استمرار توتر المسيَّرات بين موسكو وواشنطن
البيت الأبيض ينشر مقطع فيديو يُظهر اعتراض روسيا للمسيَّرة الأمريكية
موسكو تنفي الاتهامات الأمريكية بأن طائرتيها تصرفتا بتهور في الحادث

الدوحة – الجزيرة نت:
أظهرت بيانات ملاحية إقلاع طائرة استطلاع ومراقبة أمريكية من قاعدةٍ جنوبي إيطاليا، في طريقها إلى المنطقة الغربية من البحر الأسود، وذلك عقب يومين من إسقاط مقاتلات روسية مسيرة أمريكية من طراز «إم. كيو-9» (MQ-9) بعد اعتراضها ما أدى إلى توتر كبير بين البلدين. وأكدت الولايات المتحدة، أمس، استمرار طلعاتها الجوية فوق البحر الأسود، حيث كشفت البيانات الملاحية أن المسيّرة الأمريكية انطلقت من إيطاليا، وحلقت في أجواء بلغاريا ورومانيا، كما كشفت قيام الطائرة بما يزيد على 20 طلعة غربي البحر الأسود منذ بداية العام.
روايات متضاربة
يأتي هذا، فيما تضاربت روايات كلا الطرفين بشأن التصادم فوق البحر الأسود، ففي حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن المسيّرة الأمريكية سقطت نتيجة لمناورة حادة، جعلتها تفقد السيطرة والتحكم في الارتفاع وتصطدم بسطح الماء، قال سلاح الجو الأمريكي إن التصادم وقع على بعد 40 أو 50 ميلًا بحريًا جنوب غرب شبه جزيرة القرم، فوق البحر الأسود، في المجال الجوي الدولي.
ونشرت الولايات المتحدة، أمس الأول الخميس، مقطع فيديو رُفعت عنه السرية يُظهر اعتراض روسيا للطائرة، وهو مقطع قال البيت الأبيض إنه يكشف أكاذيب موسكو بشأن ما حدث. ويمكن في مقطع الفيديو رؤية طائرة مقاتلة روسية من طراز (سو-27) وهي تقترب جدًا من الطائرة المسيّرة وتفرغ الوقود بالقرب منها، فيما قال مسؤولون أمريكيون إنها محاولة فيما يبدو لإلحاق الضرر بالطائرة الأمريكية أثناء تحليقها.
كما يُظهر المقطع انقطاع بث الفيديو بعد مناورة روسية قريبة أخرى، وهو ما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنه نتج عن اصطدام طائرة روسية بالطائرة المسيّرة. وينتهي الفيديو بعرض صور لتحطم مروحة الطائرة المسيّرة الذي نجم عن الاصطدام حسبما قال البنتاغون، ما أصاب الطائرة بالعطب وأدى إلى سقوطها في المياه العميقة. وأظهرت خريطة عرضها الجيش الأمريكي أن الاعتراض حدث في البداية على بعد ما بين 40 و50 ميلًا بحريًا قبالة ساحل شبه جزيرة القرم في المجال الجوي الدولي، وقال إن الاصطدام حدث بعد 10 أميال أخرى تقريبًا وإن الطائرة المُسيّرة سقطت في النهاية على بُعد يتراوح من 75 إلى 85 ميلًا بحريًا من اليابسة. وأكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن واشنطن ستواصل استخدام المُسيّرات في البحر الأسود لضمان المصالح الأمريكية، وتمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها. ونقلت شبكة «سي إن إن» (CNN) عن مسؤولين أمريكيين أن وزارة الدفاع تجري تقييمًا لمسارات المسيّرات الأمريكية في أجواء البحر الأسود، وتدرس طرقًا بديلة، لتفادي المقاتلات الروسية، فضلًا عن الاعتماد على الأقمار الاصطناعية في جمع المعلومات.
نفي روسي
ونفت روسيا الاتهامات الأمريكية بأن طائرتيها تصرفتا بتهور في الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء، وحملت مسؤولية السقوط على «المناورات الحادة» التي قامت بها الطائرة المسيّرة وقالت إن طائرتيها لم تصطدما بها. وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف إنه يجب تتبع حركة الطائرات المسيّرة في المجال الجوي الذي هو جزء من أراضي روسيا وسيادتها.
وأضاف، في تغريدة على تليغرام، أن الأمريكيين فقدوا عقولهم تمامًا، وأن التناغم معهم خطأ، رغم الحاجة للاتصالات العسكرية، على حد تعبيره، وأوضح أن الأمريكيين انسحبوا من معاهدة الأجواء المفتوحة التي كانت تعطي الحق بالتفتيش العسكري. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الوزير سيرغي شويغو كرّم الطيارين الذين حالوا دون انتهاك مسيّرة أمريكية حدود منطقة العمليات الخاصة.
وأضافت الوزارة أن شويغو رشح طاقم مقاتلة «سو-27» الذي اعترض المسيرة الأمريكية «إم كيو-9» (MQ-9) فوق البحر الأسود الثلاثاء الماضي لوسام الدولة.