تمكين المرأة مفتاح التنمية المستدامة
التركيز على سد الفجوة بين الرجال والنساء والتكنولوجيا والابتكار
برنامج عمل الدوحة حدد الأهداف لتحقيق المساواة
الدوحة – قنا:
أكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين هما مفتاح التنمية المستدامة والجهود المبذولة للقضاء على الفقر والتقدم المحرز نحو التنمية الاجتماعية والبشرية.
وأضافت سعادتها، خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي أقيم على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعنيّ بأقل البلدان نموًا الذي يقام حاليًا بالدوحة، أن برنامج عمل الدوحة «2022 – 2031» حدد عددًا من الأهداف والغايات للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، واعتبر أيضًا أن إحدى الأولويات القصوى هي استخدام قوة العلم والتكنولوجيا والأفكار الجديدة لمحاربة الضعف وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشددة على أهمية الالتزام بتحسين تعليم المرأة وقدرتها ومهاراتها الرقمية من أجل إحداث التغيير والتقدم الذي سيساعد في الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة.
وأوضحت أن العالم يحتفل باليوم العالمي للمرأة هذا العام تحت عنوان مهم للغاية «الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين»، حيث تفتح التكنولوجيا أبوابًا جديدة للتمكين العالمي للنساء والفتيات، ويقدم العصر الرقمي فرصة غير مسبوقة للقضاء على جميع أشكال التفاوت وعدم المساواة، منوهة إلى أنه رغم وجود الكثير من الأزمات حول العالم، فإن العالم لديه فرصة لصنع مستقبل أفضل ليس فقط للنساء والفتيات، ولكن للجميع، غير أنه بحاجة إلى التركيز على سد الفجوة بين الرجال والنساء والتكنولوجيا والابتكار والعلوم، وإذا لم نفعل ذلك، سيكون من الصعب الوصول إلى المساواة بين الجنسين.
وأوضحت سعادتها أن هناك 3 مليارات شخص لا يزالون غير مرتبطين بالإنترنت، غالبيتهم من النساء والفتيات في البلدان النامية، وفي البلدان الأقل نموًا هناك فقط 19% من النساء يمكنهم الوصول للإنترنت، لافتة إلى أن قطر ستقوم بكل ما في وسعها لدعم تحقيق هذا الهدف، وداعية في الوقت نفسه جميع الدول الأعضاء، وأصحاب المصلحة للانضمام لدولة قطر، والمساهمة في سد الفجوة الرقمية.
وفي الإطار ذاته، قالت سعادة السيدة رباب فاطمة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والممثلة السامية لأقل البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية: إن تمكين النساء والفتيات عنصر أساسي في برنامج عمل الدوحة، وهو موضوع استمر في جميع أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعنيّ بأقل البلدان نموًا، خاصة فيما يتعلق بالتعليم والمهارات الرقمية.
وأعربت عن سعادتها للاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الدوحة، وعن أملها أن تكون القيادات النسائية المشاركة في المؤتمر قد ألهمت الحضور، وخاصة الشابات، لإحداث تغييرات حقيقية في بلدانهن وفي حياتهن، مبدية إعجابها بالنساء المتحدثات في المؤتمر، وما يتمتعن به من ثقة وقدرة على الإقناع، وكيف أنهن انتهزن الفرصة لقيادة النقاش وتشكيله والتأثير فيه.
وشددت سعادة السيدة رباب فاطمة على ضرورة أن يكون الوصول إلى التعليم أعظم أداة تمكين متاحة للبشرية، وأن يكون هذا الوصول متساويًا وشاملًا، مشيرة إلى أن العالم ما يزال أمامه طريق طويل لتحقيق هذه المساواة في جميع نواحي الحياة، «لكنني على ثقة من أننا سنكون قادرين على تحقيق هذا الإنجاز من خلال التزامنا القوي وتصميمنا».
وتابعت بالقول: «إن تمكين المرأة يمكن أمة بأكملها من تحقيق إمكاناتها، ويجب علينا معًا أن نقوم بالمزيد لفتح أبواب الفصول الدراسية وغرف مجالس الإدارة، وغرف الموظفين أمام النساء والفتيات في جميع البلدان الأقل نموًا وفي كل مكان. دعونا نتعهد هنا اليوم بإيجاد عالم تتمتع فيه جميع النساء والفتيات بصوت متساوٍ وإمكانية الوصول إلى كل فرصة، دعونا نتأكد من أن النساء كذلك شركاء متساوون في رحلة التحول من فئة البلدان الأقل نموًا إلى الازدهار والارتقاء».
ويحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، للتوقف والتفكير لوضع الاستراتيجيات، وتعزيز الخطوات التي اتخذت ويتخذها المجتمع الدولي لضمان عالم به مساواة بين الجنسين، وخال من الانحياز والنمطية والتمييز، ومتنوع ومنصف وشامل وتقدر فيه الاختلافات.