إبداعات.. إكسبو الدوحة ٢٠٢٣ انطلاقة للسياحة العالمية
إقامة هذه المعارض الدوليَّة لها تأثير ثقافي وسياحي

تبهرُنا منظومةُ الإنجازات القطرية في شتَّى القطاعات يومًا بعد يوم، كاللؤلؤة المكنونة تشعُ بريقًا من الجوهر والخارج، وذلك ما نراه بصورة واقعية تواكب التطورات التكنولوجية والانفتاح الاقتصادي والثقافي، واكتسحت العالم بالإنجازات وَفق معايير دولية.
والأجمل تستعد قطر لاستقبال حدث كبير سيُحدث نقلة ثقافية وسياحية وتعليمية وبيئية كبيرة، وذلك بتنظيم إكسبو الدوحة 2023، ويتوقع أن يكون عدد الزائرين ثلاثة ملايين على مدار ستة أشهر بالفترة من ٢ أكتوبر ٢٠٢٣ حتى مارس ٢٠٢٤، وبمُشاركة ٨٠ دولة من أنحاء العالم.
هذا ما صرحَ به المُهندسُ محمد الخوري الأمين العام، حيث قال: إن إكسبو قطر الحدث الأكبر الصديق للبيئة ضمن رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، وإن المعرض علامة تجارية لها هدف ورؤية وقيم، وإن شعاره «صحراء خضراء _بيئة أفضل».
ونوهَ بأن الشعار يهدف إلى تشجيع وإلهام الناس بالحلول المُبتكرة والحد من التصحر.
وذلك يدل على رؤية الدولة وقيادتها بالاستثمار الحقيقي لكل الفعاليات والمؤتمرات والمعارض الدولية، حيث تسير وَفق منظومة ثقافية وسياحية وتعليمية وبيئية ذات ثوابت حقيقية تنطلق منها وتواكب كافة التحديات الراهنة بأساليب الإبداع والابتكارات بنمط ثقافي سياحي واستثمار للعقول وتبادل الخبرات بين الشعوب من كل أنحاء العالم، وتجمعنا الثقافات والعقول المُبدعة والمُبتكرة لكل التحديات البيئية ومنها التصحر وبأساليب حديثة، لكنها تساهم بالحراك الثقافي والسياحي والتعليمي والتنموي على الصعيدَين المحلي والدولي.
وهي دعوة للابتكار البيئي وخلق مشاركة شعبية بين شعوب العالم بأجواء قطرية ثقافية تراثية للحد من التصحر ووضع الحلول المُبتكرة، وهو الشعار الذي يُستهدف من إكسبو الدوحة 2023، وكلها تسير في إطار منظومة متكاملة.
وهذا ما نراه من خلال المحاور الأربعة التي سوف يتناولها المعرض، وهي الزراعة الحديثة والتكنولوجيا والابتكار والوعي البيئي والاستدامة، وتعتبر النسخة الأولى التي ستقام في مناخ صحراوي، واختيار حديقة البدع، هو اختيار موفق لموقع المكان، ويعتبر قلب الدوحة.
إن إقامة هذه المعارض الدولية لها تأثير ثقافي وسياحي يبدأ من قلب الدوحة، لرفع مستوى الوعي لدى الشعب القطري والمقيمين ونمو الحراك الثقافي والسياحي وتبادل الخبرات، ويُساهم في تغيير نمط الحياة الفكرية والثقافية بمواكبة التحديات بالإبداع والابتكار، وهذا لن يحدث إلا من خلال الاحتكاك المعرفي وبيئة صحية تسمو بالعلم والمعرفة والتطوير المُستمر وتنشط السياحة الثقافية والاقتصادية والتعليمية، وهو سر الاستراتيجية والرؤية المُستقبلية القطرية ٢٠٣٠ وخلق بيئة صحية خضراء.
إن إقامة هذه المعارض الدولية والمرتبطة بالتحديات التي تواجه العالم وهي البيئة والتصحر وكيفية مواجهتها ووضع الحلول المُبتكرة من الشعوب وأصحاب القرار والمعرفة، تجعل الجميع على يقظة معرفية مُستمرة مُرتبطة بالأحداث الراهنة، وتلامس بيئاتهم واهتماماتهم، وهم جزء من البيئة التي تتطلب أدوات تعليمية حديثة من الابتكار والإبداع، وهذا ما سيقوم به إكسبو الدوحة ٢٠٢٣، وستنعكس آثاره البيئية والثقافية والتعليمية والسياحية والاقتصادية على الأراضي القطرية برؤية تنموية مُستدامة.