حلول لتأخر المواعيد بالمستشفيات الحكومية
الدوام المسائي يخفف الضغط على العيادات الخارجية
إلزام المؤسسات الصحية بتوفير الخدمة حسب الطاقة الاستيعابية
تغيير البروتوكول الطبي المتبع في ملء البيانات واستحداث نظام جديد
تعدد الإجراءات يزيد وقت الكشف عند الطبيب
نقص عدد الأطباء في بعض التخصصات يسبب تأخر المواعيد
تخلف بعض المرضى عن مواعيدهم يحرم الآخرين من الخدمة

الدوحة – إبراهيم صلاح:
عدّد مشاركون في استطلاع الراية الإلكتروني أسباب تأخر المواعيد بالمستشفيات الحكومية وذلك بعد أن طرح مجلس الشورى الملف للنقاش، وقالوا إن الأسباب ترجع إلى تعدد الإجراءات الخاصة بالكشف، ما يتسبب في مضاعفة وقت الكشف عند الطبيب، فضلًا عن نقص عدد الأطباء في بعض التخصصات، إلى جانب عدم حضور بعض المرضى لمواعيدهم، وقلة المراقبة والتدقيق في بعض المراكز الصحية سبب وراء تأخر المواعيد.
واقترح هؤلاء مجموعة من الحلول لأزمة تأخر المواعيد بدايةً بتعيين مراقب أداء يشرف على عملية دخول المريض والوقت الزمني للكشف، وعمل دراسة للطاقة الاستيعابية من قبل جهة مستقلة، وإلزام المركز الصحي أو المستشفى بتوفير الخدمة حسب الطاقة الاستيعابية، إلى جانب تحسين وتطوير النظام الإلكتروني لتسجيل حالة المريض، فضلًا عن فتح العيادات المسائية، وأن يكون حجز الموعد إلكترونيًا والتنسيق الجيد من الإدارة إلى جانب تغيير تصميم الهيكل الإداري للمستشفى ووضع هياكل منفصلة لأقسام الطوارئ، وتقليل ساعات الدوام للطاقم الطبي إلى ٦ ساعات بنظام أربع مناوبات للعمل بنظام ٢٤ ساعة.
وطالبوا بتطوير عمل المراكز الصحية وتزويدها بأجهزة طبية متطورة ومختبرات حديثة، مع زيادة عدد الأطباء بتلك المراكز وإضافة لكل مركز صحي قسم للطوارئ، وغرفة عمليات متوسطة وصغرى، لتخفيف أعداد المرضى عن المستشفيات الرئيسية، ومنها يصبح هناك 20 مستشفى متطورًا وقادرًا على استقبال المرضى بدلًا من خمسة فضلًا عن توسيع الاختصاصات في المراكز الصحية وإرجاعها كالسابق.
- وضع هياكل إدارية منفصلة لأقسام الطوارئ تناسب طبيعة عملها
- تقليل الدوام إلى ٦ ساعات والعمل يوميًا بنظام الأربع مناوبات
وشدد المشاركون في استطلاع الراية على أهمية تغيير البروتوكول الطبي المتبع، واستحداث نظام جديد لتقليل وقت الطبيب في ملء بيانات المريض على «السيستم» والعمل على خلق فكر جديد يوازي العمل الخاص، والمنافسة القائمة في القطاع الخاص كربط راتب الطبيب بعدد حالات المرضى.
ولفتوا إلى أهمية دراسة إلغاء نظام المواعيد ووضع الأولوية لدخول المرضى وفقًا للحالات المَرَضية، وضرورة تفعيل المواعيد الهاتفية بصورة أكبر والتحويل مباشرة للتخصصات، فضلًا عن تحويل كل الممارسين إلى تخصصاتهم الأصلية ومنحهم صلاحيات العلاج مباشرة، إلى جانب تخصيص المستشفيات الحكومية للقطريين، وموظفي الحكومة فقط، أما موظفو القطاع الخاص وشبه الخاص فهم ملزمون بعمل تأمین صحي لموظفيهم وتقديم العلاج لهم في قطاع المستشفيات الخاصة فقط.
إجراءات تنظيمية
إلى ذلك أكد أ. د. علاء السالمي أن وزارة الصحة العامة تبذل جهودًا في توفير أحسن الخدمات وتوفر كل المتطلبات، ولكن المشكلة هي عملية تنظيمية وإدارية، وقال: إن أهم المقترحات هي تحديد الإجراءات الخاصة لكل مهمة، وسوف نجد أن هناك إجراءات هي التي تؤخر المواعيد سواء من الأطباء أو الجهة المسؤولة عن تحديد المواعيد إلى جانب إعادة توزيع عدد الأطباء حسب التخصصات الطبية.
- أقسام للطوارئ وغرفة عمليات صغرى بالمراكز الصحية
- ضرورة تعيين مراقب أداء على مراحل حصول المريض على الخدمة
وتابع: لا بد من دراسة توزيع الأطباء على التخصصات ومعرفة التخصصات التي فيها نقص، ويحدث فيها التأخر بالمواعيد، فلا يجوز أن يكون موعد المريض الساعة الثامنة والنصف بينما يدخل إلى الطبيب في العاشرة مثلًا، أيضًا لا بد من تحفيز الأطباء من خلال مؤشرات الأداء ومكافأتهم سواء ماديًا أو معنويًا على الأداء المتميز.
ولفت إلى أهمية توسيع الاختصاصات في المراكز الصحية وإرجاعها كالسابق للمراجعة بحيث يذهب المريض إلى طبيب الاختصاص ويأخذ رقمًا ويتلقى العلاج في نفس اليوم.
آلية الحجز
أكد صاحب حساب «مواطن» أهمية تعديل آلية حجز المواعيد، فبدلًا من أن يزور المريض الطبيب ٤ مرات ليعرف مرضه يمكن أن يكون ذلك في مرة واحدة والوضع الحالي هو سبب كثرة المواعيد، وبسبب المواعيد هذه أصبح هناك تأخير، ومن جانبها لفتت عائشة المهندي 4 @ saraycafe.ate إلى أهمية زيادة الطاقم الطبي، وتعيين مراقب أداء يشرف على عملية دخول المريض والوقت الزمني، الذي يستغرقه من أول دخوله للمستشفى حتى تلقّيه العلاج في «عملية مستمرة»، وتقليل مدة الزيارة للطبيب إلى جانب تحسين وتطوير النظام الإلكتروني لتسجيل المرضى.
وشدد صاحب حساب «12022_ayman_ « على أهمية العيادات المسائية، ودراسة المدة التي يستغرقها المريض من لحظة دخوله وحتى الانتهاء من المعاينة، في حين دعا صاحب حساب «غاويش_قطر» إلى تغيير تصميم الهيكل الإداري للمستشفى، ووضع هياكل منفصلة لأقسام الطوارئ إلى جانب مراقبة نظام الاستجابة السريعة والتعامل مع الحالات الحرجة، فضلًا عن تقليل ساعات الدوام للطاقم الطبي إلى ٦ ساعات والعمل بنظام أربع مناوبات في المراكز الصحية والمستشفيات على مدار الساعة، فيما طالب صاحب حساب «naif_1980 4» وزارة الصحة العامة بدراسة نظام عمل المستشفى الملكي والأمريكي في بانكوك وتطبيقه هنا في قطر، والتعلم منه فقد أثبت نجاحه في حل مشكلة المواعيد والانتظار.
السفر للهند
إلى ذلك قال صاحب حساب «m.b.ans» أنه أجرى منظارًا بمستشفى الخور في شهر يوليو من العام الماضي 2022 وحُدد له موعدٌ مع الطبيب في شهر مايو القادم، للتعرف على أسباب المرض، لذلك سافر إلى الهند وأجرى جميع الفحوصات المطلوبة خلال 20 يومًا، ومن ثم عاد إلى الدوحة وحتى الآن ينتظر موعد الدخول إلى الدكتور في مستشفى الخور.
وقال صاحب حساب «عبدالله_قطر 1983»: المواعيد غير مناسبة للمواطنين، ويجب أن يكون لهم الأولوية في المواعيد القريبة حسب احتياجهم للفحوصات وغيرها، وأتمنى أن تنظر وزاره الصحة في هذا الموضوع، أما بالنسبة للأطباء الاستشاريين والاختصاصيين أو الجراحين فأتمنى أن يكون لهم زيارات في المستشفيات الخارجية الحكومية كمستشفى الخور وغيرها، ما يخفف الضغط عليهم في مستشفى الرعاية اليومية ومركز الأبحاث، ولفت راشد الكواري إلى سهولة تحويل المواعيد المتأخرة لمستشفيات أو عيادات خاصة معتمدة داخل الدولة وعلى حساب وزارة الصحة العامة إلى أن يتم حل المشكلة.
عدم حضور الموعد
ومن جانبه اعتبر صاحب حساب «Altaee @Waliedmath. 3d» أن أغلب المشاكل هي عدم حضور كثير من المرضى لمواعيدهم وبذلك يحرمون مرضى آخرين محتاجين فعلًا لزيارة الطبيب، فيما طالب صاحب حساب «الخوارزمي» بتطوير عمل المراكز الصحية وتزويدها بأجهزة طبية متطورة ومختبرات حديثة مع زيادة عدد الأطباء بتلك المراكز وإضافة قسم طوارئ وغرفة عمليات متوسطة وصغرى، لكل مركز صحي، لتخفيف أعداد المرضى على المستشفيات الرئيسية، وبذلك يصبح هناك 20 مستشفى متطورًا قادرًا على استقبال المرضى بدلًا من خمسة.
إدارة الموارد
وقال صاحب حساب «best_man911 4d»: إن مشكلة التأخر في المواعيد ترجع إلى سوء إدارتها مع كيفية إدارة الموارد المتاحة، وأكد أن الدولة عملت على توفير أحدث الأجهزة والمعدات وعدد الكادر يفوق المطلوب لكن هناك سوء إدارة من قبل بعض المسؤولين بالمراكز والمستشفيات، وأعتقد أن الحل يكون في عمل دراسة للطاقة الاستيعابية من قِبل جهة مستقلة وإلزام المستشفى أو المركز الصحي بتوفير الخدمة حسب الطاقة الاستيعابية، وإلا يعتبر القائمون عليه مقصرين ويحاسبون أو يستبدلون.
وتابع: هل يعقل أن جهاز تصویر إشعاعيًا، مثلًا يمكن استخدامه لتصوير المرضى أربعًا وعشرين ساعة، يتم إعطاء عشرة مواعيد باليوم فقط، والجمعة والسبت عطلة؟! لذلك نحتاج شهورًا لإعطاء مواعيد ولكن نفس الجهاز لو تم تشغيله بكفاءة يمكن عمل كل عشرين دقيقة صورة فيمكن إنهاء حوالي مئة صورة باليوم بدل عشر وهكذا.
البروتوكول الطبي
من جهته أكد صاحب حساب «محمد مفيد» أهمية تغيير البروتوكول الطبي المُتبع وعدم تأخير المرضى قدر الإمكان، فضلًا عن استحداث نظام جديد لتقليل وقت الطبيب في ملء بيانات المريض على السيستم إلى جانب خلق فكر جديد يوازي العمل بالقطاع، في حين لفت صاحب حساب «1422i» إلى أن قلة المراقبة والتدقيق في بعض المراكز الصحية وراء تأخر المواعيد.
وقال حمد الكواري إن الحل في تغيير الإدارة العليا الأجنبية لمؤسسة حمد الطبية، وإحلال الكفاءات القطرية المؤهلة وعدم تطبيق خطط جاهزة من دول أخرى لن تجدي نفعًا وقد فشلت في الدول التي أخذت منها.
موعد بعد 3 سنين
وكشفت صاحبة حساب «الروضة 2206 4» عن حصول أختها على موعد لإجراء عملية قص معدة بعد ثلاث سنين، فيما تستغرق العملية نصف ساعة تقريبًا وهو ما يؤكد أن هناك مشكلة في المواعيد، فيما اعتبر صاحب حساب «mohdbnshg1144 4d» أن المراكز الصحية تحتاج لمراقبة خاصةً المواعيد والاستقبال للعيادات، في حين دعت أم عائشة إلى زيادة عدد الأطباء والتمريض وتخفيف الإجراءات الكتابية على الطبيب، وفتح عيادات تخصصية أكثر في المراكز الصحية وفتح مراكز طوارئ ومختبرات وأشعة و«ألترا ساوند» و«أم أر أي» في كل مركز صحي وزيادة أعداد المستشفيات، فيما دعا صاحب حساب «kujomylove_4d» إلى ضرورة فرز المرضى من جهة الحالات العاجلة والروتينية والأمراض المزمنة المتطلبة أدوية فقط ومن جهة السن، وضرورة تقديم الموعد وتخصيص موظفين متخصصين للإشراف على نظام المواعيد.
ومن جانبه لفت صاحب حساب «ssm.884d» إلى ذهابه إلى موعد للأسنان وكان متوقعًا ازدحامًا كبيرًا وضغطًا على الطبيب إلى أنه تفاجأ بفراغ المستشفى، ولا يوجد أي انتظار ومن ثم لم يجد الطبيب أو طاقم التمريض في العيادة، وعند البحث عنهم جاءت الممرضة ومن ثم الطبيب وتم الكشف على الطفل ولفتوا إلى احتياجه إلى ترقيد والانتظار لحين تحديد موعد وحتى الآن لم يتم تحديده منذ أكثر من 3 أسابيع وعند سؤالي للطبيب قال إن الموعد، يمكن أن يتم تحديده في شهر مايو القادم.
ولفت صاحب حساب «line.cake» إلى حصوله على موعد رنين مغناطيسي في شهر مارس من العام القادم 2024 رغم أن لديه 4 ديسكات في ظهره إلى جانب مشكلة في العصب ولا يستطيع المشي.
دراسة الأسباب
ودعت صاحبة حساب «نورة قطر» إلى النظر في أسباب التأخير قبل البحث عن الحلول حتى تكون الحلول مناسبة وفعالة حيث قالت: هل تمت دراسة أسباب التأخير؟ هل تم تقديم تقارير ودراسة فرق التوقيت بين المواعيد وبين مواعيد المتابعة؟ هل تمت دراسة تكرار زيارة المرضى؟ أو معدل الوقت الذي يستغرقه الطبيب مع المريض؟ هل تم البحث مع الأطباء عن هذه الحلول؟ هل تم التدقيق في فاعلية المواعید وهل احتاج المريض إلى الدخول على طبيب آخر؟ كلها أسباب قد تساهم دراستها في إيجاد حلول.
ومن جهته أكد صاحب حساب «qtr1574 4» ضرورة دراسة عدد الأطباء والممرضين بالمقارنة مع احتياجات المرضى للعلاج مع عدم نسيان الأعداد التي تأتي من الخارج سواء للإقامة أو للزيارة وتوفير الكادر الطبي بين دخول المواسم صيفًا أو شتاءً.
وقت الكشف
وأكد محمد حسانين أهمية تقليل الوقت المُخصص للكشف على نظام الحجز، ومن ثم زيادة الطاقة الاستيعابية، حيث إن الوقت الفعلي الذي يستغرقه الطبيب للتشخيص في أغلب الأحوال أقل من ٥ دقائق (عدا بعض الحالات) في حين أن نظام الحجز معد على فترة أطول مما يقلل من المواعيد المتاحة، وبالتبعية تقل الطاقة الاستيعابية ويزداد وقت الانتظار لأشهر طويلة فضلًا عن أهمية إسناد الأعمال الإدارية من إدخال البيانات على «السيستم» إلى الممرض، لتسريع وتيرة العمل وعدم إهدار الوقت، فيما أكد صاحب حساب «sh3baan3kkoush 4d» أهمية توفير نظام حجز «أون لاين» يقوم عن طريق تسجيل المريض شكواه ويقوم المتخصصون بتحويل طلبه إلى القسم المختص ومن ثم يحدد له موعد ومكان وبيانات الطبيب المعالج، لافتًا إلى أن نجاح دولة قطر في تطبيق الحكومة الإلكترونية بشكل مذهل يتطلب تطبيقه على جميع المجالات والإدارات والأنظمة.
مواعيد هاتفية
إلى ذلك شدد صاحب حساب «wesamseif» على أهمية تفعيل المواعيد الهاتفية بصورة أكبر والتحويل مباشرة للتخصصات ومنح الممارسين صلاحيات العلاج مباشرة. ودعا صاحب حساب «3399 hamad» إلى ضرورة تخصيص المستشفيات الحكومية للقطريين وموظفي الحكومة فقط، أما أصحاب القطاع الخاص وشبه الخاص فملزمون بعمل تأمین صحي لموظفيهم وتقديم العلاج لهم في المستشفيات الخاصة فقط، حتى يتسنى تقديم خدمات مميزة للمواطنين في المستشفيات الحكومية وهذا ليس تمييزًا عنصريًا، وإنما هو واقع مقارنةً بالمستشفيات في الدول الأخرى التي لا تقدم أي خدمات طبية للمواطنين القطريين في الخارج بدون دفع المصاريف بالكامل، وتعطى أولوية المواعيد لمواطني تلك الدول. ولفت صاحب حساب «bou_soud» إلى أن مشكلة تأخر المواعيد متأصلة فهناك ازدياد في العمالة الوافدة، موضحًا أن التأمين الصحي يساهم في تخفيف العبء عن المستشفيات الحكومية.
عيادات مسائية
واقترح صاحب حساب «5511 mms» فتح عيادات مسائية في مستشفى حمد والخور والوكرة والمستشفيات الحكومية للمواطنين، فيما تقوم شركات القطاع الخاص بعمل تأمين صحي لموظفيها، فيما أكد صاحب حساب «dr_marwan_kan3an» أهمية زيادة العيادات التخصصية بالمراكز الصحية والتقليل من البروتوكول الطبي الروتيني الطويل فمثلًا يكون كشف الطبيب أقل من دقيقتين، بينما يستغرق أكثر من ربع ساعة تعبئة البيانات بـ «السيستم» ما يستنزف طاقة ووقت المريض والطبيب، والحل يكون بوجود ممرض معاون للطبيب لملء البيانات إلى جانب زيادة عدد المستشفيات بحيث يتناسب مع الزيادة بعدد السكان وفتح عيادات طوارئ تخصصية.