ضوء أخضر.. «المعرض الزراعي».. نجاح كبير منقطع النظير
تعزيز جسور التواصل وفتح آفاق كبرى للتبادل التجاري والاستثماري

نجحَ المعرضُ الزراعي في استقطاب العديد من المُهتمين بمُختلف دول العالم، حيث يشهد في نسخته العاشرة حضورًا مُتناميًا على مستوى العارضين والمُشاركين في الفعاليات المُصاحبة، إذ يحرص المُستثمرون في القطاع الزراعي على المُشاركة بالمعرض، باعتباره فرصةً للاطلاع على كافة التجارب والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا في الزراعة، من خلال المُشاركات الدولية الموجودة في المعرض، وتبادل الخبرات وعمل شراكات تجارية معهم، كون المعرض سيشهد عقد صفقات كبرى سواء بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، أو بين المُستثمرين القطريين والدوليين لتبادل الخبرات.
وتأتي مُشاركةُ أصحاب المزارع المحلية في المعرض من منطلق حرصهم على المُشاركة في أهم المعارض الدولية وعلى رأسها معرض قطر الزراعي الدولي العاشر، نظرًا للمكانة الكبيرة التي يحتلها المعرض على مستوى العالم، والذي أصبح في صدارة المنصات الشاملة التي تُتيح للأطراف الفاعلة في القطاع الزراعي على الصعيدين الإقليمي والدولي فرصة تبادل الخبرات، واستكشاف آخر الاتجاهات والمُستجدات والفوز بفرص الأعمال في هذا القطاع الحيوي، خاصة أن قطر تعتبر من الدول الواعدة في المِنطقة، التي سيكون لها مُستقبل زاهر، بما توفره من بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمارات، واستقطاب المزيد من الشركات الإقليمية والدولية إلى السوق القطرية، نظرًا للتوجه القطري نحو الاكتفاء الذاتي والاستعانة بالشركاء الدوليين في تحقيق هذا الهدف الوطني المنشود.
وهنا لا بد من الإشادة بجهود اللجنة المُنظمة للمعرض فيما يخص مستوى التنظيم والفرص التي يُقدمها للشركات للترويج لمُنتجاتها، والبحث عن أسواق جديدة، وفتح الكثير من المنافذ الإقليمية والعالمية أمام هذه المُنتجات التي تتميز بالجودة، كما أن التواصل رفيع المستوى بين العارضين والمُستثمرين والزوار خلال فترة المعرض، يُبرهن على الدور المُهم الذي يلعبه معرض قطر الزراعي الدولي في دعم التوجهات المُستقبلية والديناميكية الواعدة لدولة قطر، وكذلك إبراز التقنيات الحديثة التي يمكن الاستفادة منها في القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، بالإضافة إلى عرض التقنيات الحديثة الخاصة بالمُحافظة على الزراعة والموارد الطبيعية، مثل شبكات الري الموفرة والطاقة البديلة وغيرها، بما يُساهم في تعزيز التعاون الزراعي بين دول العالم، سواء على مستوى القطاع العام أو القطاع الخاص، حيث تُشارك بالمعرض الزراعي في نسخته العاشرة أكثر من «55» دولة منها «30» دولة بأجنحة وطنية رسمية، فيما تُشارك البقية من خلال شركاتها وسفاراتها ومكاتبها التجارية في الدوحة. ومما لا شك فيه أن المعرض الزراعي يُعزز جسور التواصل، ويفتح آفاقًا كبرى للتبادل التجاري والاستثماري بين دول المنطقة والعالم، كما يُساعد الدول المُشاركة على التعاون في رسم مسار المُستقبل، لذلك يعقد الخبراء والمُختصون في القطاع الزراعي آمالًا كبيرة على هذا المعرض، ويثقون بأنه سيُحقق نجاحًا يفوق التوقعات، كون هذا المعرض يُعبّر عن مدى الوعي المُجتمعي بأهمية القطاع الزراعي في دولة قطر، ما يدعو للاطمئنان على مُستقبل الأجيال القادمة بوعيها وثقافتها العالية بدور إنتاجها الوطني، كما أن المعرض فرصة لتجمع صنّاع القرار وروَّاد القطاعين الزراعي وأصحاب المصالح من مُختلف أنحاء المنطقة والعالم تحت سقف واحد، لتبادل الخبرات والآراء والأفكار للخروج بتوصيات وحلول ناجعة من شأنها تشجيع الاستثمار الأمثل في المشروعات الزراعية والإنتاج الحيواني، وإتاحة المجال أمام الشركات المحلية والدولية لترسيخ مواطئ قدم لها في السوق المحلية والخليجية، والدخول في شراكات وصفقات جديدة من شأنها أن تعودَ بالمنفعة الكبيرة على القطاع الزراعي سواء في دولة قطر أو المنطقة ككل.
وتظل النقطة السلبية الوحيدة في المعرض هي اختفاء بعض كبار العارضين من أصحاب المزارع المحلية وتفضيلهم عدم المُشاركة لأسباب مُختلفة، وللزراعة في قطر أعمدة رئيسية من المُزارعين المُنتجين تاريخيًا ويجب المُحافظة عليهم وحمايتهم من تقلبات الأسعار وارتفاع أسعار وتكلفة مُدخلات الإنتاج.
والله ولي التوفيق ،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر