كتاب الراية

همسة ود …. لا تعاشر من لا يقدر قيمتك

يجب وضع حدود مع الشخص الذي لا يعرف قيمتك ولا يقدرك

أب قبل أن يموتَ قال لابنه: هذه ساعةُ جدِّ جدِّ جدِّك عمرُها أكثر من 200 سنة، لكن -قبل أن أعطيك إياها- اذهب لمحل الساعات في أول الشارع، وقل له أريد أن أبيعها، وانظر كم سعرها، ذهب ثم عاد لأبيه، وقال: الساعاتي عرض فيها 5 دولارات لأنها قديمة، قال له اذهب إلى محل الأنتيكات، ذهب ثم عاد، وقال: عرض فيها 5 آلاف دولار، قال الأب: اذهب إلى المتحف الآن واعرض الساعة للبيع، عندما عاد الابن قال لأبيه: أحضروا خبيرًا وقيّمها، وعرضوا عليّ مليون دولار مُقابل هذه القطعة، قال الأب: أردتُ أن أعلمك يا بني أنّ المكان الصحيح يُقدّر قيمتك بشكل صحيح، فلا تضع نفسك بالمكان الخاطئ وتغضب إذا لم يقدروك.

لا تُصاحب من لا يفهمك

لا تُعاشر من لا يعرف قيمتك

لا تنتظر من لا يجد الوقت لأجلك

لا تقبل بالنصف وأنت تستحق التمام

لا ترضَ بأن تكون الاختيار وقت الفراغ

كن المحور أو كن العدم

لمْ تولد لتكون على مقاعد الاحتياط في حياة الآخرين

وقتَما تشعر بذلك مع أحدهم

انسحبْ بهدوء

فلن يفيدك البقاء

ولن يضره أن تتركه!

وفي الحقيقة، لن يحترمك أحد أكثر مما تحترم نفسك، لذا إن لم تضع بعض الحدود الشخصية، سيتجاوز الكثيرُ الحدودَ في تعاملهم معك.

يجب وضع حدود مع الشخص الذي لا يعرف قيمتك ولا يُقدّرك، لأنه لن يُقدّر أي فعل منك، لذلك عليك التركيز على أهدافك وطموحاتك الخاصة، والمُحافظة على ثقتك بنفسك، لأن شعور عدم التقدير قد يؤدي إلى قلة الثقة بالنفس، فكن واثقًا أن كل ما تفعله هو من أجل قيمتك أنت، وإذا استمر شخص ما بسلوكياته المؤذية، حينها يكون من الضروري التخلي عن العلاقة، وعدم تبرير السلوكيات المؤذية التي يقوم بها ذلك الشخص.

غياب الافتقاد الروتيني أو السؤال عن يوم هام في حياتك، علامة من علامات عدم التقدير، إذ يظهر هذا الإنسان بأنه غير مُهتم لأي جزئية في حياتك. فأنت لن تستطيعَ إجباره على مُعاملتك كما تستحق ولن تكون لك القدرة على البقاء في هذه العلاقة.

الشعور بعدم التقدير يؤدي إلى توليد مشاعر من الغضب والاستياء، لذلك ومن أجل الحفاظ على صحة علاقاتنا في العمل وفي الحياة بشكل عام، يجب أن نُفكرَ في وضع حدود للآخرين، ومن المُهم أن نبني حدودنا بناءً على مبادئنا وتربيتنا وتقاليدنا ومقدار الوعي بذواتنا، بحيث نكون قادرين على اتخاذ قراراتنا بناءً على مصلحتنا بدلًا من اتخاذها بناءً على مصلحة الآخرين.

وفي اعتقادي فإن من وضعوا حدودًا شخصية لأنفسهم يتمتعون بدرجةٍ عاليةٍ من الثقة بالنفس، فالحدود الداخلية التي يضعها الإنسان هي أنظمة داخلية للتنبيه ضد خطر الإرهاق العاطفي والنفسي مع العائلة والأصدقاء ومن أجل الحفاظ على صحة علاقاتنا في المنزل والعمل، لذلك علينا أن نُعبّرَ عن أفكارنا ومشاعرنا بلطف وبحزم دون لوم الآخر أو تهديده، كما يجب منح الآخر فرصة لمُراجعة سلوكه لمعرفة إن كان حسن النية، ومنحه فرصة لمُراقبة سلوكه لاحقًا لتحديد نيته من التقرب منا، فالذي يتمتع بثقة عالية بالنفس يميل إلى تحمل مسؤولية أفعاله، ولا يلقي اللوم على الآخرين، ولا يُقلل من احترامهم.

يجب على كل منا أن يُحددَ حدوده لمعرفة حقوقه الأساسية في رسم الخطوط العريضة، كالحق في المُعاملة باحترام، والحق في قول «لا» دون شعور بالذنب، والحق في الاهتمام باحتياجاته كما يهتم باحتياجات الآخرين، والحق في عدم تلبية كافة توقعات الآخرين.

لا تحب إلا من يراك أهم وأجمل شيء في حياته، فلا تقبل بأقل مما تستحق.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X