غسل الأموال
فرصة لغسل قلوبنا بأمانة ونحن على أبواب رمضان
ورق العنب الجاهز بمبلغ زهيد ويعاد بيعه في علبة بـ «مبلغ وقدره» !
صدمة قضية غسل الأموال المتهم فيها مشاهير التواصل الاجتماعي
غسل «رسائل الواتساب» في يوم الجمعة المبارك !
القلوب السوداء لن يجدي معها مسحوق «قاهر الأوساخ» لجعلها بيضاء

أول عملية غسل شهدها المُجتمع هي تدوير أكياس اللحم، والطامة أنها حدثت في عيد الأضحى المُبارك ! حيث يتم غسل قطعة اللحم ذاتها باستبدال الكيس فقط لتمر على جميع بيوت «الفريج» لتعود إليك ولكن في كيس آخر !
ومع تطور الزمان أصبح هناك ما يُعرف بغسل «رسائل الواتساب» والمصيبة أنها تحدث في يوم الجمعة المبارك ! حيث ترسل صورة دينية تحمل دعاءً لتدور على جميع الأعضاء ثم تعود إليك من رقم غير مُعَرَّف، موسومة بجملة الحقوق محفوظة !
هذا باختصار هو تعريف الغسل بكل وضوح، وشفافية
كما أعرفه ! طبعًا أصحاب النفوس الضعيفة لم يكتفوا بهذا الغسل، بل أخذ أبعادًا جديدة، وخطيرة !
ورق العنب يتم شراؤه جاهزًا بمبلغ زهيد ثم يُعلب في علبة منمقة كتب عليها (صنع بحب) ليعاد بيعه بمبلغ وقدره ! المشكلة أن السعر لا يكشف عنه صراحة بل يقال لك تعال على الخاص بمعنى آخر هو غسل على أصوله تراعى فيه السرية، والكتمان !
هذا الأمر يعود بي بالذاكرة للوراء، حيث كنا نشتري فروخ الدجاجة، وبلغة أخرى (الصيصان) الملونة بمبلغ أكثر من قيمتها فقط لأنها ملونة وعندما تكبر قليلًا ينكشف المستور! هي أشبه بغسل من نوع فاخر يتم إعادة تدوير الصيصان الرخيصة بمبالغ أكبر !
ولعل أبسط مثال هو أن تفتتح محلًا للحلويات لبيع ال (هوت غولدن بولز فرايد سويت) ب 100 ريال للكيلو لتكتشف بعد ذلك أنها ليست سوى (لقيمات) !
عقلي الصغير كان يصور لي أن عملية الغسل هكذا تكون حتى وقع نظري على خبر قضية غسل الأموال المتهم فيها مشاهير التواصل الاجتماعي ! هنا بحثت عن المعنى الحقيقي لعملية غسل أو تبييض الأموال واكتشفت أنها جريمة اقتصادية تهدف إلى إضفاء شرعية قانونية على أموال مُحرمة، لغرض حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها أو إيداعها أو استثمارها أو تحويلها أو نقلها أو التلاعب في قيمتها وهي في الأصل أموال مُتحصلة من جرائم.
إذًا قس من حولك الكثير من عمليات غسل الأموال الحقيقية التي تُدار بأساليب ومسميات كثيرة .. أنا أعرفها وأنت تعرفها عزيزي القارئ ! لذلك لا داعي للخوض فيها فكلنا نريد العيش حتى لو عشنا بخوف أو ذل.. من يهتم؟.
قبل الختام أحب أن أذكركم بجريمة لا تقل خطورة عن عملية غسل الأموال، وهي غسل القلوب، حيث تجد إنسانًا صاحب قلب أسود حالك كله شر .. يقوم بعملية غسل أشبه بماكينة غسل الصحون ليخرج عليك بقلب أبيض ناصع كله خير.. لكن يظل صاحبه مُتسخًا لا ينفع معه حتى سائل قاهر الأوساخ ! لتكتشف حقيقته ولكن للأسف بعد فوات الأوان.
وهذه فرصة ونحن على أبواب رمضان بأن نغسل قلوبنا لكن بأمانة.
قد يقول قائل إنها تجارة ؟ وهذا فعلًا الحاصل فعملية الغسل تجارة، هي عملية تدوير المال بطرق مشروعة.
في الختام من يقول إن الأموال وسخ دنيا ! فليُعطنا إياها فنحن بلا فخر أفضل من يقوم بغسلها!