
المساحةُ النفسيةُ مطلبٌ لإعادة الاتزان النفسي للفرد، لأن الضغوطَ النفسيةَ قد تؤدّي إلى شعورك بعدم القدرة على التفكير، والتوتر والقلق والخوف من المُستقبل ومُطاردة الماضي لك وإعادة اجترار الأفكار والمواقف المُزعجة وعدم الارتياح العملي والأسري أو حتى الارتياح الذاتي.
لذلك التأمل في هذه المساحة النفسية والسعي لإيجادها والاهتمام بها يعكس بصورة إيجابية تواجدك في مُحيط صحي وتفكير إيجابي.
قد تتساءل وكيف أجدها، الإجابة بسيطة جدًا، أنت من تصنعها، أنت من تجعلها كيانًا موجودًا بخطوات بسيطة تُساعدك على أن تشعرَ بها أولًا ثم توجدها.
ابتعد عن الضغط النفسي، ابتعد عن الإنسان الضاغط، الابتعاد ليس جسديًا، لكنه فكري وشعوري، الابتعاد تغيير اتجاه، وتعديل أولويات، وتحديد أهداف، وتجديد هوايات، لكنه تغيير يأتي مفعوله بمجرد أن تستمر، استمراره يعني أن المساحة النفسية تبدأ في التنفس، في أخذ شهيق وزفير من الأعماق لتحيا وتنتعش.
هناك من يُغيّر بنظام، لكن الديمومة مُهمة أيضًا لحياة أطول في عمر المساحة، ليس هذا فقط، بل أنت ستعرف أنك وضعت هدفًا لتسير عليه.
المساحة النفسية قد يُحاول البعض اختراقها، أو من تجده فضوليًا جدًا يريد أن يتدخل أو يفرض سيطرته عليها، لكن ليس هذا المهم، المُهم أن تسعدَ بهذه المساحة، تهتم بها وتُحافظ عليها، لا يشغلك فضولي أو مُتطفل، أنت في مساحتك تدخلها متى وأين تشاء.
المساحة النفسية راحة بال، تكيف وتقبل، هدف وسعي، سعادة ورضا، إيمان حقيقي أنك في نعم، وأن كل موقف سحابة وتمضي في طريقها مُسافرة لا تستمر في وضع،
حب حقيقي لذاتك ورغبة في أن تُحافظَ على راحتك ونفسيتك دون أنانية، لكنها حاجة تحتاجها النفس كالغذاء للجسد. راحتك النفسية مسؤوليتك، لا تأتي من الآخر، ولا تتوقعها قادمة من جارك، هي في أعمالك، هي معك، لا يصنعها ظرف أو بشر.
أنت تملك كل الإمكانات التي تجعلك تتمتع بها، فلا تُقلل من قدراتك، ولا تنتظر آخر يُقدم لك ما يأتي براحتك، قد يُساعد، لكنك الأساس، قد يهتم، لكن أنت الأساس.
الراحة النفسية ليست بعد تعب أو ضغط، الراحة النفسية سلوك يُعزز إيمانك بما أنت فيه ورضاك عنه، الشخص الحاسد الغيور لا يملكها، الشخص الفضولي المُراقب لا يملكها، الشخص الأناني الحاقد لا يملكها.
المساحة النفسية نعمة يتمتع بها من اقتنع بما قسم الله له عن حب، كن ذلك الشخص.
بطاقة إرشادية:
المساحة النفسية أنت من يصنعها وأنت من يُحافظ عليها، لا تجعلها عرضةً للتلوّث.
دكتوراه في الإرشاد النفسي