
قد يعجبكُ أو يمسّك الموضوعُ،
قد تكون مِمَّن مرَّ بمثلِ هذه الظروف، وكان أو ما زال لديه من هُم أقرب الناس له، ولكن اختلَّت الموازين بينه وبينهم نتيجة أمورٍ قد يكون سببها الأساسيّ عدم الثقة، والخوف من الأريحيَّة معهم؛ لأنهم أشخاصٌ يبحثون عن زلَّاتك، وفشلك، فيقول لك واحدٌ: أنا علّمتك، وآخر أنا وظَّفتك، وآخر أنا أعطيتك، وأنا ساندتك،
وكأنكَ لم تُقدم شيئًا. لذا يلجأ البعض إلى الاستعانة بالغريب حتى لا يسمع هذه العبارات.
هناك من يغارُ من نجاحك، من عملك، من أكلك، من لبسك وتجده يقول: يا حظك، ويندبُ حظه، وكأنه لا يملك شيئًا، وعينُه على ما تملك، وهو أقرب الناس، ولكن لا يحب نجاحك أو سعادتك؛ لأنه يتمنَّى كل شيء له وعنده،
فأقرب الناس لنا قد يكونون أبعدهم وأصعبهم.
وهؤلاء لا يمكن التعامل معهم؛ لأنهم بعيدون عنَّا بمشاعرهم، إذ تحكم علاقاتهم معنا المصالح والغيرة والأنانيَّة، أيضًا لا نعمم، ولكن هناك من يُعاني من مشاكل بسبب أقرب الناس، وسبحان الله، في الكثير من الاستشارات عندي، المشكلةُ تبدأ من قريبٍ أو زوج، أو زوجة، أو أهل، وتمتدّ لتعم وتشمل كثيرين. المشكلةُ أنك لا تعرف كيف تتعامل، وفي نفس الوقت أنت تريد أن تتجنَّب ولا تخسر، ولكن لاحظت أن أغلبها يتعلق بحبّ التسلّط والغيرة الشديدة
التي قد تسيطر على تفكيرهم وطريقة تعاملهم.
هناك لا شكَّ من يحبُك، فالسماء ليس كلها مُلبدةً بالغيوم، ولكن نتمنَّى أن نصل إلى أن يتطوّر الحوار الأسري إلى درجة التقبل والتفاهم الذي يسمح بتفهم الآخر،
وإذا كنت تمتلك هذه النقاط، فاعلم أن أقرب الناس أبعدهم:
1- حوار عقيم.
٢- عدم أريحية.
٣- تردد وخوف.
٤- مقارنات.
٥- مراقبات.
٦- تدخلات.
٧- لا يحب لك الخير.
كلها أمورٌ تجعلك تأخذ خطوة سريعة إلى الوراء، تتنفس، تُركز، تُعيد التفكير، لذلك نلجأ لآخرَ يمتلك صفات عكسية لما سبق مثل: حوار ممتع، راحة، لا خوف أو تردد، لا مراقبات أو مقارنات عنده، يتدخل فيما تريده أن يتدخل فيه، ويعرف مساحته، هو محب ويتمنى لك النجاح.
أصعب شيء أن تعيش مع أشخاص لا تجد أنك قريبٌ منهم بروحك، وعقلك يبحثون عن أخطاء يراقبون زلَّاتك،
ولكن إن كانوا في حياتك أعتقد أيضًا أنَّ ذلك نعمة؛ لأن في عدم وجودهم لن نتعلم، أو نكبر، لن نواجه التحديات، ولن نكتشف قدراتنا، ولن نميز الحامض من الحلو في العلاقات، سنرى الدنيا بعيون مُختلفة، فهم في حياتك في البيت أو العمل، أو المُجتمع الذي تعيش فيه.
قد يكون أقرب الناس أخًا أو أختًا أو صديقًا، قد لا تستطيع تغييرهم ولكن تستطيع أن تغيّرَ حدثًا أو أسلوبًا بأن تضع خطوطًا حمراء، وإشارات مرور لمن يقترب منك بحذرٍ؛ لأنه سيكون مُخالفًا ومُراقبًا إذا تجاوزها.
سأتحدث عن علاقة إشارة المرور قريبًا إن شاء الله.
بطاقة إرشاديَّة:
أنت المسؤول الأوَّل عن نوع علاقاتك بأقرب الناس، فخطط لها جيدًا وارسم حدودها تنعم وتسعد.
دكتوراه في الإرشاد النفسي