الدوحة- الراية:
يحتضن متحف قطر الوطني معرض «المجلس: مكان الالتقاء» وذلك بالقصر الأميري القديم، حيث يسلط المعرض الضوء على منسوجات السدو التقليدية المصنوعة من الصوف الطبيعي والمحلي والمعرفة بحرفة النسيج التي حافظ عليها النساجون القطريون عبر الأجيال، وذلك من خلال مشروع متعدد الأوجه تصميمه مستوحى من العمارة البدوية على يد أشهر المعماريين المعروفين دوليًا، وقد نشأ نتيجة بحث علمي يناقش فكرة الاستدامة، يضم المعرض أقسامًا متعددة ويسلط الضوء على أهمية الهوية المحلية والتقاليد المتعلقة بهذه المنطقة. على ضوء ذلك الاهتمام وكنوع من توثيق الممارسات الحرفية ودعم النساء الحرفيات في قطر، فقد قام نساجو السدو باستخدام معرفتهم بهذه الحرفة الأصيلة لإنتاج نسيج جدران «المجلس».
وقد استُخدم المجلس، تقليديًا، كمكان لاستقبال الضيوف وإكرامهم، هو مكان يجتمع فيه الناس لمناقشة الأحداث والقضايا المحلية، والتواصل الاجتماعي وتعميق العلاقات فيما بينهم. في عام 2015، أضافت اليونسكو المجلس إلى قائمتها للتراث الثقافي غير المادي باعتباره «مساحة ثقافية واجتماعية». أزيح الستار عن هذا المعرض المتنقل لأول مرة في بينالي فينسيا عام 2021، وتضمن هيكلًا من الخيزران والصوف، مستوحى من أسلوب العمارة البدوية، وهو من تصميم مهندسَي الخيزران المعروفَين عالميًا: سيمون فيليز وستيفانا سيميتش.
جاء التركيب الأول للمجلس، في بينالي فينسيا 2021، نتيجة بحث عملي حول كيفية التنسيق بين نوايا البشر وجهودهم وسياساتهم وممارساتهم، ليعيشوا بسلام معًا، ومع الطبيعة أيضًا. يستكشف هذا الإصدار، المقام في متحف قطر الوطني والقصر القديم، تقاليد هيكل المجلس، والحرفيين والمتخصصين الذين أصبحوا جزءًا من تاريخه وتقاليده. وللانخراط في التجربة المجتمعية للمجلس، يمكن للزوار حضور ورش عمل خاصة، ومحاضرات عامة، والاستمتاع بالحديقة المصاحبة للمجلس والتي تعرض جمال تنوع الغطاء النباتي لدولة قطر. كما سيستمتع الزوار بمشاهدة الفنانين والحرفيين القطريين وهم يمارسون حرفة نسج السدو التقليدية من أجل صناعة الجدران النسيجية للمجلس. جدير بالذكر أن المعرض تتواصل فعالياته حتى 31 ديسمبر الجاري.
