضي، فقد شهدت الاستعدادات لكأس العالم دفعة خاصة نحو حياد الكربون، مع اتخاذ تدابير ملموسة تضمن انخفاضًا كبيرًا في الانبعاثات الضارة والنفايات غير القابلة لإعادة التدوير، ومن المهم ألا نحتفل بإرث الاستدامة لكأس العالم فقط، بل نتحدث عنه أيضًا على منصات أخرى مثل سلسلة «لقاء الخبراء» التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا والتي نفخر باستضافتها، حيث إن الجمع بين الخبراء الذين ساهموا في تأسيس هذا الإرث هو خطوة أساسية في تبادل المعرفة، بالإضافة إلى تثقيف الجمهور حول قضايا مثل الاستدامة وتغير المناخ».