ارتفاع أعداد مراجعي أقسام الطوارئ

الدوحة- عبدالمجيد حمدي:

كشفَ مصدرٌ طبّيٌ مسؤولٌ بمؤسَّسة حمد الطبية عن ارتفاع ملحوظ في أعدادِ المراجعين لطوارئ حمد العام خلال الأيام الأولى لشهر رمضان، مُقارنةً بالأيام السابقة، موضحًا أنَّ هذا الأمر يعد شيئًا معتادًا، ويحدث كل عام خلال شهر رمضان الكريم، حيث تكثر أمراضُ اضطرابات الجهاز الهضمي، وارتفاع أو انخفاض مُستوى السكر بالدم.

وأضاف المصدر: أرقامُ المراجعين قبل شهر رمضان كانت تصل إلى 800 مراجعٍ يوميًا، ولكن منذ بداية الشهر الكريم ارتفع العددُ بنسبة تصل إلى 25% ليسجل حوالي 1000 مراجعٍ يوميًا، موضحًا أنَّ الغالبية العظمى من هذا العدد تأتي للطوارئ نتيجة أمراض المعدة أو حوادث الطرق ونقص السكر في الدم والجفاف، خاصة خلال الأيام الأربعة الأولى من شهر رمضان.

وأوضحَ المصدر أنَّه على الرغم من زيادة العدد إلا أنَّ معظم الحالات تراوحت ما بين البسيطة إلى المتوسطة، وقد تم توفير الرعاية اللازمة لها في الوقت المناسب، مشددًا على أنه في كل عام نشهد تغييرًا في تدفق المرضى خلال شهر رمضان المبارك، وتكون مواعيد الذروة في ذلك خلال الأوقات المسائية حتى قرب الفجر.

ولفتَ إلى أنَّ العادات الغذائية الخطأ تعتبر السبب الرئيسي الأول في ارتفاع عدد الحالات بالطوارئ، وكذلك المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بسبب التغيير في نمط تناول الدواء مثل مرضى السكري والضغط، موضحًا أن معظم المراجعين لا يذهبون إلى طبيب الرعاية الأولية في الحالات غير المهددة للحياة، حيث يتم استقبال هذه الحالات، بالإضافة إلى الحالات الخطيرة العادية في قسم الطوارئ.

وتابعَ المصدر: إنَّ أقسام الطوارئ جاهزةٌ دائمًا لاستقبال المرضى الذين يُعانون من حالات طارئة خطيرة تحتاجُ إلى تدخل طبي فوري، وهم الأَولى بالرعاية، مطالبًا المراجعين ذوي الحالات البسيطة بالتوجه للمراكز الصحيَّة التابعة لمؤسَّسة الرعاية الصحية الأولية لعدم التسبب في حدوث ضغط على مرفق الطّوارئ.

ونصح المصدر الجميع بالحرص على تناول وجبات معتدلة وصحية أثناء الإفطار والسحور وطلب نصيحةِ الطبيب قبل إجراء أي تغيير في تناول الدواء والحرص على القيادة بأمان وارتداء أحزمة المقاعد والتوجه لمراكز الرعاية الصحية الأولية للحالات المرضية غير المهدّدة للحياة.

وأشارَ إلى أنَّ طوارئ حمد العام تقوم بتطبيق نظام فرز لفحص وتصنيف المرضى لتحديد احتياجاتهم الطبية، ومن ثم إعطاء الأولوية للذين يعانون من الحالات الأكثر خطورة أولًا، لذلك قد يضطر المرضى القادمون لحالات غير طارئة إلى الانتظار لفترة من الوقت.

وقال: إنَّ المرضى الذين يعانون من حالات طفيفة، بما في ذلك الإنفلونزا وآلام الظهر والحروق الخفيفة أو آلام الأذن، لا يحتاجون إلى زيارة أقسام الطوارئ ومن الأفضل أن يقوموا بزيارة المرافق الصحية الأخرى بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، التي توفر 9 مراكز للرعاية العاجلة على مدار الساعة في جميع أنحاء قطر وتقدم العلاج للحالات غير المهددة للحياة وهي: روضة الخيل وغرَّافة الريان والكعبان والشيحانية والرويس ومعيذر وأبو بكر الصديق وأم صلال والمشاف.

عيادة الدوحة

من جهته، أكَّدَ الدكتور تيسير علي طبيب الطوارئ بمُستشفى عيادة الدوحة أنَّ قسم الطوارئ بالمُستشفى يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المراجعين منذ بداية شهر رمضان المبارك، موضحًا أن العديد من الحالات التي يتم استقبالُها تنحصر في اضطرابات المعدة نتيجة الإفراط في تناول الطعام، بالإضافة إلى نزلات البرد وارتفاع مُستويات السكر أو عدم استقرار الضغط، وكذلك حالات الجروح البسيطة.

وتابعَ: إنَّ الأعداد خلال الأسبوع الأول من رمضان وصلت إلى حوالي 200 مراجعٍ يوميًا بارتفاع يزيد على 50% عنه قبل شهرِ رمضانَ، حيث كان العدد لا يزيد على 130 مراجعًا يوميًا، مشيرًا إلى أنَّ الأعداد قد تقل وترتفع من يوم لآخر، ولكن بشكل عام من الملاحظ أن هناك ارتفاعًا في أعداد المراجعين خلال الأسبوع الأوَّل من شهر رمضانَ.

وأوضحَ أهميَّة الحرص على تبني عادات غذائية صحية تتناسب مع طبيعة الشهر الكريم من حيث الاعتدال في تناول الطعام واختيار نوعية الطعام في حد ذاته، موضحًا كذلك أهمية توخّي الحذر في تناول الحلويات التي تنتشر بشكل كبير خلال هذا الشهر، لأنها تتسبب في ارتفاع السكر بالجسم بالإضافة إلى زيادة الوزن.

مُستشفى العمادي

وقالَ الدكتورُ محمَّد البطراوي اختصاصي الطوارئ بمُستشفى العمادي: إنَّ الأسبوع الأوَّل من شهر رمضان شهد ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المُراجعين بقسم الطوارئ بالمُستشفى، مشيرًا إلى أنَّه في العادة كان القسم يستقبل حوالي 150 مراجعًا يوميًا في الأيام العادية، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية هناك ارتفاعٌ بمعدل أكثر من 35% في أعداد المراجعين الذين بلغ عددُهم حوالي 200 مراجعٍ يوميًا.

ولفتَ إلى أنَّ وقت الذروة لاستقبال المراجعين يكون خلال الفترة المسائيَّة حيث يشتكي الغالبية العظمى من المراجعين من الصداع المرتبط بالصيام وكذلك حالات الإسهال والإمساك الناتجة عن العادات الغذائية غير الصحية، مشيرًا لأهمية التركيز على نوعية الأطعمة، وكذلك على كيفية تناول الطعام من خلال البدء بالإفطار تدريجيًا، وعدم ملء المعدة بالطعام بصورة مفاجئة تسبب التخمة والتي بدورها تتسبب في اضطرابات القولون واضطرابات النوم والأرق.