التمر يمد الجسم بالطاقة خلال الصيام

الدوحة- الراية:

أكَّدت الدكتورةُ ريم طالب- استشارية طب الأسرة في مركز السد الصحي التابع لمؤسَّسة الرعاية الصحية الأولية- أنَّ التمر غنيٌّ بالسكريات، خاصة الجلوكوز والفرَكتوز، إضافةً إلى المعادن المتنوِّعة والفيتامينات والألياف، ولكلّ من هذه المكوّنات أهميتها وأثرها الإيجابيّ على صحَّة الصائم. فالفرَكتوز يتحوّل في الجهاز الهضمي إلى جلوكوز الذي يتوزّع من خلال الدم على أعضاء الجسد والعضلات، حيث يتحوّل إلى طاقة يحتاجها الصائمُ بعد ساعات الصيام الطويلة.

ويحتوي التمر على المعادن كالبوتاسيوم والماغنسيوم والنحاس والسيلينيوم والمنجنيز، وتوفّر كل 100 جرام من التمر (أي ما يعادل 4-5 حبات من التمر متوسطة الحجم) حوالي 15 بالمئة من الحاجة اليومية لهذه المعادن التي تلعب دورًا مهمًا في عمل العضلات، إضافةً إلى ذلك، فإنّ أهمّ الفيتامينات الموجودة في التمر هي فيتامين Vitamin B complex الذي يعتبر مهمًا لخلايا الدم والأعصاب، وفيتامين Vitamin C الذي يلعب دورًا أساسيًا في تحسين امتصاص الجسم للحديد وتعزيز المناعة والتئام الجروح.

ليس هذا فحسب، بل إن التمر مصدر غنيّ للألياف (8 جرامات من الألياف في كل 100 جرام من التمر)، وبذلك، فهو يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، ويخفف من الإمساك، كما أنَّ التمر يحتوي على مضادات الأكسدة خاصة الـ carotenoids وال phenolics التي يبرزُ دورُها في حماية الجسم من الأمراض وتعزيز مناعته. وقد أظهرت دراسةٌ علميةٌ أنه ربما يكون للتمر أثر إيجابي على مستوى الكوليسترول في الجسم نظرًا لاحتوائه على البوليفينول.

وتضيف استشارية طب الأسرة الدكتورة ريم طالب: بالإضافة إلى مذاقه الرائع، فإنّ للتمر فوائد صحية عديدة، لا سيما إذا كان التمر جزءًا من نظام صحي سليم خلال الشهر الفضيل. فقد أظهرت نتائج دراسة علميّة أن أكل التمر باعتدال مع نظام غذائي متوازن لم يؤثر على نسب السكر في الدم نظرًا لتمتّع التمر بمؤشر سكر منخفض low glycemic index وكانت هذه نتيجة البحث الذي شمل خمسة أنواع مختلفة من التمر.

ومن هنا أيضًا، يمكننا القول إن بإمكان المرضى الذين يعانون من السكري الاستمتاع ببضع حبات من التمر يوميًا مع الحرص على استشارة اختصاصي التغذية والالتزام بالأدوية والعلاجات تبعًا لنصيحة طبيب الأسرة أو الغدد، والمتابعة الدورية للتأكد من انضباط المرض.

ينصح بالتمر كرطب أو كفاكهة مجففة ويتجنب التمر المحفوظ في السكر أو المغطى بالشوكولاتة أو معجون التمر. ويعتبر التمر مناسبًا للأشخاص من كل الأعمار حتى كبار السن والأطفال ابتداء من عمر الستة أشهر، وذلك بعد بدء الأطعمة الأخرى كالخضار، ولا بد من طحن التمر قبل إطعامه للأطفال في هذه المرحلة العمرية بعد إزالة البذور.

في الختام، لا بدَّ من التذكير بأن اتباع سلوك صحي خلال شهر رمضان، يشمل الغذاء المتوازن وشرب الماء والتمارين الرياضية، يساعد في الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية على حد سواء.