الدورات الرمضانية كنز تحت مجهر «الكشافين»
مكاسب بالجملة للتجمعات الرياضية في ملاعب الفرجان وصالات الأندية
نجومنا القدامى ظهروا أولًا في هذه الدورات قبل أن تتلقفهم الأندية
التجمعات الكُروية تشجع على ممارسة الرياضة وتبني جيلًا متميزًا
متابعة – صابر الغراوي:
قبل أن ينفضَ مولد الدورات الرمضانية خلال الأيام المُقبلة تُعيد الراية الرياضية طرح السؤال، القديم الجديد، الذي يفرض نفسه دومًا.. هل تستفيدُ الأنديةُ من ظهور العديد من المواهب وبالتحديد من بين اللاعبين صغار السن الذين يُشاركون في هذه الدورات ؟! أم أن هذه التجمعات الكُروية الكبيرة ستمر مرور الكرام على مسؤولي الأجهزة الفنية والقطاعات السنية في الأندية المُختلفة؟.
ورغم ارتباك رزنامة الدورات الرمضانية في الأعوام الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا من ناحية، وقدوم شهر رمضان بالتزامن مع إقامة جميع المُسابقات المحلية من ناحية أخرى، إلا أن هذا لم يمنع من التأكيد على أن مثل هذه البطولات ما زالت تُزيّن ملاعبنا المُختلفة وصالاتنا الكُروية، الأمر الذي خلق أجواء تنافسية مُثيرة بين جميع اللاعبين الذين شاركوا في هذه التحديات الكبيرة.
وعلى مدار الشهر الكريم تُقام العشرات من الدورات الرمضانية القوية في كل المدن القطرية، الأمر الذي يُساعد على ظهور العديد من المواهب، وبالتالي حرصت الراية * على إجراء هذا الاستطلاع السريع بين عدد من أبرز أسماء القائمين على مثل هذه الدورات للتعرف منهم على رأيهم في جدواها والمردود الإيجابي منها وكيفية استغلالها بأفضل صورة ممكنة.
واتفقَ الجميعُ على أن مثل هذه التجمعات الكُروية تُفرز الكثير من المواهب من اللاعبين صغار السن الذين يمكن أن تعتمد عليهم أنديتنا بشكل كبير خلال الأعوام القليلة المُقبلة، خاصة من بين اللاعبين غير المُقيدين في الأندية المُختلفة.
وأشارَ البعض أيضًا إلى أنه في العقود الماضية كان لدينا العديد من أصحاب النظرات الثاقبة في كرة القدم والذين يستحقون لقب «الكشافين» لأنهم يملكون القدرة على اكتشاف المواهب وتوجيههم للعب في الأندية المُختلفة لصقل مواهبهم والعناية بهم بالشكل الذي يُساعدهم على التألق والاستفادة من خبرات المُدربين وقدرات الأندية.
والحقيقة أن المُتابع الجيد لكرة القدم القطرية في العقود الماضية يُدرك جيدًا ما قدمته الدورات الرمضانية المُختلفة بشكل خاص وملاعب الفرجان بشكل عام لمسيرة الأندية ومن ثم المُنتخبات الوطنية المُختلفة، وذلك من خلال اكتشاف العديد من الأسماء التي أثرت ملاعبنا المُختلفة بداية من منصور مفتاح النجم الأشهر والمُهاجم الأمهر في تاريخ كرة القدم القطرية ووصولًا إلى أصغر لاعب نجح في تمثيل ناديه وحقق بعض النجاحات في الملاعب بعد أن انتقل من الدورات الرمضانية إلى المُسابقات الرسمية ومن ملاعب الفرجان إلى الملاعب الرسمية.
وإذا كنا نُمنّي النفس بعودة «الكشاف» لمُتابعة اللاعبين في مثل هذه الدورات أو في بقية ملاعب الفرجان، فإننا في الوقت نفسه نؤكد على أنه الأهم من كل هذا وذاك هو أن تبقى ملاعبنا وصالاتنا وحتى الفرجان مفتوحةً على مصراعيها لاستقبال هذه المُنافسات الكُروية حتى تبقى الرياضة مُفيدةً بدنيًا ونفسيًا لجميع أبنائنا في كافة المراحل السنية.
وختامًا يجب أن نُذكِّرَ بأن المكاسب التي يمكن أن تُحققَ من خلال المزيد من الاهتمام بهذه الدورات كثيرة ومُتعددة بداية من اكتشاف المواهب وصقلها وتجهيزها بعد ذلك للانضمام إلى الأندية المُختلفة فضلًا عن أن مُمارسة الرياضة في حد ذاتها مكسب كبير للأجيال الجديدة باعتبارها مُتنفسًا كبيرًا في هذه التجمعات الرياضية المُتميزة.
صالح صقر :فرصة للمواهب الصاعدة
أكدَ صالح صقر، رئيس اللجنة المُنظمة لدورة صالح صقر، أقدم الدورات الرمضانية في منطقة الخليج، على أهمية الدورات الرمضانية والتي تعتبر فرصةً للمواهب الصاعدة لإثبات نفسها، كما تعتبر فرصة للأندية لاكتشاف مواهب جديدة للانضمام إلى أنديتنا المُختلفة والتي نُطالبها بضرورة مُراقبة هذه الدورات لاكتشاف أفضل المواهب والاستفادة منها. وأضافَ: تعتبر هذه الدورات كذلك فرصةً لمُمارسة الرياضة ومُتنفسًا للجميع من أجل مُمارسة الرياضة المُحببة في الشهر الكريم، وتتميز الدورات الرمضانية بأجواء خاصة، وتختلف عن غيرها من الدورات في الأوقات الأخرى من العام، وعن النسخة الحالية من بطولة صالح صقر الرمضانية، قالَ: إن الأجواء الإيجابية التي تشهدها البطولة والمُنافسة القوية بين جميع الفرق تشعرنا بالرضا عن مستوى البطولة، ونتوقع أن تشهدَ مُنافسات أقوى في الأدوار المُتقدمة منها، وأشارَ إلى أن المُباريات تشهد مستوى فنيًا مُميزًا في ظل حرص عدد كبير من الفرق على التأهل للمرحلة التالية من البطولة، الأمر الذي جعل الإثارة والندية حاضرةً في جميع المُباريات، وفي ختام تصريحاته، قال: إن اللجنة المُنظمة حريصةٌ على توفير كافة المتطلبات لخروج هذه النسخة من البطولة بالصورة اللائقة والمُشرفة.
المفتاح مدير بطولة الكاس :تحقق فوائد كثيرة للمجتمع
أكدَ علي جاسم المفتاح، مُدير بطولة الكاس الرمضانية في نسختها الثالثة عشرة والمُقامة حاليًا على ملاعب أسباير، على أهمية البطولات الرمضانية والرياضية في شهر رمضان بالنسبة للشباب القطري، وأيضًا بالنسبة للمُجتمع القطري، حيث يُعد شهر رمضان فرصةً لمُمارسة الرياضة في أجواء استثنائية.
وقالَ المفتاح: إن البطولات الرياضية في رمضان تُحقق العديد من الفوائد أهمها تفريغ طاقة الشباب في أمور إيجابية وأيضًا التجمعات الرياضية والتعارف في هذا الشهر الفضيل والحث على روح الفريق الواحد من خلال الألعاب الرياضية وأيضًا المُنافسة الشريفة وإرساء مبدأ الرياضة لتكون نمطَ حياةٍ صحيًا. وأضافَ: الصيام لا يؤثر على مُمارسة الرياضة، وهناك من يُمارس الرياضة قبل الإفطار وبعد الإفطار، وهذا الأمر نحرص عليه منذ زمن بعيد، والآن مع تطور المُنشآت الرياضية وانتشار الحدائق والملاعب والأماكن المُخصصة لمُمارسة الرياضة باتت الأمور أكثر سهولة وتحث الجميع على مُمارسة الرياضة من أجل مُجتمع صحي. وأشارَ إلى أن بطولة الكاس تشهد سنويًا استقطاب الشباب القطري، وهناك 16 فريقًا مُشاركًا بالبطولة في أجواء رياضية مُمتعة تُحقق العديد من الفوائد والمكاسب، كما أننا نحرص على انتهاء البطولة في مُنتصف الشهر الفضيل من أجل إعطاء فرصة للعبادة سواء في باقي الشهر أو في العشر الأواخر.
جمعة العلي: الرمضانيات منجم ذهب
أكدَ جمعة العلي، مسؤول الحكام ببطولة الوجبة الرمضانية، أنه طوال مُشاركته في البطولات الرمضانية سواء كان حكمًا أو مسؤولًا عن الحكام، والتي امتدت لأكثر من 20 عامًا، مر عليه العديد من المواهب القطرية التي تستحق الحصول على فرصة في الأندية، مؤكدًا على أن الدورات الرمضانية تعتبر منجم ذهب، لا بد من أن تضعها الأندية تحت أعينها من أجل اكتشاف مواهب جديدة تثري الكرة القطرية، خاصة أن هناك العديد من اللاعبين الذين يحتاجون للاكتشاف فقط والحصول على الفرصة، فمنهم من لم يكمل مسيرته مع الأندية بسبب الدراسة، ومنهم من لم يجد فرصة للتواجد في الأندية من الأساس.
وأضافَ: الاعتقاد السائد هو أن الدورات الرمضانية تكون للاعبين المُعتزلين فقط، لكنَّ هناك لاعبين صغارًا يثبتون وجودهم ويخطفون الأنظار بكل تأكيد، ويحتاجون لمن يكتشفهم في تلك الدورات.
وقالَ أيضًا: أنا متواجد في بطولة الوجبة منذ سنوات، أرى لاعبين مُميزين في فرق مثل لخويا وكلية الشرطة وغيرهما يحتاجون فقط إلى فرصة للتواجد في الأندية.
عبد الكريم العبد الله:فرصة استثنائية لزيادة لاعبي كرة القدم
أكدَ عبد الكريم العبد الله، مُدير بطولة الوكرة الرمضانية التي استقطبت عشاق كرة القدم في مدينة الوكرة على مدار عقدين من الزمن، أن هذه البطولة أفرزت الكثير من المواهب المُتميزة في كرة القدم، مُشيرًا في الوقت نفسه إلى أن عددًا من هذه المواهب ضل طريقه إلى الأندية المُختلفة بسبب عدم الاهتمام بمثل هذه الدورات.
وقالَ العبد الله: إذا كنا نعاني من قلة عدد اللاعبين في أنديتنا المُختلفة فإن هناك العديد من الأساليب التي تُساعد على حل هذه المُشكلة، بداية من الدورات الكُروية سواء في رمضان أو في غير رمضان ولكن بما أن شهر رمضان يشهد حركة استثنائية تُميزه عن بقية شهور العام فإنه أيضًا يكون فرصةً استثنائيةً لاستكشاف هذه المواهب.
وأضافَ: يجب أن يعي مسؤولو الأندية أيضًا أنه ليس من الضروري التفكير في المواهب فقط لأن عدد مُمارسي اللعبة في الأندية يجب أن يكونَ هدفًا في حد ذاته، باعتبار أن توسيع قاعدة المُمارسين يرفع من حدة التنافس في هذه الأندية.