كتاب الراية

ما بين السطور.. أطباق رمضان

المكتبات استعدَّت قبل الآخرين بالتزود بكل كتب الطبخ في كل أنحاء العالم

هنيئًا مريئًا.. وشهرًا مباركًا.. وإفطارًا هنيئًا.. ورمضان على الأبواب.. خطوات فقط ويبدأ الطرق على كل الأبواب المُتخمة لذلك الشهر الفضيل.. ومطابخنا بدأت استعداداتها منذ الشهر الماضي.. وهي تستقبل كلَّ ما لذ وطاب من فنون الموائد والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.. والموصلة بشكل جيد للأجواء الرمضانية المفعمة بالخير والحب والأمان.. والمكتبات استعدت قبل الآخرين بالتزوّد بكل كتب الطبخ الموجودة في كل أنحاء العالم.. وكتّابُنا وكاتباتنا المُهتمون جدًا.. قد بدؤوا التدشين للكتب الجديدة التي ستغرق مطابخنا بأجمل الروائح.. وأطيب النكهات.. مما تعجز عنه كلُّ الكتب التاريخية.. وكل الأبطال الأثيرين لدينا.. فما ستفعله مطبوعات الطبخ الآن من اجتذاب للأبناء والأزواج والعائلات إلى موائد رمضان.. لم تكن شهرزاد ستتمكن من القيام به لو كان شهريارها مدمنًا على المقالي والمحاشي.. وصواني الحلو والمقبلات.. وأعتقد أنها لو حاولت اختلاس النظر إلينا من زوايا كتاب ألف ليلة وليلة.. لما استطاعت أن تتحمل البقاء في مجتمعنا الحالي أكثر من ليلة واحدة.. ولطالبت سيافها بالقيام بوظيفته.. وبأسرع وقت.. فقد أصبح زماننا هذا زمن المطبخيات.. وليالي الطبخ.. وفنون الأكل والأطعمة المنسية.. والمبتكرة.. والمكررة آلاف المرات.. في معظم الكتب المنشورة.. لا أفهم لماذا تتعب الأقلام والكاميرات والمطابع في طبع نفس الوصفات.. بنفس المقادير ونفس المكونات.. فما الذي يختلف يا ترى في المكبوس الذي يعرض في كتاب طبخ عن الآخر..؟؟ وما الذي ستتميز به وصفات المحاشي المعروفة في كل مكان.. من كتاب لآخر.. ؟؟ وكيف يمكننا أن نطبق وصفة المحلبية أو الكريم كراميل من مئات الكتب.. والوصفة واحدة لا يمكننا إلا الإضافة إليها وتغيير بعض مكوناتها..؟؟ فهل نعتبر ذلك إبداعًا..؟؟ وهل نترك كل برامجنا الدينية والثقافية.. وواجباتنا الرمضانية من عبادات وصلوات وتلاوة قرآن.. لنبحث في كل تلك الكتب والمطبوعات عن أفضل وصفة (لصالونة اللحم).. ؟؟ أو أطيب طبخة لحشوة الباذنجان..؟؟ ماذا..؟؟ أهو سباق إلى الطاعة وكسب الثواب والأجر..؟؟ أم سباق إلى البرنامج اليومي (طبق اليوم…)…؟؟ أعلم أنني لست مختلفة عن بقية النساء.. في البحث عن مكونات جديدة لوصفات طبخ رمضانية جديدة.. لكنني منذ أعوام مضت توقفت عن ذلك الشغف الجنوني.. الذي كان يزلزل موازنتي الخاصة باقتناء كل جديد في كتب الطبخ باهظة الأثمان.. لكنني ما كنت أجد في كل منها إلا طبقًا أو طبقَين جديدَين فقط.. أما بقية الكتاب فكل ما فيها يشبه ما على سفرتنا طوال العام.. فقط هو نوع من المظاهر الجديدة في المنطقة وعلى مستوى معظم البيوت.. أن نتوقف عند كتاب (…….) بكل أجزائه، وأن ننتظر تلك الطباخة الماهرة.. في أحد أركان معرض الكتاب.. وهي توقع كتابها الثمين.. وسط حشود كبيرة من ربات البيوت والموظفات الباحثات عما يملأن به بطون أزواجهنّ.. حتى لا يتمكنوا من الكلام والخروج من المنزل دون داعٍ.. نعم.. الطبخ إبداع.. ولكن كتب الطبخ المكررة والمنقولة من كتاب لآخر ومن ثقافة لأخرى.. ليست إبداعًا أبدًا.. الإبداع أن تقف المرأة لتقدم من يدها أجمل لمسة حنان وهي تفتح كتاب الله الكريم.. ومن فمها أحلى ابتسامة بريئة وهي تتلو آيات الذكر نهارًا وليلًا.. ومن قلبها أروع أنواع المحبة وهي تعلم أبناءها العبادات المفروضة.. والصلوات على أوقاتها.. وتعودهم على أجمل الطاعات وأبركها في رمضان.. ألن يكون ذلك أجمل وأعظم.. وأحلى أطباق رمضان…؟؟؟

وكل عام وأنتم بخير.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X